قاسيون في مخيمات اللاجئين: بعض المخيمات سجون جماعية
حسين الشملان حسين الشملان

قاسيون في مخيمات اللاجئين: بعض المخيمات سجون جماعية

 

ما إن بدأت الأزمة السورية حتى سارعت الدولة التركية إلى الاستثمار السياسي في الأزمة السورية، وقامت بتشييد العديد من المخيمات قرب الحدود السورية التركية  

 ومن بين المخيمات مخيم حوش البلدية، ومخيم سليمان شاه بـ أكشقلا والتي زارها مراسل صحيفة قاسيون، واطلع على واقع اللاجئين السوريين الفارين من لهيب الحرب الدائرة، ليواجهوا شمس الظهيرة والتشرد والذل والهوان، ففي مخيم كراج البلدية بمدينة (أكشقلا) يقطن أكثر من /100/ عائلة سورية مشردة معظمها من الرقة ودير الزور وحلب يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولا يوجد سوى بعض الأثاث الرديء من المنظمات الدولية، حيث لم تؤمن لهم خيم، إنما بعض سمالات من أكياس الخيش التي لا تمنع لهيب حرارة الشمس المحرق عن جلودهم، أما مياه الشرب فتوزع عليهم من صهريج وهي مياه ليست صالحة للشرب، ولا زالوا ينتظرون أدوارهم للانتقال إلى مخيم سليمان شاه كي يسكنوا بخيمة من نايلون حرارتها تفوق الـ 50 درجة مئوية، والتقينا ببعض اللاجئين الذين نمتنع عن ذكر اسماؤهم خوفاً عليهم من الترحيل إلى سورية، وتبين بأنهم يعانون أوضاعاً سيئة في حوش مخيم البلدية، أما مخيم سليمان شاه فهذا المخيم يسع لـ /5000/ خمسة آلاف خيمة ويضم حوالي /42/ ألف نسمة وفيه مدارس ومستوصف ومساجد. والخدمات الموجودة فيه لا ترقى إلى الحد المطلوب فالمدارس عبارة عن خيم وأشبه بالكتاب منه إلى المدارس، يدرس فيها فقط القرآن الكريم والتعاليم الدينية؟؟. وهي مدارس شكلية ابتدائي وإعدادي. يعاني سكان هذا المخيم من نقصٍ بالمعونات والتي تأتي كل عدة أشهر مرة واحدة، وتوزع على القليل من الخيم. من كل ما سبق نجد أن مخيمات اللجوء هي عبارة عن سجون جماعية محرومة فعلياً من ممارسة التعليم، و هي عملياً مقبرة لجيل كامل، تمنعه من التعليم والفكر وتسلب حريته التي كان يطالب فيها وخرج من أجلها، 

إن اللاجئين السوريين يتطلعون إلى حل سياسي لأزمة بلادهم، والعودة الى بيوتهم بعد أن تعرضوا للكثير من الظلم والمهانة.