(دف الشوك)  ودرجات المواطنة

(دف الشوك) ودرجات المواطنة

لمنطقة دف الشوك حكايتها الخاصة مع الخدمات العامة تشابه حكاية مثيلاتها من المناطق العشوائية التي تقع على تخوم العاصمة وتحيط بها من كل الجهات.

تكمن المشكلة التي تواجه سكان منطقة دف الشوك بأنهم يعانون من سوء الخدمات العامة هناك، وبشكل خاص الكهرباء، فساعات التقنين الطويلة وفق النظام المعمول فيه في الأرياف ( 4 بـ 2) والتي تصبح في الأوقات التي تشتكي فيه الحكومة من عدم توفر مادة الفيول (5 بـ1) مما جعل المعيشة أكثر صعوبة وتعقيدا.

لا تنتهي مشكلة الكهرباء هنا فالأعطال بالجملة، خزان هنا وعلبة هناك، والطوارئ تدعي العجز التام عن إصلاحات جذرية فإمكانيات الخزانات والمعدات والقواطع أقل من الحمولة المرتفعة التي تزداد في ذروة الاستهلاك صيفاً وشتاءً، ونادراً ما يكون الانقطاع وفق ساعات التقنين المقيت.

من سوء حظ الأهالي في هذه المنطقة، الواسعة والمكتظة بالسكان وبكثافة عالية جداً، أن منطقتهم تنفرد بمصيبة التقنين كريف وليس كمدينة، فحي الزهور الملاصق والمتداخل معها، والذي يفصل بينهما شارع لا يصل عرضه لأكثر من ستة أمتار، يخضع لنظام تقنين المدينة، وكذلك حي التضامن المتشابك مع المنطقة، مما ولد شعوراً إضافياً بالقهر لدى سكان دف الشوك.

أهالي الحي لا يطالبون بتغير انتمائهم الإداري، بل يطالبون بتقديم خدمات مساوية للأحياء التي تحيط بهم من كهرباء وكافة الخدمات العامة الأخرى، خاصة بأن هذا التمييز غير المفهوم وغير المبرر بين هذه الأحياء المتلاصقة جعل الشبكة العامة تتعرض لتعديات كبيرة.

ليست مفهومة جملة القوانين والأعراف المتعلقة بالتمييز ما بين خدمات مدينة دمشق وريفها، والمستغرب حقيقة هي الفكرة بحد ذاتها ومبرراتها السطحية.
إن التمييز في تقديم الخدمات للمواطنين يعني تصنيفهم ضمن درجات، وهذا بحد ذاته تشويه لمفهوم المواطنة التي تعني أن الجميع متساوون بالحقوق والواجبات، فالمواطنة هي المواطنة ولا درجات لها.