النفط عند أدنى مستوياته في 6 أعوام ونصف
انخفضت التعاقدات الآجلة لأسعار النفط يوم الاثنين 24 اَب لأدنى مستوى لها منذ ستة أعوام ونصف بفعل تنامي مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد العالمي وسط وفرة عالمية في معروض النفط.
وبحلول الساعة 11:08 بتوقيت موسكو، تراجع سعر مزيج "برنت" في العقود الآجلة تسليم شهر أكتوبر/تشرين الأول بمقدار 1.18 دولار ما نسبته 2.61% إلى 44.26 دولار للبرميل، بعد أن بلغ خلال تعاملات الاثنين قراءة عند 44.24 دولار وهو أدنى مستوى له منذ شهر مارس/آذار 2009.
وأغلق "برنت" تداولاته يوم الجمعة الماضي عند 45.46 دولار للبرميل منخفضا بقيمة 1.16 دولار ما نسبته 2.5%.
وانخفض سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة تسليم شهر أكتوبر/تشرين الأول بمقدار 1.13 دولار ما نسبته 2.76% إلى 39.33 دولار للبرميل، بعد وصوله لمستوى متدن خلال التعاملات بلغ 39 دولارا وهو أدنى مستوى له منذ شهر فبراير/شباط 2009.
وأنهى الخام الأمريكي تداولات الأسبوع الماضي عند 40.45 دولار للبرميل منخفضا بمقدار 87 سنتا أو 2.1%.
ويخشى المستثمرون أن يؤدي تباطؤ الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلى ضعف الطلب وسط وفرة عالمية من المعروض من النفط، خصوصا بعد صدور بيانات اقتصادية ضعيفة بشأن نشاط قطاع الصناعة الصينية.
وتراجع نشاط قطاع الصناعة الصينية في شهر أغسطس/اَب مع انخفاض الطلب المحلي والخارجي، حيث أظهر مسح أن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات بقطاع الصناعات التحويلية الصيني بلغت 47.1 نقطة مخالفة التوقعات التي أشارت إلى47.7 نقطة، ومنخفضة عن القراءة النهائية المسجلة في شهر يوليو/تموز الماضي والبالغة 47.8 نقطة.
وفي ضوء هبوط أسعار النفط بسبب زيادة المعروض تظهر الحاجة الملحة إلى عقد اجتماع لمنتجي النفط ومن ضمنهم "أوبك" للحد من تراجع أسعار الخام، ويرى وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أن عقد اجتماع طارئ لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" قد يكون فعالا في وقف هبوط أسعار الخام.
من جهة أخرى، تخطط إيران العضو في "أوبك" إلى زيادة إنتاجها من النفط الخام فور رفع العقوبات الغربية عنها بمقدار 500 ألف برميل يوميا وبواقع مليون برميل في غضون شهور، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة معروض النفط في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تراجعا في الطلب على النفط الخام.
هذا وقالت الجزائر في وقت سابق هذا الشهر إن "أوبك" ربما تعقد اجتماعا طارئا لمناقشة انخفاض أسعار الخام لكن مندوبين آخرين في المنظمة قالوا إنه ليس هناك أي اجتماع طارئ مزمع عقده قبل الرابع من شهر ديسمبر/كانون الأول القادم.
وكانت السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم ودول خليجية أخرى وراء التحول في استراتيجية "أوبك" العام الماضي للدفاع عن الحصة في السوق بدلا من خفض الإنتاج لدعم الأسعار.
والمنتجون الخليجيون الأكثر ثراء في وضع أفضل للتعايش مع هبوط أسعار النفط عن باقي أعضاء "أوبك" كالجزائر وفنزويلا.
ويرى مندوبون في "أوبك" أن تغير سياسة المنظمة من الدفاع عن حصتها في السوق يبدو احتمالا ضعيفا رغم أن الهبوط الأخير في أسعار النفط بدأ يؤثر سلبا على معنويات الشركات حتى في السعودية.