النص الكامل لتقرير شي جين بينغ إلى المؤتمر 20 للشيوعي الصيني
وافق المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني في يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على التقرير الذي قدمه شي جين بينغ نيابة عن اللجنة المركزية الـ19 للحزب. وفيما يلي نصّ الوثيقة بترجمتها العربية كما نشرها الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الصينية.
رفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا
والتضامن والكفاح في سبيل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل
ــــــ التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني
(16 أكتوبر 2022)
شي جين بينغ
أيها الرفاق
أقدم الآن نيابة عن اللجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني تقريرا إلى المؤتمر.
يتحلى هذا المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني بأهمية بالغة، ويُعقد في لحظة حاسمة استهل فيها جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد التقدم في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والزحف نحو هدف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وشعار المؤتمر هو: رفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، وتطبيق أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو شامل، وتطوير روح تأسيس الحزب العظيمة، وتعزيز الثقة بالنفس وتقوية الذات والتمسك بالأصل مع الابتكار، وإذكاء روح العمل بجد وحماس والتقدم إلى الأمام بشجاعة وعزيمة، والتضامن والكفاح في سبيل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية.
وقد مر الحزب الشيوعي الصيني بمسيرة كفاح امتدت مائة سنة. وعقد حزبنا العزم على تحقيق القضية العظيمة الطويلة الأمد للأمة الصينية، سعيا وراء تحقيق القضية السامية لسلام وتنمية البشرية، ومسؤولياته جليلة لا تُضاهى، ومهماته مجيدة لا تُبارى. ويلزم جميع الرفاق في الحزب عدم نسيان الغاية الأصلية ودوام تذكر الرسالة، والحفاظ على روح التواضع والتروي وأسلوب الحياة البسيطة والنضال الشاق، والإقدام على النضال والبراعة فيه، وترسيخ ثقتهم بتاريخ كفاح الحزب، وتعزيز المبادرة باستيعاب قانون التاريخ، لتدوين صفحات أروع من الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
أولا، الأعمال في السنوات الخمس المنصرمة والتغييرات العظيمة خلال عقد من العصر الجديد
كانت السنوات الخمس الماضية منذ المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب سنوات غير عادية واستثنائية للغاية. وأخذت لجنة الحزب المركزية خلالها بعين الاعتبار الوضعَ العام الإستراتيجي للنهضة العظيمة للأمة الصينية والتغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ قرن، فقد عقدت سبع دورات كاملة لها، اُتخذت فيها أو صِيغت قرارات بشأن موضوعات مهمة مثل تعديل الدستور الوطني، وتعميق إصلاح أجهزة الحزب والدولة، والتمسك بنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وإكماله، ودفع عجلة تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها، ووضع الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف البعيدة المدى لعام 2035، والتلخيص الشامل للمنجزات العظيمة والتجارب التاريخية لكفاح الحزب خلال مائة عام؛ واتخذت ترتيبا إستراتيجيا عظيما بشأن تطوير قضايا الحزب والدولة، واتحدت مع جميع أعضاء الحزب ومنتسبي الجيش وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في البلاد بأسرها وقادتهم في التصدي الفعال للأوضاع الدولية الخطيرة والمعقدة والمخاطر والتحديات الجسيمة التي ظهرت تباعا، لمواصلة دفع الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد إلى الأمام بروح العمل بنشاط من أجل مستقبل واعد.
وعلى مدى السنوات الخمس المنصرمة، تمسكنا بتعزيز قيادة الحزب الشاملة والقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية، ودفعنا بكل ما في وسعنا عملية إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وطبقنا الفكر التنموي الجديد على نحو كامل وسديد وشامل، وركزنا القوى على دفع التنمية العالية الجودة، وبادرنا إلى إنشاء نمط تنموي جديد، ودفعنا عملية الإصلاح بخطوات سريعة وراسخة، وشجعنا بثبات تطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية، وحفزنا حكم الدولة وفقا للقانون بشكل شامل، وطورنا بنشاط الثقافة المتقدمة الاشتراكية، وسلّطنا الضوء على ضمان وتحسين معيشة الشعب، وركزنا الجهود على خوض المعركة الحاسمة للقضاء على الفقر، وعززنا بقوة البناء الحضاري الإيكولوجي، ودافعنا بحزم عن أمن الدولة، واتخذنا إجراءات للوقاية من المخاطر الكبيرة وإزالتها، وأبقينا الوضع العام الاجتماعي مستقرا، ودفعنا بقوة كبيرة بناء تحديث الدفاع الوطني والجيش، وطورنا دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية بصورة شاملة الاتجاهات، ودفعنا تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب إلى الأمام بطريقة شاملة. واحتفلنا بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني والذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية على نحو يليق بعظمة المناسبتين، وصغنا القرار الثالث حول تاريخ الحزب، وأطلقنا حملة دراسة تاريخ الحزب والتثقيف به على نطاق الحزب كله، وأنشأنا قاعة معرض تاريخ الحزب الشيوعي الصيني، ودعونا جميع أعضاء الحزب إلى دراسة وتطبيق روح تأسيس الحزب العظيمة، لكي يتمكنوا من دوام تذكر الغاية الأصلية والرسالة على نحو أكثر ثباتا ووعيا لخلق مستقبل جميل في المسيرة الجديدة. وعلى وجه الخصوص، أمام جائحة كوفيد-19 المفاجئة، تمسكنا بوضع الشعب والحياة فوق كل شيء، وثابرنا على منع حالات الجائحة الوافدة واحتمال ارتداد حالاتها محليا، وواظبنا على تنفيذ نهج «صفر-كوفيد» الديناميكي بثبات دون تردد، وخضنا معركة مقاومة شعبية شاملة لمحاربة الجائحة، مما حمى سلامة أرواح أبناء الشعب وصحتهم إلى أقصى حد، وحقق نتائج إيجابية مهمة في التخطيط الموحد لدفع أعمال الوقاية من الجائحة والسيطرة عليها والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي التعامل مع اضطرابات وتغيرات الوضع بهونغ كونغ، مارسنا بشكل فعال الولاية القضائية الشاملة إزاء المنطقة الإدارية الخاصة حسب الدستور والقانون الأساسي، ووضعنا ونفذنا قانون حماية الأمن القومي في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وطبقنا مبدأ «الوطنيون يديرون شؤون هونغ كونغ»، فحققنا التحوُّل المهم لوضع هونغ كونغ من الفوضى إلى النظام؛ ودفعنا بعمق بناء منطقة خليج قوانغدونغ - هونغ كونغ - ماكاو الكبرى، ودعمنا هونغ كونغ وماكاو في تنمية اقتصادهما وتحسين معيشة سكانهما والحفاظ على استقرارهما. وفي مجابهة الأنشطة الانفصالية للقوى الداعية إلى «استقلال تايوان» والاستفزازات الخطيرة المتمثلة في تدخل القوى الخارجية في شؤون تايوان، خضنا بحزم نضالا عظيما ضد الانفصال والتدخل، مُبرزين عزيمتنا الراسخة وقدرتنا القوية على صون سيادة الدولة وسلامة أراضيها ومعارضة «استقلال تايوان»، فأمسكنا بإتقان زمام المبادرة الإستراتيجية لتحقيق إعادة التوحيد التام للوطن الأم، ووطّدنا نمط تمسك المجتمع الدولي بمبدأ «صين واحدة» إلى حد أكبر. وأمام التغيرات الحادة بالوضع الدولي، وخاصة في وجه تصرفات الابتزاز والاحتواء والحصار والضغط البالغ الشدة من الخارج، تمسكنا بتغليب مصالح الدولة فوق كل اعتبار ومنح الأسبقية للسياسة المحلية، وحافظنا على الصلابة الإستراتيجية، وطورنا روح النضال، وأبدينا إرادتنا الثابتة التي لا تقهرها قوة، وحمينا كرامة الدولة ومصالحها الجوهرية خلال النضال، فأمسكنا بشدة زمامَ المبادرة بشأن تنمية وأمن بلادنا. وخلال السنوات الخمس السابقة، اتحد حزبنا مع الشعب وقاده في التغلب على مشاكل عديدة لم تُحل منذ زمن طويل، وفي إنجاز أمور مهمة ومهام عظيمة تتعلق بالمستقبل، مما دفع قضايا الحزب والدولة لتحقيق منجزات مهمة تجذب انتباه العالم.
أيها الرفاق
لقد مضت عشر سنوات على انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب. وفي العقد الماضي، مررنا بثلاثة أحداث مهمة تتحلى بأهمية واقعية عظيمة ومغزى تاريخي بعيد المدى بالنسبة لقضايا الحزب والشعب، وهي: أولا، استقبال الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني؛ ثانيا، دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد؛ ثالثا، إتمام المهمة التاريخية الخاصة بتذليل المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر وإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ومن ثم تحقيق هدف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وشكَّل ذلك انتصارا تاريخيا كسبه الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني من خلال التضامن والكفاح، وانتصارا تاريخيا يبقى متألقا في سجل تاريخ تطور الأمة الصينية، وأيضا انتصارا تاريخيا يتحلى بتأثير بعيد المدى في العالم.
