غرينسبان يحذر: (الحماقات) قد تدهور أمريكا!
(الوضع الاقتصادي والسياسي الحالي للولايات المتحدة، غير مسبوق، ولم أشهد مثيله سابقاً) هذا ما قاله الرئيس السابق للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي آلان غرينسبان، محذراً من (الحماقات) في إدارة السياسة الأمريكية في خضم الظرف الاستثنائي للولايات المتحدة..
في مؤتمر اقتصادي وسياسي في العاصمة الأمريكية واشنطن عقد بتاريخ 13-9 كان عنوانه: (الانتخابات واتخاذ القرار، وعدم الثقة الاقتصادية) حذر غرينسبان الذي أدار المركزي الأمريكي من 1987 إلى 2006 من الوضع الاقتصادي الأمريكي قائلاً: (البلاد تتجه إلى تضخم مرتفع، بطالة مرتفعة، وطلب منكمش.. آمل أننا سنجد مخرجاً، لأن ما يجري هو أمر جلل، فالبلاد تتدهور، بفعل ما أستطيع أن أقول عنه (الحماقات)!
غرينسبان ذو التسعين عاماً قال بإنها (الظروف الاقتصادية والسياسية الأسوأ التي أشهدها)، وقد كان لتصريحاته الصدى الإعلامي المطلوب لتحذير من هذا المستوى صادر عن اقتصادي وسياسي كبير، على الرغم من أن الاقتصادي الأمريكي يستخدم أقواله هذه في سياق المنافسة الرئاسية الأمريكية المحتدمة في خدمة المرشحة هيلاري كلينتون، ومواجهة المرشح الجمهوري ترامب.
حيث يأخذ الصراع الرئاسي الأمريكي أبعاداً اقتصادية يحاول البعض أن يصنفها على أنها بين (الاتجاه العالمي والاتجاه الشعبوي)، في وضع يعكس نسبياً موضوعية احتدام الصراع في الداخل الأمريكي، بين استمرار سياسة الهيمنة، وبين إدارة التراجع والانكفاء، والتي تنعكس في بعض الطروحات الاقتصادية للمرشح ترامب، والذي يتحدث عما يشبه (السياسة الاقتصادية الحمائية)، كي ينتقل تركيز السياسة الأمريكي إلى الداخل الأمريكي.
وبعيداً عن التأويلات الصحفية للتصريحات اللاذعة للسياسي والاقتصادي الأمريكي، إلا أن موضوع المؤتمر، والتحذيرات التي أطلقت منه، تعطي دلالة جديدة عن انتقال الأزمة الاقتصادية العالمية، لتنعكس في الوضع الاقتصادي والسياسي في الداخل الأمريكي..