في «السقيلبية».. نهب وسلب وقتل؟!
مدينة «السقيلبية» وما يحيط بها تعتبر مناطق آمنة ضمن خارطة الأزمة السورية، إلا أنها تتعرض لأفعال تقوم بها «مجموعات إجرامية» لا يقل إجرامها وتأثيره عن المجموعات الإرهابية في المناطق المتوترة.
لقد بات مشهداً متكرراً ما تقوم به هذه «المجموعات» من عمليات نهب وسلب وقتل، وفي وضح النهار، وضحاياها أناس أبرياء همهم لقمة عيش أسرهم.
جرائم في وضح النهار!
بتاريخ 8/10/2014 قُتل الفلاح «وائل نسب» وهو يعمل في أرضه برصاصتين من قبل إحدى تلك «المجموعات الإجرامية» التي تسيد وتميد دون حسيب أو رقيب.
الفلاح المجاور لأرض المغدور قال «إنه شاهد اثنين يرتدون اللباس المموه يهاجمانه».
ضد مجهول
وفي مزرعة «تل صياح»، التي تبعد عن المدينة 4 كم، يعمل مواطن مع أسرته بتربية الخراف حيث تتوفر المراعي والتي تعتبر «آمنة جداً» لكن ما حدث ليلة السبت الأحد الماضي غيّر التسمية؟!
حيث قرع باب منزله بقوة مع أعيرة نارية، فاستيقظ بسرعة وفتح الباب وإذا بعدد من الأشخاص يرتدون «اللباس العسكري المموه» ويحملون بنادق رشاشة وتقلهم سيارة جيب دفع رباعي، دفعوه لداخل الغرفة وادّعوا أنهم من «أمن»، ثم أدخلوه هو وزوجته المطبخ وأغلقوا عليهما الباب وبدأوا بتفتيش البيت مع الصراخ والشتائم، وبعد رحيلهم خرجوا ليجدوا منزلهم مقلوباً رأساً على عقب، فتوجه مباشرةً إلى خزانة زوجته حيث كان يدخر مبلغ ليجدها قد اختفت ثم ليجد خرافه العشرة قد سرقت..
في الصباح راجع بعض الأجهزة الأمنية في السقيلبية شاكياً، فأجابوه بأن لا علاقة لهم بذلك وهم مستغربون، وأكدوا أن هؤلاء مجموعة من اللصوص، ونصحوه بتسجيل ضبط عند الأمن الجنائي، وقال أحدهم: «احمد ربك منيح إلي ما قتلوك»!.
لمصلحة مَنْ؟
وحتى هذه اللحظة لم يكشف عن مرتكبي هذه الجرائم رغم تكرارها، بالرغم من أن مدينة «السقيلبية» قدمت عشرات الشهداء في صفوف الجيش العربي السوري في محاربة الارهابيين، إلا أن ذلك لم يشفع لها من فعل تلك «المجموعات» التي تقتل من أجل السرقة والنهب، فـ«وائل»، الذي قتل مؤخراً في أرضه، سبقه عدد من أبناء مدينة السقيلبية وغيره الذين قتلوا وسرقت سياراتهم على الطريق الدولي الذي لا يوجد فيه تكفيريين، وهي تحت سيطرة الدولة.
مما يقود إلى تأويلات وتفسيرات كثيرة تتردد على ألسنة أبناء المنطقة، فهذه الأعمال ليست اعتداء على المواطنين وأملاكهم فقط بل تزيد التوتر الاجتماعي في منطقة تقع تحت سيطرة الجهات الرسمية، وتسيء إلى سمعة الجيش العربي السوري وتضرّ بهيبة الدولة.