وقبل عشر سنوات، كان الوضع الذي يواجهنا يتمثل في التالي: تحققت إنجازات هائلة في تنفيذ الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية، ونتائج ملحوظة في تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب، مما أرسى أساسا متينا وهيأ ظروفا جيدة ووفر ضمانا مهما لمواصلة تقدمنا إلى الأمام. وفي الوقت ذاته، كانت هناك سلسلة من التناقضات والمشاكل البارزة المتراكمة منذ أمد طويل ونظيراتها الظاهرة حديثا تتطلب حلولا عاجلة. وفي داخل الحزب، كان هناك عدد ليس بالقليل من مشاكل الإدراك الملتبس لأهمية التمسك بقيادة الحزب والافتقار إلى العمل القوي في هذا الشأن ومشاكل إضعاف قيادة الحزب وتقليلها وإفراغها من مضمونها أثناء ممارستها، وتردد بعض أعضاء الحزب وكوادره في الالتزام بالعقيدة السياسية، ولم تتوقف ظواهر الشكلية والبيروقراطية ونزعة المتعة ونزعة البذخ والتبذير في بعض المناطق والقطاعات رغم حظرها مرارا، وكانت عقلية الامتيازات الشخصية وظواهرها خطيرة نسبيا، وبات بعض مشاكل اختلاس الأموال العامة فظيعا ومريعا؛ وأصبحت تناقضات الاقتصاد الهيكلية والمؤسسية بارزة، وكانت التنمية لا متوازنة ولا متناسقة ولا مستدامة، وكان النمط التنموي التقليدي يتعذر استمراره، وبرز بعض المشكلات العميقة الأبعاد الناتجة عن الأنظمة والآليات والحواجز الناجمة عن ترسخ المصالح المكتسبة غير المنصفة يوما بعد آخر؛ وكان هناك أناس تنقصهم الثقة الراسخة بالنظام السياسي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وكانت هناك مشاكل خطيرة مثل تجاهل القانون وتنفيذه بشكل متراخٍ؛ وكانت الاتجاهات الفكرية الخاطئة مثل عبادة المال ونزعة المتعة والفردية المتطرفة والعدمية التاريخية تظهر بين حين وآخر، والظواهر الفوضوية تتكاثر في حقل الإعلام السيبراني، الأمر الذي أثر بشكل خطير على أيديولوجيا الجمهور وبيئة الرأي العام وسطه؛ وكانت هناك حلقات ضعيفة غير قليلة في ضمان معيشة الشعب؛ وتفاقمت مشاكل مثل ازدياد حدة قيود الموارد والبيئة وتلوثها؛ وكان نظام حماية الأمن القومي غير مُكتمِل والقدرة على التصدي لمختلف المخاطر الخطيرة غير قوية، وكانت هناك حلقات ضعيفة غير قليلة في تحديث الدفاع الوطني والجيش؛ ولم يتوطد نظام وآلية تطبيق مبدأ «دولة واحدة ونظامان» في هونغ كونغ وماكاو؛ وتعرض الأمن القومي لتحديات خطيرة، وغيرها. ووقتذاك، كان الكثير من الناس داخل الحزب وفي المجتمع مثقلين بالهم تجاه مستقبل الحزب والدولة. وفي وجه هذه التناقضات والمشاكل البارزة التي تؤثر سلبا على ممارسة الحزب للحكم الطويل المدى وضمان الاستقرار السياسي الدائم للدولة وسعادة وسلامة وصحة الشعب، اتخذت لجنة الحزب المركزية على أساس التقييم الصحيح للوضع خيارات حاسمة للتقدم بهمة وعزم وتذليل الصعوبات والمشاكل المستعصية، واتحدت مع جميع أعضاء الحزب ومنتسبي الجيش وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في البلاد بأسرها وقادتهم في العمل الجاد والمجتهد بأقصى الجهود والتقدم إلى الأمام مهما كانت العقبات، وخوض النضال العظيم ذي الخصائص التاريخية الجديدة العديدة باعتباره واجبا لا يسمح بالتراجع عنه.
وفي السنوات العشر الفائتة، تمسكنا بالماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار «التمثيلات الثلاثة» الهامة ومفهوم التنمية العلمية، وطبقنا بشكل شامل أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد والخط الأساسي للحزب وبرنامجه الشامل الأساسي، واتخذنا سلسلة من الإجراءات الإستراتيجية، ودفعنا سلسلة من الممارسات المستحدَثة، وحققنا سلسلة من أوجه التقدم الاختراقي، وأحرزنا سلسلة من المنجزات المعلمية، حيث صمدنا أمام اختبارات المخاطر والتحديات في مجالات السياسة والاقتصاد والأيديولوجيا والطبيعة وغيرها، وحققت قضايا الحزب والدولة منجزات تاريخية وطرأت عليها تغييرات تاريخية، الأمر الذي دفع بلادنا للتقدم في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.
وأسسنا أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وأوضحنا البرنامج الشامل الأساسي للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها، وطرحنا مجموعة من المفاهيم والأفكار والإستراتيجيات الجديدة حول إدارة شؤون الدولة، وحققنا قفزة جديدة في صيننة الماركسية وعصرنتها، ودأبنا على تسليح العقول وإرشاد الممارسات ودفع الأعمال بهذه النظرية المبتكرة، مقدمين بذلك ضوابط أساسية يجب إتباعها لتطوير قضايا الحزب والدولة في العصر الجديد.
وعززنا قيادة الحزب الشيوعي الصيني على نحو شامل، فقد أوضحنا أن أهم الميزات الجوهرية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وأكبر تفوق لنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو قيادة الحزب الشيوعي الصيني، والذي يشكل أعلى قوة قيادية سياسية، والتمسك بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية هو المبدأ السياسي الأعلى؛ وأكملنا المنظومة المؤسسية لقيادة الحزب بشكل منهجي، وحثثنا جميع أعضاء الحزب على تعزيز «الوعي بأربعة أمور» (الوعي السياسي والوعي بالمصلحة العامة والوعي بالنواة القيادية والوعي بالتوافق – المحرر)، والحفاظ بوعي على التوافق العالي مع لجنة الحزب المركزية من حيث الأيديولوجيا والسياسة والعمل، ومواصلة رفع القدرة على تقييم الأمور واستيعابها وتنفيذها الصحيح سياسيا، وضمان سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها الممركزة والموحدة، وكفالة تمكين الحزب من أداء دوره بوصفه نواةً قيادية في السيطرة على الوضع العام والتنسيق بين مختلف الأطراف، لذا فإن حزبنا الماركسي الذي يضم أكثر من 96 مليون عضو صار أكثر تضامنا ووحدة.
ووضعنا ترتيبات إستراتيجية علمية وكاملة بشأن تطوير قضايا الحزب والدولة في العصر الجديد، فقد دعونا إلى تحقيق حلم الصين بالنهضة العظيمة للأمة الصينية، ودفعنا هذه النهضة قُدما بالتحديث الصيني النمط، وخططنا النضال العظيم والمشروع العظيم والقضية العظيمة والحلم العظيم بصورة شاملة، وأوضحنا الترتيب الشامل لـ«التكامل الخماسي» (التكامل بين البناء الاقتصادي والبناء السياسي والبناء الثقافي والبناء الاجتماعي والبناء الحضاري الإيكولوجي – المحرر) والتخطيطَ الإستراتيجي المتمثل في «الشوامل الأربعة» (إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وتعميق الإصلاح على نحو شامل، ودفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وإدارة الحزب بصرامة على نحو شامل – المحرر)، وحددنا فكرة العمل الأساسية العامة المتمثلة في إحراز التقدم من خلال الحفاظ على الاستقرار، وأنجزنا التخطيط الشامل لقضيتي التنمية والأمن، وأشرنا بجلاء إلى أن التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا هو التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية، ودفعنا كافة الأعمال بما يتمحور وثيقا حول هذا التناقض الاجتماعي الرئيسي، وواصلنا إثراء وتطوير الأشكال الجديدة من الحضارات البشرية.
وحققنا رغد العيش – الحلم الطويل الأمد للأمة الصينية بعد خوض كفاح متواصل، فوصلت تنمية بلادنا إلى نقطة انطلاق تاريخية أعلى. وباتخاذ تدابير هادفة ومحكمة لمساعدة الفقراء واستخدام القوة الرئيسية في المعركة، كسبنا أكبر معركة حجما للقضاء على الفقر في تاريخ البشرية، وأُزيلت وصمة الفقر عن كل المحافظات الفقيرة بالبلاد البالغ عددها 832 محافظة، واُنتشل حوالي 100 مليون مواطن ريفي من الفقر، وأُعيد توطين أكثر من 9,6 مليون فقير في أماكن جديدة، وحُلت مشكلة الفقر المطلق بصورة تاريخية، مما قدم إسهامات كبيرة في سبيل القضية العالمية لخفض حدة الفقر.
