السوريون يعيدون ترتيب أولياتهم لعيد الفطر!
مع مرور كل يوم جديد على الحرب في سورية، تتعقد الأمور المعيشية أكثر، ويصبح حلها أصعب بكثير نتيجة تراكم الأسباب وتشابكها وتمادي المستغلين دون أي رادع وسط شبه انعدام للرقابة، وهذا بالضرورة ينعكس على الأسعار بشكل عام، وخاصة قبل أية مناسبة.
فروج
قبل عيد الفطر ككل عام، ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، سواء المواد الغذائية أو مستلزمات العيد، ووصل سعر كيلو شرحات الدجاج إلى 2400 ليرة سورية وكيلو الفروج إلى 1350 ليرة، ويبرر نائب رئيس جمعية المطاعم في دمشق أسامة قتابي هذا الارتفاع بأنه نتيجة سحب كميات كبيرة من الفروج لمطاعم الوجبات السريعة والشاورما بعد إغلاقهم لشهر كامل، وتكديس هذه الكميات تحضيراً للعيد.
وتابع في حديث إذاعي «أيضاً، يعمل مربو الدواجن والباعة على استغلال الموسم ورفع أسعارهم»، مشيراً إلى أن «الأسعار ستنخفض بعد عيد الفطر وبنسبة كبيرة».
حلويات تجارية
وارتفعت أيضاً أسعار الحلويات الجاهزة حتى وصل كيلو المبرومة بالسمن الحيواني في سوق الميدان إلى 7000 ليرة سورية وقد تصل إلى 11 ألف ليرة حسب الطلب، وبالسمن النباتي بين 4500 و5500، والمعمول بالفستق بالسمن الحيواني 4500 - 5500 والنباتي بـ 2500 – 3000.
ووصل سعر كيلو البلورية والكول وشكور إلى 4500 – 5000 ليرة سورية بالسمن النباتي، بينما يرتفع إلى ضعف الثمن بالسمن الحيواني.
ويقول أحد باعة الحلويات في السوق لـ «قاسيون»: إن ضعف الإقبال على شراء الحلويات هذا العام دفعنا لعرض أصناف (تجارية) بجودة متوسطة وأقل، كأن يتم اختصار كمية الفستق الحلبي أو وضع فستق عبيد أو زيادة سماكة العجينة، ورغم ذلك لا يزال الإقبال ضعيفاً جداً.
وأكدت أم سمير وهي ربة منزل في حديثها مع «قاسيون» إنها لن تستطيع شراء الحلويات الجاهزة هذا العام ولا حتى صنعها في المنزل، وستقوم بشراء علبتين من المعمول بالعجوة التجاري الذي يباع في محلات «السمانة» فقد وصل سعر العلبة التي تحوي 24 قطعة إلى حوالي 750 ليرة، وعلى هذا ستشتري علبتين فقط.
جنون الألبسة!
كما طال ارتفاع الأسعار كل مستلزمات العيد، ارتفعت أسعار الملابس الجاهزة إلى حدود غير مناسبة نهائياً لمداخيل المواطنين، وفي استعراض سريع لأسعار الملابس في الاسواق الشعبية مثل مدحت باشا وسوق الصوف والصناعة، تراوح سعر القميص الرجالي ما بين 6 إلى 8 آلاف، والكنزة بين 5 و7 آلاف والبنطال بين 7 – 9 آلاف، والأحذية الوطنية بين 4500 و6500 والمستوردة بين 8 آلاف و15 ألف.
وتراوحت أسعار بناطيل الأطفال بين 4500 و 6 آلاف والكنزات بين 3500 و 4500 والاحذية بين 3500 و 5000 ليرة، والفساتين البناتي بين 4500 – 6000 ليرة سورية، بينما ارتفعت الاسعار أكثر من ذلك في الصالحية والشعلان وسوق الحمرا.
العمالة «انقرضت»
وعلى هذا، علق هشام طنطا رئيس جمعية الألبسة الجاهزة في حديث إذاعي بقوله إن أسعار الألبسة ارتفعت عن العام الماضي 20%، بينما انخفض الإقبال على شراء الألبسة الجاهزة أكثر من 40%، حيث لم تعد الألبسة من أولويات الأسر أمام تحديات الحياة ومستلزمات المنزل، وضعف المدخول الشهري مقارنة بالأسعار.
وبحسب طنطا إن عدة أسباب ساهمت في ارتفاع الاسعار منها استيراد كل مستلزمات صناعة الالبسة من الخارج سواء أقمشة أو بطاين أو خيوط أو أزرار في حين «انقرضت» الأيدي العاملة تقريباً في هذا المجال نتيجة ظروف الحرب، وسط ارتفاع أجرة صناعة القطعة للعمال فقد وصلت أجرة القطعة إلى 2200 ليرة بينما كانت قبل الأزمة 70 ليرة.
وتابع طنطا «ارتفاع اسعار الكهرباء بشكل جنوني، وارتفاع الضرائب 5 أضعاف عن العام الماضي، ساهم أيضاً برفع الأسعار»، مشيراً إلى أن «الإقبال على شراء الملابس الرجالية والنسائية انخفض مقابل زيادة في الإقبال على شراء ألبسة الأطفال، لتفضيل الأهل أطفالهم على أنفسهم.
حديث طنطا لا يلغي دور المستغلين من التجار برفع الاسعار لزيادة حجم أرباحهم وتحميل المواطنين لأي انخفاض بالأرباح قد يتعرضون له أو أي ضرائب قد تفرض عليهم.
ورغم تصريحات وزارة التجارة الداخلية بأنها افتتحت صالات عرض للألبسة الجاهزة بمناسبة قدوم عيد الفطر، مع حسومات تصل إلى 50%، إلا أن دورها التنافسي لم يكن واضحاً نهائياً، ولم يساهم حتى في خفض اسعار السوق، في حين لم تعلم الكثير من الأسر التي استطلعت «قاسيون» آراءها بمكان هذه الصالات التي لم تستطع حتى اليوم أن تعزز الثقة بينها وبين المواطنين بالنسبة للأسعار والجودة والموديلات.