عفرين.. إجراء يثير التساؤل، ويخلق بلبلة!
يبلغ عدد المدرسين في مدينة عفرين الآلاف، بينهم مدرسون أصلاء ووافدين من مدينة حلب تم ندبهم إلى «عفرين» لمتابعة وظيفتهم حسب حاجة الملاك لديها، وفي إجراء غير مفهوم لم يختم المجمع التربوي في مدينة عفرين حتى تاريخ إعداد هذه المادة ورقة «قائم على رأس عمله» لمدرسي المدينة مع العلم أنها الورقة المعتمدة لصرف الراتب، مما أثار لغطاً وبلبلة في أوساط المدرسين وأسرهم.
إن من أصدر القرار في هذه الأوقات الحرجة التي تعيشها معظم مناطق الريف الحلبيّ، وخاصة مدينتا «عين العرب – كوباني وعفرين» اللتان تتعرضان لإرهاب ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، لم يحسب أيّ حساب لتأثير ذلك على حالة المقاومة الشعبية التي يبديها الأهاليّ، وتناسى في الوقت ذاته أن وسطي عائلة كل مدرّس أكثر من خمسة أفراد، ولو افترضنا جدلاً أن كل مدرس هو المعيل الوحيد للأسرة، تكون النتيجة أن المسؤول عن القرار حرم عشرات آلاف المواطنين من لقمة عيشهم ومورد رزقهم الوحيد.
في تغريدة لأحد المدرسين على موقع تويتر يقول: «إلى من يهمه الأمر نحن مقبلون إما على كارثة اجتماعية، أو هجرة جماعية إن لم يتم حل الموضوع بسرعة أو تأمين مورد ماليّ للمدرسين»، فيما كتب مدرس آخر: «لما كنا عم نقبض الراتب ما كنا عم نحسن نعيش متل الخلق نتيجة غلاء المعيشة فما بالك الآن بلا راتب».
وإذا كانت التعقيدات الناشئة في عفرين في ظروف الأزمة، تستوجب اتخاذ إجراءات محددة أحياناً فإنها بالتأكيد يجب ألا تكون بهذه الطريقة، ويجب أن تخضع للاعتبار السياسي الوطني أولاً قبل أي اعتبار إداري ضيق الأفق وضيق النظر، فالمصلحة الوطنية ولقمة الناس أمران لا انفكاك بينهما.