وطرحنا الفكر التنموي الجديد وطبقناه، فقد ركزنا الجهود على تشجيع التنمية العالية الجودة، ودفعنا إنشاء نمط تنموي جديد، ونفذنا الإصلاح الهيكلي لجانب العرض، ووضعنا مجموعة من الإستراتيجيات الإقليمية الرئيسية ذات المغزى المتعلق بالمصلحة العامة، مما حقق طفرة تاريخية في القوة الاقتصادية لبلادنا. وازداد إجمالي الناتج المحلي لبلادنا من 54 تريليون يوان إلى 114 تريليون يوان، وشكلت نسبة حجمها الاقتصادي الإجمالي 18,5٪ من الاقتصاد العالمي بزيادة 7,2 نقطة مئوية، وتبوأت المركز الثاني عالميا بصورة ثابتة؛ وارتفع معدل نصيب الفرد من ناتجها المحلي الإجمالي من 39800 يوان إلى 81000 يوان. وواصل إجمالي إنتاج الحبوب ببلادنا تبوؤه المركز الأول في العالم، وأصبح هناك ضمان فعال لأمن الغذاء والطاقة لأكثر من 1,4 مليار نسمة. وارتفعت نسبة الحضرنة في بلادنا بمقدار 11,6 نقطة مئوية، لتصل إلى 64,7٪. وتربعت بلادنا بثبات على المركز الأول في العالم من حيث حجم قطاع التصنيع واحتياطي النقد الأجنبي. وأنجزنا بناء أكبر شبكة عالميا للسكك الحديدية الفائقة السرعة وأخرى للطرق السريعة، وأحرزنا منجزات مهمة في تشييد البنية الأساسية مثل المطارات والموانئ ومنشآت الحفاظ على المياه والطاقة والمعلومات. وسرّعنا دفع الاعتماد على الذات وتقويتها في مجال العلوم والتكنولوجيا، فازداد الإنفاق على البحث والتطوير في المجتمع كله من تريليون يوان إلى 2,8 تريليون يوان، ليأتي في المركز الثاني بالعالم، بينما حلّ مجموع ممارسي البحث والتطوير في بلادنا بالمركز الأول عالميا. وواصلت بلادنا تعزيز البحوث الأساسية والابتكارات الأصلية، وحققت اختراقات في بعض التكنولوجيات الحاسمة والجوهرية، وطورت وعززت الصناعات الناشئة الإستراتيجية، وأحرزت نتائج مهمة في مجالات طيران الفضاء المأهول وسبر القمر والمريخ واستكشاف أعماق البحار والأرض والحاسوب العملاق الفائق السرعة والملاحة بالأقمار الصناعية والمعلومات الكمومية والتقنيات الكهرنووية وتكنولوجيا الطاقة الجديدة وصنع طائرات الركاب الضخمة والطب والأدوية الأحيائية وغيرها، ومن ثم انضمت بلادنا إلى ركب الدول المبتكرة.
وعمقنا الإصلاح على نحو شامل بشجاعة سياسية جبارة، فقد أطلقنا الطلقة الأولى بنجاح في المعركة الحاسمة للإصلاح، وعززنا التصميم العلوي للإصلاح، وجسرنا على دخول منطقة المياه العميقة وأداء المهام الشاقة وتحدي الشدائد ومواجهة التناقضات والتحديات الجديدة في الإصلاح، وأقدمنا على تحطيم العراقيل الناجمة عن المفاهيم الأيديولوجية الجامدة وكسر الحواجز الناجمة عن ترسخ المصالح المكتسبة غير المنصفة، وعملنا بحزم على إزالة عيوب الأنظمة والآليات من كل النواحي، وأنشأنا الإطار المؤسسي الأولي في مختلف المجالات من حيث الأساس، وحققنا التغيير التاريخي وإعادة التشكيل على نحو منهجي وإعادة التنظيم على نحو عمومي في مجالات كثيرة، وأتممنا الجولة الجديدة من إصلاح أجهزة الحزب والدولة بشكل شامل، مما جعل نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية أكثر نضوجا وتبلورا، ورَفَعَ مستوى تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها بشكل ملحوظ.
ونفذنا إستراتيجية انفتاح أكثر نشاطا ومبادرة، وأنشأنا شبكة من مناطق التجارة الحرة الموجهة للعالم وذات المعايير العالية، وحثثنا الخطى في دفع بناء مناطق التجارة الحرة التجريبية وميناء هاينان للتجارة الحرة، وقد أصبح التشارك في بناء «الحزام والطريق» منفعة عامة دولية ومنصة للتعاون الدولي ويحظى بتأييد واسع. وصارت الصين شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من 140 بلدا أو منطقة، وتبوأت المرتبة الأولى بالعالم من حيث حجم تجارة السلع، وتصدرت ركب العالم في جذب الاستثمار من الخارج والاستثمار في الخارج، مما شكل نمطا لانفتاح على العالم الخارجي أوسع نطاقا وأفسح مجالا وأعمق بعدا.
وثابرنا على سلوك طريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وعملنا على التطوير الشامل للديمقراطية الشعبية الكاملة العملية والدفع الشامل لمأسسة السياسة الديمقراطية الاشتراكية ومعايرتها وبرمجتها، فتطورت الديمقراطية التشاورية الاشتراكية على نطاق واسع، وترسخ مفهوم «كون الشعب سيدا للدولة» إلى حد أكبر، وازدادت الحيوية الديمقراطية في الوحدات القاعدية، وتوطدت وتوسعت الجبهة المتحدة الوطنية، واتسم تضامن القوميات وتقدمها بملامح جديدة، وطُبّقت سياسة الحزب الأساسية الخاصة بالشؤون الدينية على نحو شامل، وتلقت حقوق الإنسان ضمانا أفضل. وتعمق بناء دولة اشتراكية يحكمها القانون، وتشكل من حيث الأساس الهيكل العام لحكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وتقدم بخطوات حثيثة بناء منظومة حكم القانون للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وشهد إصلاح النظام القضائي تقدما مهما، وحظي الإنصاف والعدالة الاجتماعيان بضمان أكثر متانة، مما خلق وضعا جديدا في بناء الصين الخاضعة لسيادة القانون.
وقد أنشأنا النظام الأساسي القائم على اتخاذ الماركسية مرشدا في المجال الأيديولوجي وتمسكنا به، فتعمقت في القلوب نظريات الحزب المبتكرة في العصر الجديد، وانتشر مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية على نطاق واسع، وشهدت الثقافة التقليدية الصينية الممتازة تحوُّلا خلاقا وتطورا ابتكاريا، والقضايا الثقافية ازدهارا مطردا، والبيئة السيبرانية تحسنا مستمرا، وقد طرأت على الوضع في المجال الأيديولوجي تغيرات جذرية تؤثر على الوضع العام. وقد نظمنا احتفالات حافلة بالذكرى الـ90 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني والذكرى الـ40 لإطلاق عملية الإصلاح والانفتاح، وأقمنا إحياء مهيبا للذكرى الـ70 للانتصار في حرب مقاومة الشعب الصيني للعدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية والذكرى الـ70 لخروج جيش متطوعي الشعب الصيني من البلاد لخوض حرب مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا، ونجحنا في استضافة أولمبياد بكين الشتوي وبارالمبيادها، وأصبح جيل الشباب أكثر همة ونشاطا، وتعززت بشكل ملحوظ الثقة الذاتية الثقافية لجميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب من مختلف القوميات في كل البلاد، وبدت معنوياتهم أكثر حماسة وحيوية.
وطبقنا بصورة عميقة الفلسفة التنموية التي تتمحور حول الشعب، وواصلنا بذل الجهود لجعل كل طفل يلقى الرعاية، وكل طالب يتلقى التعليم، وكل عامل يكسب، وكل مريض يتلقى العلاج، وكل مسن يتمتع بالعناية، وكل مواطن يجد المسكن، وكل ضعيف يحصل على المساعدة، فتحسنت حياة الشعب في جميع الأوجه. وبلغ معدل عمر السكان المتوقع 78,2 سنة. وازداد معدل نصيب الفرد من الدخل القابل للصرف لدى السكان من 16500 يوان إلى 35100 يوان. وأتيحت فرص عمل جديدة لصالح أكثر من 13 مليون شخص بالمعدل السنوي في المدن والبلدات. وأنشئت أكبر منظومة للتربية والتعليم والضمان الاجتماعي والطب والصحة من حيث الحجم في العالم، وتحققت قفزة تاريخية في مستوى تعميم التعليم، وغطت مظلة التأمين الأساسي على الشيخوخة 1,04 مليار نسمة، واستقرت نسبة المشاركة في التأمين الطبي الأساسي عند 95 بالمائة. وعُدلت سياسة الإنجاب في الوقت المناسب. ورُمم أكثر من 42 مليون وحدة سكنية في الأحياء الفقيرة المكتظة وأُصلحت البيوت المتداعية لصالح أكثر من 24 مليون عائلة ريفية، مما حسّن البيئات المعيشية لسكان الحضر والريف بشكل واضح. وبلغ عدد المستخدمين لشبكة الإنترنت 1,03 مليار. وازداد إحساس جماهير الشعب بالكسب والسعادة والأمن اكتمالا وضمانا واستدامة، مما يعتبر نجاحات جديدة في تحقيق الرخاء المشترك.
