«جيش علوش» خارج المليحة
لم يستطع مقاتلو «جيش الإسلام» الصمود والقتال على أكثر من جبهة. فبين معاركه مع «الدولة الإسلامية» في معقله في الغوطة الشرقية، ومع الجيش السوري من جهة ثانية، فقد تحصيناته الأخيرة في المليحة.
ارتفعت حدة الاقتتال بين مقاتلي «الدولة الاسلامية» و«جيش الإسلام» خلال اليومين الماضيين في الغوطة الشرقية للعاصمة. تطور جديد تمثَّل في سيطرة «جيش زهران علوش» على منطقة مسرابا أمس، نتيجة للحشد الذي دعا إليه، مستدعياً عناصر التنظيم في كلّ من المليحة وعدرا العمالية وباقي مناطق الغوطة. وأدت الاشتباكات الى مقتل «أكثر من 40 مسلحاً من الدولة» بحسب مصادر «جيش الإسلام».
وفي موازاة ذلك، استطاع التنظيم الكشف عن العديد من السيارات المفخخة التي جهّزها عناصر «الدولة» داخل مسرابا. وبعد أن استدعى «جيش الإسلام» مسلّحيه من عدد من المناطق للقتال ضد «الدولة»، كثّف الجيش السوري ضرباته ضد مقاتليه في المليحة، وتحديداً في القسم الشمالي الشرقي منها.
المدينة التي تعدّ «ساقطة عسكرياً» منذ حوالى شهر، بحسب أحد القادة الميدانيين، بعد أن «انكسرت إرادات المسلحين فيها ومقتل عدد كبير من قادتهم»، تراجع فيها مقاتلو علوش و«الجبهة الإسلامية» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» بشكل كبير أمس. وفي تفاصيل ما جرى، أكّد مصدر في «الجبهة الإسلامية» أن الجيش، بعد قيامه بسلسلة غارات جوية على مواقع المعارضة المسلحة في الشمال، «دفع بقواته الموجودة في غرب المدينة إلى شمالها الشرقي، لذلك اضطر عدد من مقاتلينا إلى الانسحاب خارج المدينة». وفيما كان المقاتلون يغادرون المدينة، تمكنت وحدات الجيش من تكثيف الضربات المدفعية على تحركاتهم والدفع بقوات برية شمالي المدينة، ما أدى إلى كسر قدرة المقاتلين على مغادرة المليحة، «حيث بقي ما يقارب نصف المقاتلين داخل المنطقة الشمالية للمدينة»، بحسب مصادر معنية. في المقابل، أكّد مصدر ميداني أنّ «ما تبقى من مسلحين على أطراف البلدة مطوّقون، انقطعت خطوط الإمداد عنهم بشكل كامل». هذا الطوق الذي يحيط بالمسلحين، فرض على وحدات الجيش الطلب منهم الاستسلام، فيما أصرّ المسلحون على طلب هدنة ووقف لإطلاق النار. وهذا ما قوبل بالرفض بشكل قاطع بحسب مصدر عسكري. وقال المصدر: «ليس أمامهم سوى خيارين، إما الهروب ليلاً عبر أحد الأنفاق أو محاولة إدخل إسناد لهم، لكن الأغلب لديهم قرار بترك المليحة».
وأضاف المصدر: «لن يلجأ الجيش إلى وقف لإطلاق النار، فما يريده المسلحون هو فرصة لاستعادة قواهم واستدعاء الدعم. الشيء الوحيد المطروح هو استسلامهم ومن ثم التفكير في تسوية أوضاعهم، وإلا فإن الجيش سيقتحم مناطق وجودهم. لا وجود لخيار ثالث ولن ننتظر وقتاً طويلاً». وأمام هذا التراجع، كثرت الاتهامات التي طالت قائد «جيش الإسلام»، زهران علوش، بأنه يتحمّل كافة المسؤولية في سقوط المليحة ومحاصرة المسلحين هناك، حيث انعكس التجييش لحرب «الإخوة» في تراجع الأداء العام لمقاتلي المعارضة المسلحة على الأرض.
الى ذلك، استهدف سلاح الجو تجمعات المعارضة في دوما، ما أدى إلى «قيام جيش الإسلام بفرض حظر للتجوال في المدينة، منعاً لخسارة آخر المعاقل الكبرى للتنظيم الذي بات يجاهد لتوزيع قواته داخل دوما وعلى خطها الجنوبي»، بحسب مصادر محلية. وفي مخيم اليرموك، سلّم خمسون مسلحاً أنفسهم للحكومة، في إطار تسوية أوضاع المسلحين، فيما عُثر على عضو المصالحة الوطنية في منطقة قدسيا، محمد مروان حمودة، مقتولاً في البلدة بعد سلسلة تهديدات وصلته من عناصر إسلامية متشددة.
وفي ريف القنيطرة، استهدف سلاح الجو المسلحين في كلّ من تل الشعار والحارّة، ما أدى إلى مقتل اثنين من القيادات الميدانية التابعة لـ«جبهة النصرة»، وهما أبو البراء الأنصاري وأبو الحارث المهاجر، وأبو العيناء المهاجر (إبراهيم أبو شنار)، إضافة إلى محمد عيسى الجباوي، قائد كتيبة «المهاجرين والأنصار» التابعة إلى «لواء حوران».
المصدر: الأخبار