في جرمانا: أيهما أسوء «البسطات» أم «الكازينوهات»؟

في جرمانا: أيهما أسوء «البسطات» أم «الكازينوهات»؟

أقدمت بلدية جرمانا مطلع الأسبوع الماضي على تنفيذ قرارها القديم- الجديد القاضي بإزالة جميع البسطات من الشارع العام للمدينة، الأمر الذي من شأنه دفع العشرات من بائعي البسطات إلى جحيم البطالة وترك مصيرهم وأسرهم التي يعيلونها للمجهول، وهم في غالبيتهم مهجرون من مختلف مناطق البلاد.

ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بلدية جرمانا بإزالة تلك البسطات ولكن ما جد هذه المرة هو المدة الطويلة التي لا يعالج فيها الموضوع كما قال لنا أحد البائعين.. يضيف بائع آخر أنه عادةً ما يتم حل الموضوع بسرعة فسرعان ما تزال البسطات حتى نعود لوضعها دون أن يعترضنا أحد ولكن بلدية جرمانا هذه المرة قامت بإنذار كل محل على الشارع بإغلاق محله فيما لو سمح لأي بائع بالتبسيط، ليخرجوا هم من الموضوع ويدخلوننا في صراع مع أصحاب المحلات. ويضيف البائع نفسه، نحن لا نريد إلحاق الضرر بأحد ولا نريد مخالفة القانون ولكننا مهجرون نعاني الكثير لتأمين آجار المنزل وقوت عيالنا.

رفض بائعو البسطات اقتراحنا لهم بأن يجمعوا أنفسهم و يذهبوا لرئيس البلدية يطالبونه بالعدول عن هذا القرار، وقالوا لنا أن موظفي البلدية أخبروهم بأن القرار هذه المرة جاء من المحافظ نفسه والأسباب مجهولة فمنهم من أرجع السبب بأنه مظهر غير حضاري ومنهم من قال أن الموضوع مسألة وقت ليس أكثر سينتهي بعد زيارة للمحافظ إلى المدينة، ورئيس البلدية لا يريد أن يرى المحافظ تلك البسطات.

ولدى استفسارنا عن خلفيات هذا القرار علمنا أن وجود البسطات يعد مخالفة في ظل غياب قانون ينظم عملهم، كما أن الكثيرين من أصحاب المحلات يعترض على وجودهم قبالة محلاتهم عدا عن أن البسطات تسبب الازدحام في الشوارع.

لا يختلف اليوم اثنان فيما يعاني منه السوريون من ويلات الوضع المعيشي سكناً غذاءً و أمناً. وإن كانت مبررات الحكومة حول عجزها عن حماية السوريين في حالات الطوارئ كما تنص المادة الثانية والعشرين بالوضع الأمني و المؤامرة الكونية، فهل تنفع ذرائع مخالفة البسطات للقانون وتسببها بالازدحام والمظهر غير الحضاري حتى يترك مصير العشرات من الأسر المعتاشة من عملها للمجهول؟! وألا يحق لنا أن نسأل عن رأي البلدية والمحافظة بالملاهي الليلية «العامرة» في أطراف جرمانا، هل هي تشويه للمظهر الحضاري؟ أم أنها جزء منه؟