في حلب.. الفوضى منظمة!

في حلب.. الفوضى منظمة!

    منذ بداية الأحداث في مدينة حلب تعرض القسم الغربي منها بفعل الانفلات الأمني لفوضى، تحولت بالتقادم إلى عمل منظم، اتضح مع الوقت أنها تدار من قبل متشددي طرفي الأزمة، ممن حاول ومازال يعمل على رفع كلف الحرب، وخاصة عندما تحول الحل السياسي إلى مسار جدي فرض على الأطراف جميعها.

 

 

إلا أن خطورة الأمر أن مفاعيل انحدار الواقع الأمني يزداد سوءاً ما انعكس على المواطن بشكل مباشر، حيث اضطر العديد من سكانها إلى النزوح «طافشين» من واقع المدينة، ناهيك عن الوضع المعاشي والاقتصادي اللذين اشتعلا مؤخراً.

تجاوزات فاقعة!!

    كان التطور الأخير في منطقة «1070» حدثاً فاقعاً، فبينما انشغل الجميع بالواقع الأمني والعسكري، ظهرت مجموعة كانت تعمل على بث الشائعات لتسهيل عملية النزوح وتعفيش المنازل. وهي لم تكن الحادثة الأولى في المدينة، حيث سبقها أخرى في منطقة الخالدية منذ عام تقريباً إلا أن ضبطها تم سريعاً، أما في «1070» فما زالت التفاعلات  تتداعى إلى الآن، وجلّ من تم القبض عليهم هم مجموعة لصوص، في حين أن من نظم هذه السرقات ومهد لها الطريق مازالو يعيثون فساداً، حيث تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الصور الموثقة لها، مع وجود هامش تلاعب بالصور، ولكن ماذا عن شهادات أصحاب المنازل الذين تم تعفيش بيوتهم ونهب جنى عرقهم لسنوات!!

تشبيح طبقي!

حالات التعفيش والتشليح هذه ليست جديدة على المدينة خلال السنوات الخمس الماضية، لكن المفارقة المؤلمة أنها لم تجد قمعاً أو ملاحقة، ما هيأ لها تربة خصبة للتمادي فتحولت إلى «تشبيح طبقي» حيث بقيت الأفران والطوابير بأنواعها «للصغار»، وترك الأدسم المتمثل بالتعفيش «للمدعومين».

 

واقع وقف أمامه المواطن الضائع أمام تفاصيل يومياته المأزومة عاجزاً، في حين غابت عين الدولة، فالنهب ماض على قدم وساق دون وجود أدنى إحساس أو مؤشر عن وجود ضبط لهذه السلوكيات وتأمين متطلبات هذا المواطن المعتر، بالحد الأدنى الذي يعزز صموده، ما يوجب ضرورة التحرك لضبط هذه الممارسات.