في حماة.. أزمات جديدة تضاف إلى سابقاتها

في حماة.. أزمات جديدة تضاف إلى سابقاتها

يعاني أهالي مدينة حماة، والوافدين إليها نزوحاً، من جملة من الصعوبات الحياتية اليومية على المستوى المعيشي والخدمي، وقد ازدادت هذه المعاناة إثر زيادة أعداد النازحين إليها مؤخراً، بعد الموجة الأخيرة بنتيجة اشتداد المعارك الدائرة بمحيط المدينة.

الآلاف من الأسر التي وفدت إلى المدينة نزوحاً وأقامت في المدارس ومراكز الإيواء وغيرها من الأماكن، كانت كفيلة بتظهير الكثير من النواقص والعيوب على مستوى الخدمات في المدينة، وخاصة على مستوى المياه والكهرباء والصرف الصحي والمواصلات وغيرها، بالإضافة إلى زيادة التحكم والسمسرة على مستوى تأمين المواد والسلع الأساسية، حيث كانت فرصة لمستغلي الأزمة من تجار وسماسرة ومتنفذين بالطرف المقابل.

المعاناة الكبرى كانت على مستوى تأمين رغيف الخبز، حيث يعاني الأهالي والنازحين من مشكلة تأمين هذا الرغيف، ومن مواصفاته ونوعيته السيئة، بالإضافة إلى تحكم بعض المستفيدين من مستغلي الأزمة بالوزن وبالسعر، حيث زاد الازدحام على المخابز العاملة في المدينة، كما زاد بالمقابل تعداد المتاجرين بهذه المادة.

ساعات طويلة يقضيها معظم الأهالي أمام الأفران يومياً، من أجل تأمين قوتهم الأساسي اليومي، وبعد طول الانتظار هذا لا يحصلون إلا على ربطة خبز واحدة غالباً بذريعة التوزيع العادل! ولكن بالمقابل يجدون هذه الربطات معروضة للبيع على أيدي الأطفال أمام الأفران بأسعار مرتفعة، كما عن طريق المعتمدين، حيث كان رغيف الخبز فرصة أمامهم لتحصيل المزيد من الأرباح على حساب قوت المواطنين اليومي، "على عينك يا مواطن"، بغياب تام لأجهزة الرقابة، التي ما زالت تدعي تواجدها، كما تدعي أن عينها الرقابية ما زالت ساهرة على حماية مصلحة المواطن.

كما غاب أيضاً دور المحافظة ومؤسساتها الخدمية على مستوى استيعاب الضغط الحاصل على الخدمات مؤخراً بنتيجة زيادة أعداد الوافدين نزوحاً، مما تسبب باشتداد الأزمة على مستوى النقل والمواصلات، كما ازدادت ساعات التقنين الكهربائي، وتقنين المياه وغيرها الكثير من الخدمات الأخرى، وخاصة على مستوى القطاع الصحي. 

ومع تدني المستويات المعيشية وحالة الفقر والجوع المتزايدة، تصبح هذه الأزمات عبئ كبير يضاف على أعباء الأهالي والنازحين، ما يفرض الجدية بمعالجة هذه الأزمات ومسبباتها، وخاصة على مستوى مستغلي الأزمة وتجار الحرب، حيث تزايد نشاطهم بالتعاون مع بعض المتنفذين من الفاسدين هنا وهناك، من أجل المزيد من التكسب على حساب المعاناة والأزمات التي يكابدها المواطنين.