وتمسكنا بفكرة أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي، وواظبنا على الحماية المتكاملة والمعالجة المنهجية للجبال والأنهار والبحيرات والغابات والحقول والمروج والصحارى، وعززنا حماية البيئة الإيكولوجية في كافة الجهات والمناطق والحلقات، فتكاملت مجموعة نظم البناء الحضاري الإيكولوجي بصورة أفضل، وتعمقت المعركة الحاسمة لمكافحة التلوث ومسبباته، وتقدمت التنمية الخضراء والدائرية والمنخفضة الكربون بخطوات راسخة، فشهدت حماية البيئة الإيكولوجية تحوُّلا تاريخيا وانعطافيا أثر في الوضع الكلي، وأصبحت سماء وطننا أكثر زرقة وجباله أكثر خضرة ومياهه أكثر صفاء.
وطبقنا مفهوم الأمن القومي بمعناه الشامل وأكملنا نظام قيادة الأمن القومي ومنظومات حكم القانون والإستراتيجيات والسياسات بصورة مطردة، ولم نتراجع ولو خطوة واحدة إزاء القضايا المبدئية، وحمينا سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية بإرادة وكفاءة قويتين، فتعزز الأمن القومي في جميع أوجهه. وتحسن بشكل متواصل نظام الحوكمة المجتمعية القائم على التشارك في البناء والإدارة وتقاسم الثمار، وكُبحت أنشطة قوى الانفصال العرقي والتطرف الديني والعنف والإرهاب بفعالية، وأحرزت المكافحة الخاصة باستئصال القوى الظلامية والشريرة نتائج مرحلية، وتعاملنا بقوة مع سلسلة من الكوارث الطبيعية الخطيرة، مما جعل بناء الصين الآمنة يتقدم إلى مستوى أعلى.
وقد حددنا هدف الحزب من تقوية الجيش في العصر الجديد، وبدأنا تطبيق أفكار الحزب حول تقوية الجيش في العصر الجديد، والمبادئ الإستراتيجية العسكرية في العصر الجديد، والتزمنا بقيادة الحزب المطلقة للجيش الشعبي، وعقدنا اجتماع الأعمال السياسية لكل الجيش في قوتيان، بغية تعزيز الانضباط والتدريب السياسيين بروح تقويم أسلوب العمل، وينبغي لنا التمسك على نحو وثيق بالقوة القتالية وهي المعيار الأساسي الوحيد، ونقل مركز ثقل الأعمال في كل الجيش بحزم إلى الاستعداد لمواجهة الحرب وخوض المعارك، والتخطيط لتقوية النضال العسكري في كل الجبهات وشتى المجالات، وتعزيز التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية بقوة، وتعميق الإصلاح في الدفاع الوطني والجيش بحزم وجرأة، وإعادة تشكيل كل من نظام القيادة والتوجيه للجيش الشعبي ومنظومة القوات العسكرية الحديثة والسياسات والأنظمة العسكرية، والإسراع في بناء تحديث الدفاع الوطني والجيش، وقد أُنجز بنجاح خفض حجم الجيش بمقدار 300 ألف فرد، فبدا الجيش الشعبي في صورة جديدة كل الجدة في نظامه وتركيبته وهيكله وملامحه، وارتفع بشكل واضح مستوى تحديثه وقدرته على خوض المعارك الفعلية، ويتوسع طريق تقوية الجيش ذو الخصائص الصينية باطراد.
ودفعنا بصورة شاملة ومحكمة ممارسة «دولة واحدة ونظامان»، والتزمنا بمبادئ «دولة واحدة ونظامان» و«أهالي هونغ كونغ يديرون شؤون هونغ كونغ» و«أهالي ماكاو يديرون شؤون ماكاو» ودرجة عالية من الحكم الذاتي، ودفعنا تحوُّل هونغ كونغ من الفوضى إلى النظام لتدخل مرحلة تطور جديدة من النظام إلى النهضة، فحافظت هونغ كونغ وماكاو على الوضع الجيد المتمثل في التنمية والاستقرار الطويلي الأمد. وطرحنا منهاجا شاملا كليا لحل مسألة تايوان في العصر الجديد، ودفعنا التبادلات والتعاون بين جانبي المضيق، وعارضنا بحزم أي تصرف انفصالي رامٍ إلى «استقلال تايوان» وأي تدخل من القوى الخارجية، وأمسكنا بحزم زمام القيادة والمبادرة في العلاقات بين جانبي المضيق.
ودفعنا على نحو شامل دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وحمينا الإنصاف والعدالة الدوليين بثبات، ودعونا إلى ممارسة تعددية الأطراف الحقيقية وعارضنا بموقف واضح نزعة الهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها، وعارضنا أيضا بثبات لا يتزعزع أي شكل من أشكال الأحادية والحمائية والتنمر. وأكملنا التخطيطات الدبلوماسية الشاملة، وعملنا على بناء شبكة من الشراكات تغطي أنحاء المعمورة، ودفعنا قُدما إقامة علاقات دولية من الطراز الجديد. وأبدينا استعدادنا لتحمل المسؤولية باعتبارنا دولة كبيرة، وشاركنا بنشاط في عملية إصلاح وبناء نظام الحوكمة العالمية، وقد أجرينا تعاونا دوليا شاملا في مكافحة جائحة كوفيد-19 لقي تقديرا دوليا واسعا، فارتفعت قوة تأثير بلادنا وجاذبيتها وصورتها بشكل ملحوظ على الصعيد الدولي.
وواصلنا دفع إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل، والتزمنا بمبدأ «كن حديدا قبل أن تكون حدادا»، فابتدأنا بوضع وتطبيق الضوابط الثمانية الصادرة عن لجنة الحزب المركزية كتقديم للموضوع في هذا الصدد، وطرحنا المطالب العامة لبناء الحزب في العصر الجديد، ونفذناها، وعملنا على اتخاذ البناء السياسي للحزب عاملا قياديا يقود مختلف الأعمال في بناء الحزب، والمثابرة على توجيه الجهود لبناء الحزب أيديولوجيا وإدارته مؤسسيا في آن واحد، وتقوية الأنشطة السياسية داخل الحزب، ومواصلة أعمال التثقيف الممركز داخل الحزب، وطرحنا الخط التنظيمي للحزب في العصر الجديد والتزمنا به، وعملنا على اختيار الفاضل وتعيين الكفؤ مع التشديد على المعيار السياسي، وتعزيز الجولات التفقدية السياسية، وتشكيل منظومة متكاملة نسبيا من اللوائح والأنظمة داخل الحزب، ودفع كل الحزب نحو ترسيخ المثل العليا والعقيدة السياسية، وإحكام المجموعة التنظيمية والتقيد التام بالانضباط والقواعد. وظللنا نثابر بجهود دؤوبة على تقويم السلوك وتقوية الانضباط، ونعمل على تقويم ومعالجة «الأساليب الشريرة الأربعة» بروح تعاقب دق المسمار، ومعارضة عقلية الامتيازات الخاصة وظواهرها، والمعالجة الحازمة للنزعات غير السليمة ومشاكل الفساد التي تحدث بالقرب من الجماهير، مما كبح اتجاهات منحرفة لم نتمكن من كبحها منذ زمن طويل، وعالج مشكلات مزمنة ومستعصية لم تُحل على مدار سنوات عديدة. وقد ناضلنا على نحو لم يشهد التاريخ مثيلا له في مكافحة الفساد، لعلاج المرض ومعالجة الفوضى بروح تحمل المسؤولية المتمثلة في أن «نغضب الآلاف ولا نخيب أمل المليار والأربعمائة مليون نسمة»، ودفعنا بناء آلية تضمن عدم الجرأة على الفساد وعدم وجود إمكانية له والإحجام عنه بصورة متكاملة، والعمل على «ضرب النمور والذباب» و«صيد الثعالب» في آن واحد، فتحقق انتصار ساحق في مكافحة الفساد وتوطدت نتائجه بشكل شامل، وأزيلت المخاطر الكامنة الخطيرة الموجودة داخل الحزب والدولة والجيش، مما ضمن استخدام السلطة الممنوحة من الحزب والشعب في السعي وراء تحقيق سعادة الشعب من البداية حتى النهاية. وقد اهتدى الحزب بعد جهود دؤوبة إلى الثورة الذاتية التي هي الجواب الثاني على كيفية النجاة من مصير «حتمية الدورة التاريخية» بين النظام والفوضى وبين الازدهار والانحطاط، فازدادت قدرة الحزب على التنقية الذاتية والتكميل الذاتي والتجديد الذاتي والترقية الذاتية بصورة ملموسة، وتغير بشكل جذري وضع التسامح والتراخي والتواني في إدارة الحزب لشؤونه وأعضائه، وبدأت تتشكل وتتطور داخل الحزب بيئة سياسية تسودها الاتجاهات السليمة والأساليب القويمة، مما يضمن ألا يتغير الحزب أبدا من حيث جوهره ولونه وطبيعته.
