تبييض السجون بين الحكومة السوريَّة وقسد
هنادي الساجر هنادي الساجر

تبييض السجون بين الحكومة السوريَّة وقسد

نفَّذت الحكومة السوريَّة وقوَّات سورية الديمقراطيَّة «قسد» عمليَّة تبادل الدفعة الثانية من الأسرى في مدينة حلب، بعد مفاوضاتٍ أُفرِجَ بموجبها عن عشرات الأسرى من الطرفين. هذا التفاهم الذي بدأ بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد «قسد» مظلوم عبدي الذي ينصُّ على دمج مؤسَّسات الإدارة الذاتيَّة المدنيَّة والعسكريَّة ضمن مؤسَّسات الدولة السوريَّة. فكانت عمليَّة «تبييض السجون»، التي أُعلِنَ عنها في أبريل الخطوات التنفيذيَّة الأولى لهذا الاتفاق.

إذ أعلنت اللجنة المكلَّفة من الرئاسة عن البدء بتنفيذ بند «تبييض السجون» مع قسد، فنُفِّذَت هذه العمليَّة -وهي الأكبر بين الجانبين- وخرج بموجبها 450 شخصًا: 176 معتقلًا وأسيرًا من المدنيِّين والعسكريِّين من سجون قوَّات سورية الديمقراطيَّة. 8 أسرى من وحدات حماية المرأة. 282 أسيرًا من عناصر قوَّات سورية الديمقراطيَّة، نفِّذت في مدخل حي الشيخ مقصود الذي كانت تسيطر عليه «قسد» بالقرب من مفرق العوارض الذي يفصل بين منطقتي سيطرة قسد والحكومة السوريَّة الاثنين 2/ حزيران الجاري، التي كان من المقرر تنفيذها في 28/ أيار الماضي وأُرجِأَت بسبب مطالبة قوَّات قسد تضمين مقاتلاتٍ من (وحدات حماية المرأة) ضمن أسماء المفرج عنهم.

يذكر أنَّه في 3 نيسان الماضي، بدأت الحكومة السوريَّة و«قسد» تبادل الأسرى تنفيذًا لاتفاقٍ وقَّعه الطرفان في 10/آذار الماضي. إذ تبادل الطرفان خلال العمليَّة الأولى نحو 250 أسيرًا بين مديريَّة الأمن الداخلي في حلب و«قسد». وأفادت مصادر عدَّةٌ بأنَّ تبادل الأسرى سيكون على 3 دفعاتٍ، دون تسمية موعدٍ تأشيريٍّ للدفعة الثالثة.

وتأتي هذه العملية في إطار تفاهمٍ توصَّل إليه الطرفان مطلع إبريل/نيسان الماضي، يتعلَّق بحيّي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، وينصُّ على تعزيز السلم الأهلي والتعايش، وتنظيم الوضع الأمني والإداري في الحيَّين بإعادة دمج الحيَّين إدارياً بمدينة حلب، وضمان حماية السكَّان عبر قوات الأمن الداخلي، التابعة لوزارة الداخلية، مع انسحاب قوَّات «قسد» إلى شرق الفرات، وإنشاء مراكز أمنية، وضمان حريَّة التنقُّل، وعدم ملاحقة الأشخاص المطلوبين سابقًا، ما لم يكونوا متورِّطين في جرائم قتلٍ. كما ينصُّ الاتفاق على تبادل جميع الأسرى، وتبييض السجون من الجانبين في محافظة حلب، ضمن خطوات تهدف لإنهاء الملفَّات العالقة بين الطرفين.