كارثة بيئية في حماه.. من وراءها؟
لعشرة أيام خلت، والحرائق المنفلتة من عقالها تتنقل على طول الوجه الشرقي لسلسلة الجبال الساحلية المحاذية لسهل الغاب، حيث القرى والبلدات موزعة كـ«حبات السبحة» على طول ذاك السفح.
وعلى مدى سنوات وفي مثل هذه الأيام وبعدها بقليل، يبدأ موسم الحرائق، والذي تضاعف أكثر في السنوات الخمس الماضية بشكل غير مسبوق، فلا يكاد يمر أسبوع إلا وينشب حريق هنا أو حريق هناك، ويبقى لأيام عدة، لينشب حريق آخر في مكان آخر .
وهنا، يجب التذكير من أن أدوات إطفاء حرائق الغابات التي تستخدم هي متخلفة جداً، ولا تصلح حتى لأطفاء حرائق المنازل العادية.
السؤال الأهم من وراء الحرائق؟
الجواب بسيط. هم تجار الأزمات الذين يتاجرون بأرواحنا ومستقبل أجيالنا. فهذا التدمير الممنهج لغاباتنا- والذي يجني من وراءه هؤلاء عشرات الملاين من بيع الحطب للناس، لأنه أرخص بكثير من المازوت، خاصة بعد أن رفعت «حكومة الشعب» سعره والناس تحضر للشتاء منذ الآن بما يلزمها من الحطب.
هنا يكون «فاعلوا الخير من مشعلي النيران» جاهزين لتلبية حاجات الناس من الحطب، وهؤلاء معروفين لكل الأجهزة المعنية من أمنية وغير أمنية، حيث يوصلون الحطب إلى أي مكان، ولا أحد يسألهم، لذلك فإن الادعاء بأن الحرائق «مجهولة الأسباب» كذب فاضح، على أقله إن لم يكونوا شركاء لهم.
وبحسب شهود عيان، فإن الحرائق امتدت خلال الأيام الماضية من أبو قبيس إلى نهر البارد، إلى طاحونة الحلاوة، وساقية نجم، وعين وريدة، حيث يقال إن مئات الهكتارات من الأحراش قد أضحت «فحماً جاهزاً للبيع»، أي أنها احترقت. كما سجل في قرية مرداش، حريق كبير في الأحراش المجاورة، أدى إلى إحراق معظم بيوت حارة مشتى محفوض، وأحد البيوت احترق بشكل كامل.
وللعلم تسجل ضبوط بهذه الحرائق، لكن «ضد مجهول».. وللحديث تتمة.