ويتعين علينا مع التأكيد التام على المنجزات اللافتة لأنظار العالم والتي تحققت في قضايا الحزب والدولة، الإدراك الواضح لحقيقة أن أعمالنا لا تزال فيها بعض النواقص وتواجه عددا غير قليل من الصعوبات والمشاكل. ومن أهمها: ظلت مشاكل عدم توازن التنمية وغياب كفايتها بارزة، ويعترض كثير من العقبات والاختناقات دفع التنمية العالية الجودة، ولا تزال قدرتنا على الابتكار العلمي والتكنولوجي غير قوية؛ وتوجد حاجة ماسة إلى حل كثير من المسائل المهمة لضمان أمن أكيد لموارد الغذاء والطاقة وسلاسل الصناعة والتوريد والوقاية من المخاطر المالية؛ ويواجه الإصلاح في المجالات الرئيسية مهام شاقة لا بد من أدائها؛ ويواجه المجال الأيديولوجي تحديات غير قليلة؛ ولا تزال هناك فجوة كبيرة نسبيا في التنمية وتوزيع الدخل بين الحضر والريف وبين مختلف الأقاليم؛ وتواجه الجماهير صعوبات غير قليلة في التوظيف والتعليم والخدمات الطبية وحضانة الأطفال ورعاية المسنين والسكن وغيرها من المجالات؛ ولا تزال مهمة حماية البيئة الإيكولوجية شاقة؛ وبعض أعضاء الحزب والكوادر تنقصهم روح تحمل المسؤولية، وكفاءتهم النضالية ليست قوية، واستعدادهم للعمل الفعلي غير كاف، ولا تزال ظواهر الشكلية والبيروقراطية بارزة؛ ولا تزال مهمة جرف التربة المغذية للفساد شاقة وغيرها. ولمواجهة هذه المشاكل، فقد اتخذنا سلسلة من الإجراءات لحلها، ويجب في المستقبل تكثيف الجهود في هذا الصدد.
أيها الرفاق
لم تكن المنجزات العظيمة المحققة في العصر الجديد سوى ثمار جهود دؤوبة بذلها الحزب والشعب معا من خلال سعيهما المشترك وعملهما المشترك وكفاحهما المشترك، وإنني هنا، نيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أعبر عن خالص الشكر لجميع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وأبناء الشعب من مختلف القوميات في كل البلاد ومختلف الأحزاب الديمقراطية والمنظمات الشعبية والشخصيات الوطنية في شتى الأوساط، والمواطنين في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة والمواطنين في منطقة ماكاو الإدارية الخاصة والمواطنين في تايوان وللجموع الغفيرة من المغتربين الصينيين، وكذلك لجميع الأصدقاء في مختلف البلدان الذين يهتمون ببناء التحديثات الصينية ويدعمونه.
وتتسم التغييرات العظيمة التي طرأت خلال السنوات العشر الماضية من العصر الجديد بأهمية معلمية في تاريخ الحزب والصين الجديدة وعملية الإصلاح والانفتاح وتطور الاشتراكية وتطور الأمة الصينية. وقد صار الحزب الشيوعي الصيني الذي قطع مسيرة كفاح امتد مائة عام أكثر صمودا وقوة عبر الصقل الثوري، وازدادت على نحو ملحوظ قدرة الحزب على القيادة السياسية والتوجيه الفكري والتنظيم الجماهيري والجاذبية الاجتماعية، وظل الحزب على الدوام يحافظ على ارتباطه بجماهير الشعب ارتباط اللحم بالدم، ويتقدم العصر في المسيرة التاريخية التي شهد الوضع العالمي فيها تغيرات عميقة، ويبقى سندا لأبناء الشعب بجميع أنحاء البلاد في المسيرة التاريخية لمواجهة مختلف المخاطر والاختبارات داخل البلاد وخارجها، ويشكل نواة قيادية قوية في المسيرة التاريخية للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها. وازدادت ديناميكية تقدم أبناء الشعب الصيني قوة، وازدادت معنوياتهم الكفاحية علوا، وازدادت ثقتهم بحتمية النصر رسوخا، فانبثق منهم وعي تاريخي أقوى وروح مبادرة أعلى، وتحدو الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني ثقة تامة في دفع تحقيق القفزة العظيمة للأمة الصينية من الوقوف على قدميها ثم تحقيق الثراء وصولا إلى تعزيز قوتها. ويتقدم الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية بصورة معمقة، مما كتب فصلا جديدا بتحقيق المعجزتين العظيمتين المتمثلتين في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأمد، ووفر لتنمية بلادنا أساسا ماديا أكثر متانة وضمانا مؤسسيا أكثر كمالا، وقد دخل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية مسيرة تاريخية لا رجعة فيها. وأظهرت الاشتراكية العلمية حيويتها الجياشة الجديدة بالصين في القرن الـ21، ووفر التحديث الصيني النمط خيارا جديدا للبشرية في تحقيق التحديث، ويستعد الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني لرفد حل المشاكل المشتركة التي تواجه البشرية بمزيد أفضل من الحكمة الصينية والحلول الصينية والقوة الصينية، بغية تقديم إسهامات جديدة أكبر في القضية السامية لسلام وتنمية البشرية.
ثانيا، فتح آفاق جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها
تعتبر الماركسية الأفكار المرشدة الأساسية لنا في بناء الحزب والبلاد والنهوض بهما. وقد أعطت الممارسات إجابات لنا حول: لماذا أضحى الحزب الشيوعي الصيني حزبا كفؤا؟ ولماذا تزدهر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية؟ الجواب في التحليل النهائي هو كفاءة الماركسية، وكفاءة الماركسية المصيننة والمعصرنة. ويكمن السبب الجذري لترسيخ حزبنا إيمانه وعقيدته السياسية وإمساكه بزمام المبادرة باستيعاب قانون التاريخ في الاسترشاد بالنظرية العلمية الماركسية.
ويعد دفع صيننة الماركسية وعصرنتها بمثابة عملية للسعي وراء الحقيقة والكشف عنها وتطبيقها بجدية. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، كانت التغيرات الجديدة في الأوضاع المحلية والدولية والشروط الجديدة للممارسة العملية تطالبنا بإلحاح بالإجابة المتعمقة من حيث الدمج بين النظرية والممارسة على سلسلة من الأسئلة الحيوية والعصرية التي تتعلق بتطوير قضايا الحزب والدولة وقيام الحزب بإدارة شؤون الدولة. وجرؤ حزبنا على الاستكشاف والابتكار النظريين، وعمّق برؤية جديدة كل الجدة فهمَ قانون ممارسة السلطة للحزب الشيوعي وقانون البناء الاشتراكي وقانون تطور المجتمع البشري، وتوصل من ذلك إلى منجزات عظيمة في الابتكار النظري تتجسد رئيسيا في أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. وقد لخص المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب والدورة الكاملة السادسة للجنة الحزب المركزية التاسعة عشرة المضامين الرئيسية لهذه الأفكار بطرح «عشرة إيضاحات» و«التمسك بأمور في أربعة عشر مجالا» و«المنجزات في ثلاثة عشر جانبا»، مما يلزمنا بالتمسك بهذه الأفكار دواما وإثرائها وتطويرها بلا انقطاع.
وأدرك الشيوعيون الصينيون بصورة عميقة أنه لا يمكن الإجابة الصحيحة على أسئلة خطيرة طرحها العصر والممارسة، ولا يمكن الحفاظ إلى الأبد على الحيوية الجياشة والنشاط الوهاج للماركسية، إلا بدمج المبادئ الأساسية للماركسية مع الواقع الملموس الصيني والثقافة التقليدية الصينية الممتازة، والمواظبة على استخدام المادية الجدلية والمادية التاريخية.
ولا بد للتمسك بالماركسية وتطويرها من دمجها في الواقع الملموس الصيني. وظللنا نتمسك باتخاذ الماركسية مرشدا لنا، في سبيل حل مسائل الصين باستخدام وجهة نظرها العلمية إلى العالم ومنهجها العلمي، وليس بهدف حفظ واجترار استنتاجاتها وعباراتها المحددة، وبالأحرى لا يجوز اعتبار الماركسية مذهبا جامدا. ولا بد لنا من مواصلة تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع ومواكبة العصر والتحلي بالواقعية والروح العملية، والمواظبة على الانطلاق من الواقع في كل شيء، والاهتمام بحل المشاكل الواقعية البارزة في عملية الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية في العصر الجديد، للإجابة باستمرار على الأسئلة التي تطرحها الصين والعالم والشعب والعصر، وإعطاء إجابات صحيحة توافق الواقع الصيني ومطالب العصر، والتوصل إلى معرفة علمية متطابقة مع القانون الموضوعي، وبلورة نتائج نظرية مواكبة لتطور العصر، من أجل توجيه الممارسات الصينية على نحو أفضل.
