(السلمية).. فساد وفلتان أمني

(السلمية).. فساد وفلتان أمني

 

أكثر ما يعانيه أهالي مدينة السلمية، بالمرحلة الراهنة، هي تلك الحالة من الفلتان الأمني بداخلها، فبالإضافة إلى تعرضها -وقراها المحيطة- الدائم للقصف والترويع، من قبل العصابات الإرهابية من داعش وأخواتها، وواقع الخدمات المتردي، والواقع المعاشي السيء؛ يكاد لا ينقضي يوم دون حادثة أمنية، تفتعلها بعض العصابات الخارجة عن القانون، المتواجدة داخل المدينة، وتحت مرأى ومسمع الجهات الأمنية والإدارية فيها، وبغياب شبه تام لسلطة القانون، وأذرعه على هؤلاء.

حالات الخطف والنهب والسلب، باتت تؤرق أهالي السلمية، بسبب ازديادها ووقاحتها، خاصة وأن مفتعليها من الخارجين عن القانون، يقومون بفعلتهم ضاربين عرض الحائط بكل التواجد الأمني وكثافته داخل المدينة، فهم يقومون بعمليات الاختطاف وطلب الفدية، أو بالسلب والنهب، بشكل شبه علني، حيث باتوا معروفين من قبل أهالي المدينة والمسؤولين عنها أمنياً، بل قد جرت بعض الاشتباكات بين تلك العصابات وبعض الجهات الأمنية عدة مرات داخل المدينة.

وباتت عمليات الخطف لقاء فدية، أو عمليات النهب والسلب، تجارة مربحة، يقدم عليها الخارجون عن القانون، الذين لم يتورعوا عن مهاجمة حتى مباني الدولة، مع ما يتوفر لها من حماية، بل والاشتباك المسلح وتعرض البعض للإصابات.
وقد عقدت عدة لقاءات واجتماعات بين الأهالي والمسؤولين في المدينة وعنها، وتم استعراض الواقع الأمني المنفلت، إضافة إلى أسماء بعض «المشكوك بأمرهم»، ولكن دون جدوى، بل على العكس، يزداد فجور ووقاحة وإجرام واستهتار هؤلاء يوماً بعد آخر، والوعود كافة التي تم التعهد بها للأهالي، لم تجد لها صدى واقعي وفعلي حتى الآن.
فساد وواقع خدمي متردي
إضافة إلى أزمة الكهرباء التي يعاني منها الأهالي، وساعات القطع الطويلة، وعدم انتظامها، تعاني مدينة السلمية من أزمة مياه حادة، حيث تزيد ساعات القطع أحياناً عن 16 ساعة باليوم، وهي بالكاد تصل لبعض الأحياء والمناطق والقرى المحيطة، وما يزيد الوضع سوءاً، هو قطع الكهرباء الذي يزيد من مأساة نقص المياه، بسبب الاعتماد عليها بعمليات الضخ، أو بالاعتماد على المازوت (غير المتوفر)، بالإضافة إلى سوء شبكة المياه نتيجة عدم إجراء أعمال الصيانة الدورية لها، ناهيك عن المحسوبيات في توزيع المياه على المناطق والأحياء داخل المدينة، حسب المتواجدين بتلك الأحياء من المتنفذين، مما يضطر الأهالي لشراء المياه عبر الصهاريج بواقع 1500 ليرة لكل 10 براميل، مما يزيد من معاناتهم وضائقتهم المادية، والأمر يغدو أكثر سوءاً في القرى المجاورة كافة.
ظاهرة بيع البنزين والمازوت بالعبوات البلاستيكية (غالونات أو قناني)، المنتشرة على الطرقات، باتت ظاهرة مشرعنة، لارتباطها بالعديد من المتنفذين داخل المدينة، حيث يتم افتعال الأزمات بنقص المادة، وازدياد الازدحام أمام الكازيات ومحطات الوقود، من أجل الترويج لتلك الظاهرة التي تدر الأرباح، عبر استغلال حاجة المواطنين وتقاضي أسعار مرتفعة، ويصل سعر ليتر البنزين إلى 400 ليرة، وتقدر تلك التجارة السوداء بثلثي واردات المدينة من تلك المواد، ولكن كيف، ولمصلحة من؟، خاصة وأن تلك الظاهرة مرئية ومشاهدة، ومحكي عنها، ولكن على ما يبدو أن بعض المتنفذين شركاء بالعائدات، وهذا ما يبرر الصمت عنها، بل حمايتها.
طبعاً بالإضافة إلى تدني مواصفات الخبز ورفع سعره، والسوق السوداء على اسطوانات الغاز المنزلي، وسوء الخدمات الطبية، والكثير من الخدمات الأخرى التي أصبحت دون المستوى المطلوب، وبغياب شبه تام للرقابة والمتابعة من قبل أجهزة الدولة ومؤسساتها المعنية، في المدينة والقرى المجاورة، ما يشير إلى وجود شبكة فساد متكاملة تتقاسم الأدوار فيما بينها، على حساب المواطن واحتياجاته.
التململ سيد الموقف 
والأهالي بصدد التصعيد
الأهالي يذودون عن مدينتهم وقراهم في مواجهة الإرهاب بدمائهم، ومع ازدياد التململ من المبررات والمسوغات، والحجج الأمنية ذاتها والعصابات الإرهابية المسلحة، وبعد أن باتت العصابات الخارجة عن القانون، (المسكوت عنها)، والفساد المستشري، داخل المدينة، أشد وطأة عليهم من (داعش وأخواتها)؛ وصل حال الأهالي إلى الإعلان عن اعتصامات صامتة، بغاية لفت الانتباه إلى الحال المزري الذي وصلت إليها مدينتهم، ولكن سرعان ما تم امتصاصها، عبر لقاءات واجتماعات، كانت محصلتها دون المستوى المطلوب، ولا زال الأهالي بانتظار الجدية بمعالجة جملة همومهم وقضاياهم، أو المضي تصعيداً بمواقفهم.