عن زوار الليل.. وموظفي العتمة!
زينة أحمد زينة أحمد

عن زوار الليل.. وموظفي العتمة!

أرقام خدمة طوارئ الكهرباء منتشرة ومعروفة في كل مكان. يمسك المواطن سماعة الهاتف، يطلب رقم الطوارئ. وعلى الجهة الأخرى، نومٌ وسكونْ.

هناك مواطنون من نوعٍ خاص، يطلبون الرقم- ذاته- فيأتيهم الجواب: «أستاذ، إذا بدنا نخدمك انتظرنا حتى الليل»..

يأتي الموظف- بعد منتصف الليل- ليفعل ما يستطيع دائماً، لكنه لا ينجزه دون أخذ «المعلوم»..  و«المعلوم» هذا هو مبالغ زهيدة تتراوح بين 2000 إلى 4000 ليرة سورية. غير أنها- بالنسبة للموظف المذكور- كافية ليقوم بعمله بمهارة، حيث ينقل ويحرك خطوط الكهرباء- التي يخبرها جيداً- من جهة إلى جهة، ومن عمود أو علبة إلى أخرى.

ينير بيت المواطن الذي يدفع لقاء «النور.. وبعض الدفء».

يومٌ أو يومين، وتعود المشكلة من جديد. ينطفئ الضوء، يعاود الاتصال بالطوارئ، يرد الموظف بالصيغة ذاتها، ويعود ليكرر العملية، ويعود المواطن للدفع! ولا يستفيد من الكلام والنقاش: «دفعنالك قبل يومين..!».. ليتكرر الجواب: «أستاذ ما دخلني.. أنا اشتغلتلك بس العطل مو من عنا»..!

هو يعرف «زبائنه» تماماً..

المشكلة فيه؟ وحده من فقأ عينيه سيقول ذلك..

هذا فسادٌ صغير.. لا شك أنه يُزعج، لكنه ليس سوى ثلماً في أرضِ فسادٍ رحبة.. والثلم الأعوج من أين؟