ولا بد للتمسك بالماركسية وتطويرها من دمجها في الثقافة التقليدية الصينية الممتازة. ولا يمكن لشجرة الحقيقة الماركسية أن تنمو بجذورها العميقة وأغصانها المورقة، إلا من خلال ترسيخ جذورها في تربة التاريخ والثقافة الخصبة للصين وللأمة الصينية. وتتحلى الثقافة التقليدية الصينية الممتازة بعمق الينبوع وطول المجرى واتساع المعرفة، وتمثل بلورة حكمة الحضارة الصينية التي تنطوي على مفاهيم مثل «العالم ملك للجميع» و«الشعب أساس الدولة» و«حوكمة البلاد بالفضيلة» و«الإصلاح والتجديد» و«تعيين الأشخاص بناء على الجدارة مهما كانت مناشئهم» و«الانسجام بين الطبيعة والإنسان» و«السعي المتواصل لتحسين الذات» و«ذوو الأخلاق النبيلة قادرون على تحمل المهام السامية» و«الالتزام بالعهود ودراسة طريقة التعايش الوئامي» و«كسب ود الجيران والتصادق مع الدول المجاورة» وغيرها من المفاهيم التي كانت تجسيدا مهما للنظرة الكونية والنظرة إلى العالم والنظرة المجتمعية والنظرة الأخلاقية التي كونها الشعب الصيني من خلال معيشته وإنتاجه عبر مراحل زمنية طويلة، وهناك درجة عالية من التوافق بين هذه المفاهيم ومبادئ مفهوم قيم الاشتراكية العلمية. وعليه، يلزمنا ترسيخ الثقة الذاتية بتاريخنا وثقافتنا، والتمسك بمبدأ «جعل الماضي يخدم الحاضر وجعل الجديد ينبثق من القديم»، والعمل على ربط جوهر أفكار الماركسية بخلاصة الثقافة التقليدية الصينية الممتازة وتحقيق التكامل بينه وبين مفهوم القيم المشتركة الذي تستفيد منه جماهير الشعب يوميا بصورة تلقائية، وذلك في سبيل منح الخصائص الصينية الواضحة للنظريات العلمية باستمرار، والتوطيد المتواصل للأساس التاريخي والآخر الجماهيري لصيننة الماركسية وعصرنتها، بهدف جعل الماركسية تتجذر في أعماق تربة المجتمع الصيني.
ولا توجد للممارسة نهاية وكذلك ليست للابتكار النظري نهاية. وتعد كتابة صفحات جديدة بصورة متواصلة لصيننة الماركسية وعصرنتها هي المسؤولية التاريخية المهيبة للشيوعيين الصينيين في العصر الحالي. ويحتاج الدفع المطرد للابتكار النظري المبني على أساس الممارسة، أولا إلى استيعاب وجهة النظر إلى العالم والمنهج العلمي لأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو جيد، وإتقان التمسك بالمواقف ووجهات النظر والأساليب السائدة فيها وإتقان تطبيقها.
ولا بد من المثابرة على وضع الشعب فوق كل شيء. تعتبر الشعبية الصفة الجوهرية للماركسية، ونشأت نظريات الحزب الشيوعي الصيني من الشعب وتخدمه وتسعده، إذن، تعد ممارسات الشعب الإبداعية بمثابة منبع لا ينضب للابتكار النظري. وستصبح كل النظريات ضعيفة بلا جدوى إذا كانت بعيدة عن الشعب، كما أنها ستفقد حيويتها إذا لم تسع لسعادة الشعب. وينبغي لنا الوقوف دائما إلى جانب الشعب واستيعاب رغبة أبنائه واحترام ابتكاراتهم وبلورة حكمتهم، لتشكيل نظريات مرغوب فيها ومعترف بها من قبل الشعب ومملوكة له، مما يجعلها السلاح الفكري القوي الذي يرشد الشعب في معرفة العالم وتغييره.
ولا بد من المثابرة على الثقة بالنفس والاعتماد الذاتي. لم يعتمد الشعب الصيني والأمة الصينية في مسيرتهما للخلاص من الشقاء الخطير منذ العصر الحديث والاتجاه نحو الآفاق المشرقة للنهضة العظيمة لم يعتمدا قط على كتب مرجعية، ولا أجوبة جاهزة. وليس الطريق الناجح لكفاح حزبنا الممتد لمائة سنة سوى طريق استكشفه وشقه الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني بصورة مستقلة، حيث ظهر الفصل الصيني من الماركسية إلى الوجود عبر ممارسات الشيوعيين الصينيين بالاعتماد على قواهم الذاتية، والنقطة الأساسية التي تسود هذا الفصل الصيني هي أن أسئلة الصين لا بد من إجابة الصينيين عليها بأنفسهم انطلاقا من ظروف البلاد الأساسية. ويتعين علينا التمسك بالإيمان الراسخ بالماركسية والاعتقاد الثابت بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتقوية الثقة الذاتية بطريقها ونظريتها ونظامها وثقافتها، والتحلي بروح تحمل المسؤولية التاريخية وبروح الإبداع لتقديم إسهامات جديدة لتطوير الماركسية بنشاط أكثر، ولا يمكن تحقيق ذلك بالجمود والانغلاق والتحجر الفكري، بل ولن يُكتَب النجاح لمحاكاة نظام ونمط الآخرين واستنساخ التجارب الأجنبية عشوائيا.
ولا بد من التمسك بالأصل مع الابتكار. إن ما نمارسه هو القضية العظيمة التي لا مثيل لها في التاريخ، لذا يجب علينا التمسك بالأصل تجنبا للضلال ولارتكاب أخطاء هدامة، والمواظبة على الابتكار حتى نكون قادرين على مواكبة العصر وتوجيهه. وينبغي لنا التعامل مع العلوم بموقف علمي والسعي وراء الحقيقة بروح الصدق، والمثابرة على المبادئ الأساسية للماركسية بثبات والتمسك بقيادة الحزب الشاملة بلا تردد والتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية على نحو لا يتزعزع، ومتابعة خطى تقدم العصر عن كثب، ومواكبة تطور الممارسات، والتعامل مع كافة الأشياء الجديدة بحماس تام، والاستمرار في توسيع المعرفة أفقيا ورأسيا، والجرأة على الإدلاء بأقوال جديدة لم تقل من قبل، والإقدام على القيام بأفعال لم يقم بها أحد في الماضي، وإرشاد الممارسات الجديدة بالنظريات الجديدة.
ولا بد من التمسك باتجاه حل المسائل. تعكس المسائل صوت العصر، فتمثل الإجابة عليها وتوجيه حلها المهمة الأساسية للنظريات. وفي الوقت الراهن، نواجه مسائل يزداد مدى تعقيدها وصعوبة حلها بشكل ملحوظ، بما يضفي مطالب جديدة كل الجدة على الابتكار النظري. وعليه، يتعين علينا تعزيز الوعي باكتشاف المشاكل، وتسليط الضوء على مشاكل جديدة تواجهها الممارسات وأخرى عميقة الأبعاد يتطرق إليها الإصلاح والتنمية والاستقرار والمشاكل المستعجلة والمستعصية التي تشكو منها جماهير الشعب وتترقب حلها بسرعة والمسائل الخطيرة المتعلقة بالمتغيرات الدولية والمسائل البارزة التي يواجهها البناء الحزبي، ومواصلة طرح مفاهيم وأفكار وطرق جديدة من شأنها أن تحل المسائل والمشاكل فعليا.
ولا بد من المثابرة على الفكر المنهجي. تترابط كل الأشياء بالعالم ويعتمد بعضها على بعض. ولا يمكن استيعاب قانون تطور الأشياء، إلا من خلال رؤيتها بوجهات النظر العامة والشاملة والمنهجية والمتطورة والمتغيرة. وما زالت بلادنا دولة نامية كبيرة في المرحلة الأولية من الاشتراكية، وتمر حاليا بتغييرات اجتماعية واسعة وعميقة، حيث ظل العمل في دفع الإصلاح والتنمية وتعديل العلاقات المصلحية يؤثر دوما على الوضع الكلي. ولذا، يجب علينا البراعة في إدراك الواقع بواسطة التاريخ ومعرفة الجوهر من خلال المظاهر الخارجية، والمعالجة الجيدة للعلاقات بين الوضع العام والوضع الجزئي وبين الحاضر والمستقبل وبين الإجمال والتفصيل وبين التناقضات الرئيسية والثانوية وبين العام والخاص، وتقوية باطراد قدرتنا على التفكير الإستراتيجي والتاريخي والجدلي والمنهجي والابتكاري والتفكير الخاص بحكم القانون وبالخط الأدنى، وذلك في سبيل تقديم أساليب أيديولوجية علمية للتفكير الاستشرافي والتخطيط المتعلق بالوضع الكلي والدفع الشامل لشتى مشاريع الحزب والبلاد.
ولا بد من الالتزام بوضع العالم ككل في اعتبارنا. ظل الحزب الشيوعي الصيني حزبا يسعى لتحقيق سعادة الشعب الصيني ولنهضة الأمة الصينية، وكذلك لدفع تقدم البشرية وتحقيق تناغم العالم ككل. ويتوجب علينا زيادة رؤيتنا للعالم اتساعا، واستكشاف تيار تقدم وتطور البشرية بصورة متعمقة، والاستجابة بنشاط للشواغل العامة لشعوب مختلف البلدان، وتقديم إسهامات لحل المسائل المشتركة التي تواجهها البشرية، والاستفادة من كافة المكاسب الحضارية الممتازة للبشرية واستيعابها بصدر رحب على غرار محيط يستقبل كل الأنهار، من أجل دفع بناء عالم أفضل.
ثالثا، رسالة ومهمة الحزب الشيوعي الصيني في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد
من الآن فصاعدا، صارت المهمة المحورية للحزب الشيوعي الصيني هي الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقيادتهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وتحقيق هدف الكفاح الواجب إنجازه عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط.
