جديد عمليات التخلّي عن الدولار في العالم
في تحركٍ مهمّ يشير إلى اتجاهٍ متزايد مؤخَّراً، اتّخذت دولٌ عدّة خطواتٍ متسارعة للحدّ من اعتمادها على الدولار الأمريكي واعتماد بدائل عنه في عمليات التبادل الدولية. من بين هذه الدول مصر والعراق وباكستان وحتى فرنسا، حيث اتّخذت كلٌّ منها قراراتٍ فرديّة لتنويع مدفوعاتها، وتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الدول الصّاعدة، والصين بشكلٍ خاص.
فرضتْ وزارةُ الدّاخلية العراقية حَظراً على المعامَلات بالدّولار الأمريكيّ في جميع أنحاء البلاد في خطوة تهدفُ إلى تعزيز قيمة الدينار العراقي. وأكَّدتْ الحكومة أنّها تريدُ السَّيطرة على سعر الصرَّف المتقلِّب في السوق السوداء. ويأتي قرارُ حَظر الدُّولار في وقتٍ أبدى فيه العراق اهتمامَه بالانضمام إلى تحالف «بريكس». كما أعلن العراق أنه سيقبل عملة بريكس التي ستصدر قريباً لتسوية التجارة الدولية، وتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي.
وفي تحديث آخر، ستقوم مصر بتسوية التجارة مع الصين وروسيا والهند، باستخدام العملات المحلّيّة للدول المعنية. حيث ستدفع مصر بالروبل الروسي لتسوية التجارة مع روسيا وتدفع باليوان الصيني للأعمال التجارية مع الصين. وبالمثل، ستدفع بالروبية الهندية مقابل السلع والخدمات التي تتم مع الهند.
بالإضافة إلى ذلك، أصبحت فرنسا أوّل دولة أوروبية تتخلّى عن الدولار الأمريكي لتجارة الغاز الطبيعي المسال مع الصين. حيث قامت بالتسوية عن طريق الدفع باليوان الصيني وليس بالدولار. وقد مثّلتْ هذه الخطوة دفعاً لعملية التغيير الجارية في التبادلات العالمية، حيث تدفع اقتصادات غربية الآن بالعملات المحلّيّة لدول البريكس!
وقبل بضعة أيام فقط، قامت باكستان أيضاً بتسوية التجارة لواردات النفط الروسية عن طريق الدفع باليوان الصيني. حيث تقنع الصين وروسيا العديدَ من الدول بتسوية التجارة بالعملات المحلّيّة وليس بالدولار الأمريكي.
في هذا الشأن، تؤكِّدُ الأخبار أنَّ روسيا تواصلت مؤخَّراً مع المملكة العربية السعودية وحثَّتِ الدَّولةَ الغنيّةَ بالنَّفط على قبول عملة بريكس بعد إطلاقها. والسعودية هي أكبر مُصَدِّرٍ للنفط إلى الولايات المتحدة وأوروبا، وإذا اتّخذت هذا المنحى، فإنّ في ذلك ضرراً بالغاً سريعاً على وضع الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الإسترليني.
وفقاً للمواعيد الأولية المعلَنة، ستُعقَد قمّة بريكس المقبلة في شهر آب في جنوب أفريقيا. وستقرّر الكتلةُ المكونة من خمس دول بشكلٍ مشترك تشكيل عملة جديدة في القمّة. وبشكلٍ طبيعي، ومهما كان الوَقْعُ الذي تتّخذُه هذه العمليّة، فإنَّ مجرَّد الإشارة لها كفيلةٌ بوضع مصير الدولار على المحكّ في الأسواق الدولية.