رفع روسيا لطالبان عن قائمة الحظر من مصلحة الجميع
أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أفغانستان، زمير كابولوف، أنّ وزارتَي الخارجية والعدل الروسيَّتَين قد أخطرتا الرئيس الروسي بإمكانية شطب حركة «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة، ودعوة ممثلين عن الحركة لحضور منتدى سان بطرسبرغ الدولي.. وهي خطوة بدت مفاجئة.
وقال كابولوف خلال إعلانه إنّ «شطب الحركة من قائمة المنظَّمات المحظورة قبل الاعتراف بها أمرٌ ضروري، ومن دون ذلك سيكون من السابق لأوانه الحديث عن الاعتراف بها».
بدوره صرَّح وزيرُ الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول حركة طالبان: «إنهم السلطة الفعلية في أفغانستان وهو البلد الذي لا يمكن لروسيا تجاهله إزاء حلفائنا، وخاصة في منطقة آسيا الوسطى».
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيدف إنّ موسكو تشارف على إرساء العلاقات مع حركة طالبان، وقال: «عشرون عاماً مدّةٌ طويلة للغاية شهد التاريخ خلالها تحولات جدية. ففي بداية القرن كنا نعتبر (طالبان) حركة إرهابية والأمريكيين شركاء لنا في الحرب على التطرف، فيما تغير الوضع بشكل جذري في الوقت الراهن [...] الآن عادت (طالبان) إلى السلطة مجدداً، ونشارف على إرساء علاقات كاملة معها [...] سلطات أفغانستان المعاصرة تحاول إطلاق حوار بنّاء معنا. الزمن سيظهر لنا مدى مصداقيّتهم».
وبينما لم يحدد موعدَ شطب حركة طالبان من قائمة المنظمات المحظورة في روسيا، أعربت كابل على لسان الناطق الرسمي باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد عن التقدير الشديد لتصريحات الحكومة الروسية وقال: «في الآونة الأخيرة، كانت كلمات المسؤولين الروس إيجابية، وهذا يشير إلى أنهم يريدون إبقاء التفاعل مع إمارة أفغانستان الإسلامية مفتوحاً».
بدورها أعلنت وزارة الخارجية الكازاخيّة عن رفع حركة طالبان من قائمة المنظَّمات المحظورة في البلاد، وقال المتحدّث باسمها أيبيك سمادياروف: «تُجري كازاخستان بانتظام مراجعة للقائمة الوطنية للمنظمات الإرهابية المحظورة في الجمهورية من أجل تحديثها وكجزء من هذه العملية، قررت كازاخستان استبعاد حركة طالبان من القائمة، وبالتالي فإنّ حركة طالبان ليست مدرجة في قوائم المنظمات التي يعترف بها على أنها إرهابية». علماً أن كازاخستان كانت قد تحدثت منذ أواخر العام الماضي عن فرص رفع حركة طالبان من قائمة المنظمات المحظورة.
لم يصدر عن أطراف أخرى عموماً، وغربية خصوصاً، أية تصريحات وتعليقات رسمية على مستوى الدول حول هذا الأمر، بينما أضاء الإعلام الغربي على هذه الخطوة الروسية مذكِّراً بالوقت نفسه بسيئات وسلبيات حركة طالبان في سياق شيطنة الموقف الروسي.
تنطلق روسيا بموقفها من سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان بوصفها حالة الأمر الواقع القائمة. وتهدف روسيا لاستقرار المنطقة، آخذة بعين الاعتبار التحولات والإشارات الإيجابية التي تعطيها طالبان منذ سيطرتها بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، ومن فكرة أنه لا يمكن تجاهل هذا البلد بطبيعة الحال، وضرورته جيوسياسيّاً واقتصادياً في آسيا، فضلاً عن تأريض أية محاولات لتفجيره مما يؤدي لتوتر المنطقة، ليكون إرساء العلاقات معه بقيادة طالبان خطوة في مصلحة الجميع بمن فيهم الشعب الأفغاني. أمّا موضوعة بقاء طالبان في سدّة قيادة البلاد مستقبلاً مِن عدمه فتعود لتكون شأناً داخلياً يحدّده ويقرّره الشعب الأفغانيّ وقواه السياسية.