حمى الاستثمار.. أم شيء آخر في أوقاف دير الزور
يا أيها المواطنون إذا جاءكم مسؤول بنبأ فتبينوا.. إن أكرمهم أفسدهم...!
من كثرة كذب المسؤولين الكبار قبل الصغار فقد المواطنون الثقة بهم جميعاً، ولعل أكبر الكذابين هو الحكومة السابقة، ومن كذبها أن الاستثمار هو قاطرة النمو، لكن تبين أنه كان استثماراً وهمياً وجريمة سمحت بالمزيد من النهب والفساد وهدر أموال الدولة والشعب وسرقتها علناً، بل كان هذا الادعاء بوابة للتغلغل المعادي من الخارج، وكله وفق الأنظمة والقوانين، ولكن أية قوانين؟ إنها قوانين الاستثمار بدءاً من القانون رقم /10/ وما بعده!.
ورغم أن الكذب والخداع والنهب والفساد الذي مارسته لم يعد خافياً على أحد، وأن جرائمها الاقتصادية والاجتماعية باتت معروفة للقاصي والداني، إلا إنها لم تحاسب سواء ككل أو بشكل فردي، ما يعني أن هناك من حماها وما زال يحميها هي والتابعين والموالين لها، ومن لف لفهم...!! وبعد مضي حوالي خمس سنوات على مؤتمر الاستثمار في دير الزور وما نجم عنه من ادعاء تنمية المنطقة الشرقية لم نقبض سوى الريح.
واليوم حيث تعد وزارة الأوقاف ومديرياتها من أغنى الوزارات ودوائر الدولة لما تملكه من عقارات وريع لها، فهي بؤرة للفساد وقصة مجمع يلبغا في دمشق لا تزال عالقة في الأذهان لما رافقها من فساد كبير وما خفي فيها أكبر وأعظم بكثير لذا لم ولن نستغرب ما حدث وما سيحدث..
مديرية أوقاف دير الزور ومديرها الجديد الذي باشر عمله في 2/9/2011 وبعد 13 يوماً فقط أي في 15/9 يتقدم بكتاب إلى وزارته محتواه أن مديرية أوقاف ريف دمشق تملك العقارات من 452 إلى 460 في الكسوة وبما أنه لا يتوفر لديها الاعتماد المالي اتفقت مع مديرية أوقاف دير الزور مبدئياً بعقد شراكة تقدم خلاله التمويل وتحويل الأموال إلى مديرية أوقاف ريف دمشق تمهيداً لطرح المشروع في مناقصة للبدء بالبناء...
وهنا نتساءل ببساطة:
كيف استطاع مدير أوقاف دير الزور الجديد أن يلم بأموال المديرية والمشاريع في ريف دمشق بهذه السرعة العجيبة وهو الذي لا يداوم سوى ثلاثة أيام في الأسبوع كما علمنا؟ ما هي طبيعة المشروع وجدواه الاقتصادية وفوائده الاجتماعية..؟ ولماذا لا يستثمر في منطقته دير الزور والمديرية تملك عقارات كثيرة وذات مواقع ممتازة فيها وبالتالي يساهم في تنمية المنطقة الشرقية وتلبية جزء من حاجاتها، وخاصة أن المبلغ ليس بسيطاً فهو حوالي 115 مليوناً والحسابة بتحسب إنها صفقة مجحفة..!!
بعد كل ذلك السؤال الأهم: هل وراء الأكمة ما وراءها؟ وهل نحتاج إلى زرقاء اليمامة لترى لنا العدو على بعد مسيرة ثلاثة أيام؟
أما آن الأوان لحكومة وحدة وطنية تقضي على الفساد وتنقذ البلاد منه والذي كان من الأسباب المهمة التي أدت إلى الأزمة التي يشهدها وطننا الحبيب سورية.