وعلى أساس الاستكشافات والممارسات الطويلة الأمد فيما بعد تأسيس الصين الجديدة وخاصة منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح، وبفضل الاختراقات الابتكارية نظريا وتطبيقيا التي تحققت بعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، قد نجح حزبنا في دفع التحديث الصيني النمط وتطويره.
والتحديث الصيني النمط هو التحديث الاشتراكي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، فهو يتسم بالصفات المشتركة للتحديث في مختلف البلدان، ويتميز على وجه الخصوص بالخصائص الصينية القائمة على ظروف الصين الواقعية.
التحديث الصيني النمط هو تحديث يغطي حجما سكانيا هائلا. وبعد دخول 1,4 مليار ونيف من سكان بلادنا بأسرهم في المجتمع الحديث، يتجاوز حجمه السكاني مجموع تعداد سكان البلدان المتطورة حاليا، فمن البديهي أن مدى المشقة والتعقيد لتحقيق هذا التحديث لم يسبق له مثيل، كما من المحتم أن طرق تطوره وأساليب دفعه تتصف بميزاتها الخاصة. ونتمسك على الدوام بالتفكير في المسائل وتبني القرارات وتصريف الأمور انطلاقا من ظروف بلادنا الواقعية، وعدم التطلع إلى ما فوق القدرة وعدم التشبث بالأساليب القديمة، والحفاظ على الصبر برؤية تاريخية، والمواظبة على إحراز التقدم من خلال الحفاظ على الاستقرار والتقدم بانتظام تدريجيا والدفع المتواصل إلى الأمام.
التحديث الصيني النمط هو تحديث يتمتع فيه أبناء الشعب كافة برخاء مشترك. يعد تحقيق الرخاء المشترك المطلب الجوهري للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، كما أنه عملية تاريخية طويلة. ونثابر على اعتبار تحويل تطلع الشعب لحياة جميلة إلى واقع نقطة بداية وهدفا نهائيا لبناء التحديثات، وتركيز الجهود على حماية ودفع العدالة والإنصاف الاجتماعيين، والإسراع بتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب، للحيلولة بحزم دون اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
التحديث الصيني النمط هو تحديث يحقق التوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية. يمثل التمتع بالوفرة المادية والثراء المعنوي المطلب الأساسي للتحديث الاشتراكي. ولا يمثل الفقر المادي والفراغ المعنوي الاشتراكية. وسنواصل توطيد الأساس المادي للتحديث وتحسين الظروف المادية للحياة السعيدة لأبناء الشعب، كما سنعمل بقوة على تطوير الثقافة المتقدمة الاشتراكية، وتعزيز التوعية بالمثل العليا والعقيدة السياسية، وتوريث حضارة الأمة الصينية، ودفع تحقيق الوفرة الشاملة ماديا والتطور الشامل بشريا.
التحديث الصيني النمط هو تحديث يتعايش فيه الإنسان والطبيعة بانسجام ووئام. يشكل الإنسان والطبيعة مجموعة حياة مشتركة، ومن المحتم أن الأخذ بلا نهاية من الطبيعة بل تخريبها سيؤدي إلى تعريض الإنسان لانتقام من الطبيعة. وسنواظب على التنمية المستدامة، ونتمسك بمبدأ «منح الأسبقية للترشيد والحماية واتخاذ التعافي الطبيعي أساسا»، ونحمي الطبيعة والبيئة الإيكولوجية على غرار حماية أعيننا، ونسلك طريق التنمية المتحضرة المتميزة بنمو الإنتاج ورخاء المعيشة وحسن البيئة الإيكولوجية بثبات لا يتزعزع، بغية تحقيق التنمية المستدامة للأمة الصينية.
التحديث الصيني النمط هو تحديث يسلك طريق التنمية السلمية. لن تسلك بلادنا ذلك الطريق القديم الذي كان بعض البلدان قد سلكه لتحقيق تحديثه عبر أساليب مثل الحرب والاستعمار والنهب، إذ أن ذلك الطريق القديم الذي يضر بالآخرين لأجل المصلحة الذاتية ويمتلئ بالدماء والجرائم قد جلب شقاء خطيرا على شعوب الدول النامية الغفيرة. ونعتزم الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ وإلى جانب تقدم الحضارة البشرية، ورفع راية السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك عاليا، سعيا وراء التنمية الذاتية لبلادنا من خلال حماية السلام والتنمية في العالم بحزم، ودفع حمايتهما نحو أفضل بتنميتنا الذاتية.
وتتمثل المطالب الجوهرية للتحديث الصيني النمط فيما يلي: التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتحقيق التنمية العالية الجودة، وتطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية، وإثراء محتوى العالم الداخلي للشعب، وتحقيق الرخاء المشترك لأبناء الشعب كافة، وتعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، والمضي قُدما في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وخلق شكل جديد من الحضارة البشرية.
وسوف ينجز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل طبقا للترتيبات الإستراتيجية العامة على خطوتين: الأولى من عام 2020 إلى عام 2035، سيتحقق فيها التحديث الاشتراكي من حيث الأساس؛ والثانية من عام 2035 حتى منتصف القرن الحالي، سوف ينجز فيها بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة.
والهدف العام لتنمية بلادنا بنهاية عام 2035، هو أن تشهد القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية والقوة الوطنية الشاملة لبلادنا طفرة كبرى، ويزداد معدل نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بدرجة كبيرة جديدة ليصل إلى مستوى الدول المتوسطة التقدم؛ ويتحقق الاعتماد على الذات وتقويتها على مستوى عالٍ في مجال العلوم والتكنولوجيا، حتى تنضم بلادنا إلى مقدمة ركب الدول المبتكرة؛ وينجز إنشاء منظومة اقتصادية حديثة، ويتشكل نمط تنموي جديد، ويتحقق من حيث الأساس التصنيع والمعلوماتية والحضرنة والتحديث الزراعي من الطراز الجديد؛ ويتحقق من حيث الأساس تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها، ويتوطد نظام الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية على نحو أكثر، ويُنجز بشكل أساسي بناءُ الدولة والحكومة والمجتمع الخاضعة جميعا لحكم القانون؛ وتبنى الدولة القوية من حيث التعليم والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء والثقافة والرياضة البدنية ويتم بناء الصين الصحية وتزداد القوة الناعمة الثقافية الوطنية بشكل ملحوظ؛ وتصبح حياة الشعب أكثر سعادة وجمالا، ويرتفع معدل نصيب الفرد من دخل السكان القابل للصرف إلى درجة جديدة مرة أخرى، وتزداد نسبة الفئة المتوسطة الدخل بوضوح، ويتحقق تكافؤ الحصول على الخدمات العامة الأساسية، وتتوفر الظروف المعيشية الحديثة في الريف من حيث الأساس، ويحافظ المجتمع على الاستقرار الطويل الأمد، ويشهد التطور الشامل للإنسان والرخاء المشترك لكافة أبناء الشعب تقدما جوهريا أوضح؛ ويتشكل نمط الإنتاج والحياة الصديق للبيئة على نطاق واسع، وتنخفض انبعاثات الكربون من خلال الحفاظ على الاستقرار بعد بلوغها قمة ذروتها، وتتحسن البيئة الإيكولوجية بصورة جذرية، ويتحقق من حيث الأساس هدف بناء الصين الجميلة؛ وتتعزز منظومة الأمن القومي وقدرته على نحو شامل، ويتحقق تحديث الدفاع الوطني والجيش بشكل أساسي.
وعلى أساس تحقيق التحديث عموما، ينبغي لنا مواصلة الكفاح سعيا وراء بناء بلادنا دولة اشتراكية حديثة قوية في مقدمة دول العالم من حيث القوة الوطنية الشاملة والتأثير الدولي عند حلول أواسط القرن الحالي.
وتشكل السنوات الخمس المقبلة مرحلة حاسمة من بدء بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وتتمثل أهدافها ومهامها الرئيسية فيما يلي: تحقيق اختراقات جديدة في التنمية العالية الجودة اقتصاديا، وترقية مقدرة الاعتماد على الذات وتقويتها في مجال العلوم والتكنولوجيا بوضوح، وإحراز تقدم مهم في مجال إنشاء نمط تنموي جديد وبناء منظومة اقتصادية حديثة؛ والتقدم بخطوات جديدة في الإصلاح والانفتاح، ودفع تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها قُدما بشكل معمق، وتعزيز استكمال نظام اقتصاد السوق الاشتراكي، وتشكيل نظام جديد للاقتصاد المفتوح على مستوى أعلى من حيث الأساس؛ وزيادة الارتقاء بمستوى مأسسة الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية ومعايرتها وبرمجتها، وتعزيز استكمال منظومة حكم القانون للاشتراكية ذات الخصائص الصينية؛ وجعل الحياة الثقافية المعنوية للشعب تزداد ثراء، وتقوية تماسك الأمة الصينية وتأثير الثقافة الصينية باطراد؛ وتحقيق مواكبة زيادة دخل السكان النموَ الاقتصادي عموما، والتزامن بين ازدياد مكافآت العمل وارتفاع إنتاجيته من حيث الأساس، ورفع مستوى تكافؤ الخدمات العامة الأساسية بشكل ملحوظ، وتطوير نظام الضمان الاجتماعي المتعدد المستويات ليصبح أكثر استكمالا؛ وتحسين البيئات المعيشية لسكان الحضر والريف بوضوح، وتحقيق إنجازات ملموسة في بناء الصين الجميلة؛ وتوطيد الأمن القومي على نحو متزايد، وإحراز هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه عام 2027 في الموعد المحدد، ودفع بناء الصين الآمنة بخطوات راسخة؛ ومواصلة رفع مكانة الصين وتأثيرها دوليا، وتوسيع دورها في الحوكمة العالمية.
ويعد بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل قضية عظيمة وشاقة، وله مستقبل مشرق، وأمامه شوط بعيد. وفي الوقت الحاضر، تتسارع وتيرة التغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ قرن، وتتطور الجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتغيير الصناعي بشكل معمق، ويُجرَى تعديل عميق في ميزان القوى الدولية، وتواجه تنمية بلادنا فرصا إستراتيجية جديدة. وفي الوقت نفسه، تشكل جائحة القرن تأثيرا بعيد المدى، ويتصاعد الاتجاه الفكري المعاكس للعولمة، وتتعاظم الأحادية والحمائية على نحو جلي، ويفتقر التعافي الاقتصادي العالمي إلى الزخم المطلوب، ويتكرر حدوث النزاعات المحلية والاضطرابات في بعض المناطق، وتتفاقم المشاكل العالمية، بحيث دخل العالم إلى مرحلة جديدة من الاضطراب والتغيير. وبينما يواجه وضع الإصلاح والتنمية وضمان الاستقرار داخل بلادنا عددا ليس بالقليل من التناقضات العميقة الأبعاد التي لا يمكن تجنبها أو التهرب منها، ويواجه بناء الحزب، خاصة بناء أسلوب عمله والحكم النزيه ومكافحة الفساد، عددا ليس ضئيلا من المشاكل التي يصعب حلها ويكثر ظهورها، وقد يُشهد تصعيد في أفعال المواجهة والضغوط والاحتواء من الخارج في أية لحظة. وقد دخلت تنمية بلادنا مرحلة تتعايش فيها الفرص الإستراتيجية والمخاطر والتحديات وتزداد فيها عوامل عدم اليقين وأخرى يتعذر توقُعها، وقد تقع حوادث «البجعة السوداء» و«وحيد القرن الرمادي» في أي وقت. ويتعين علينا تعزيز الوعي حيال التطورات الفجائية، والتمسك بوضع أسوأ السيناريوهات في اعتبارنا، وضمان الحفاظ على اليقظة بشأن الخطر في أيام السلام، واتخاذ الاحتياطات اللازمة مبكرا، والاستعداد لمواجهة اختبارات خطيرة متنوعة. وفي طريق التقدم إلى الأمام، لا بد لنا من الالتزام بقوة بالمبادئ المهمة التالية:
التمسك بقيادة الحزب الشاملة وتعزيزها. ضرورة حماية سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها الممركزة والموحدة بحزم، وتجسيد قيادة الحزب في كافة المجالات والنواحي والحلقات الخاصة بقضايا الحزب والدولة، ليظل الحزب الركيزة الأكثر موثوقية لجميع أبناء الشعب في أوقات الشدة، ويضمن الاتجاه الصائب لبناء التحديثات الاشتراكية لبلادنا، ويكفل امتلاكَه التماسك السياسي الجبار والثقة الذاتية بالتنمية خلال عملية التضامن والكفاح، ويحشد قوة هائلة للاتحاد على قلب رجل واحد في سبيل التغلب معا على الصعوبات الحالية.
التمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. ضرورة اعتبار البناء الاقتصادي محورا لكل أعمالنا، والتمسك بالمبادئ الأساسية الأربعة والإصلاح والانفتاح والاستقلال والاعتماد على النفس، والتمسك بطريقنا وإرادتنا الأصليين، دون السير على الطريق القديم المتسم بالانغلاق والتحجر الفكري ولا طريق الضلال المتمثل في تغيير الراية، والالتزام بإرساء تنمية الدولة والأمة على قاعدة القوة الذاتية، وإمساكِ الشعب الصيني مصير تطور بلاده وتقدمها في أيديه بقوة دائما.
التمسك بالفكر التنموي المتمحور حول الشعب. ضرورة حماية مصالح الشعب الأساسية، وزيادة رفاهيته، ومواصلة تحقيق التنمية لأجل الشعب وبالاعتماد عليه ولتمتعه بثمارها، وجعل منجزات بناء التحديثات تفيد جميع أبناء الشعب على نحو أكثر وفرة وعدالة.
التمسك بتعميق الإصلاح والانفتاح. ضرورة دفع الإصلاح والابتكار على نحو معمق، وتوسيع نطاق الانفتاح بثبات لا يتزعزع، وبذل جهود حثيثة لإزالة الحواجز العميقة الجذور الناتجة عن الأنظمة والآليات، ومواصلة إظهار أوجه تفوق نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وزيادة القوة المحركة لبناء التحديثات الاشتراكية وحيويته باستمرار، وتحويل مجالات تفوق أنظمة بلادنا إلى فعاليات لحكم الدولة على نحو أفضل.
التمسك بتطوير روح النضال. ضرورة تعزيز طموح جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب من مختلف قومياتهم في كل البلاد وإبائهم وثقتهم، وتحليهم بروح عدم الرضوخ للأشرار وعدم الاستكانة للتخويف بالشياطين والضغوط الخارجية، والتقدم لمواجهة المشاكل رغم معرفة صعوبتها، والتخطيط الشامل لقضيتي التنمية والأمن، وبذل كل ما في وسعنا لتذليل المصاعب والتحديات بشتى أنواعها في طريق تقدمنا إلى الأمام، والاعتماد على النضال الصلد لفتح آفاق جديدة لتطوير أعمالنا.
أيها الرفاق
أصبحنا اليوم أكثر اقترابا من تحقيق هدف النهضة العظيمة للأمة الصينية، وأكثر ثقة وقدرة على ذلك من أية مرحلة في التاريخ، وفي الوقت نفسه، يجب علينا الاستعداد لبذل جهود أعظم وأكثر مشقة. وينبغي للحزب كله ترسيخ الثقة والتقدم بهمة وعزم، والمبادرة إلى معرفة التغيرات والتكيف معها وطلبها بصورة استباقية، والمبادرة إلى درء المخاطر ونزع فتيلها، من أجل إحراز انتصارات جديدة في بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل باستمرار.
رابعا، تسريع إنشاء نمط تنموي جديد وتركيز الجهود على دفع التنمية العالية الجودة
تمثل التنمية العالية الجودة المهمة الأكثر أهمية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. وتعد التنمية أول أمر مهم للحزب في ممارسة الحكم والنهوض بالبلاد. وفي حالة عدم وجود القاعدة المادية والتقنية المتينة، يستحيل علينا إنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل. لذا، فلا بد لنا من تطبيق الفكر التنموي الجديد بصورة كاملة وسديدة وشاملة، والتمسك باتجاه الإصلاح في اقتصاد السوق الاشتراكي والانفتاحِ العالي المستوى على الخارج، وتعجيل إنشاء نمط تنموي جديد يتخذ الدورة الاقتصادية الكبرى المحلية قواما له ويتميز بالتعزيز المتبادل بين الدورتين الاقتصاديتين المحلية والدولية.
ويتعين علينا التمسك باتخاذ دفع التنمية العالية الجودة موضوعا رئيسيا، والدمج العضوي بين تنفيذ إستراتيجية توسيع الطلب المحلي وتعميق الإصلاح الهيكلي لجانب العرض، وزيادة القوة المحركة المولدة داخليا للدورة الاقتصادية الكبرى المحلية وموثوقيتها، وترقية جودة الدورة الاقتصادية الدولية ومستواها، وتسريع بناء المنظومة الاقتصادية الحديثة، وتركيز الجهود على زيادة الإنتاجية الشاملة العناصر، والسعي بجد لرفع مرونة سلاسل الصناعة والتوريد ومستوى سلامتها، وتكثيف الجهود لتعزيز التنمية الاندماجية بين الحضر والريف والتنمية المنسقة بين الأقاليم، ودفع تحقيق الارتقاء النوعي الفعال والنمو الكمي المعقول اقتصاديا.
(1) بناء نظام اقتصاد سوق اشتراكي رفيع المستوى. سوف نتمسك بالنظام الاقتصادي الأساسي الاشتراكي ونكمله، ونعمل على نحو لا يتزعزع في توطيد وتطوير اقتصاد القطاع العام وتشجيع ودعم وإرشاد تنمية اقتصاد القطاع غير العام، ونظهر الدور الحاسم للسوق في تخصيص الموارد بصورة تامة، ونذكي دور الحكومة بشكل أفضل. وسنعمق إصلاح الأصول المملوكة للدولة والمؤسسات الحكومية، ونسرع تحسين التخطيط والتعديل الهيكلي لقطاع الاقتصاد العام، لدفع صيرورة رؤوس الأموال والمؤسسات الحكومية أقوى وأفضل وأكبر، وتعزيز القدرة التنافسية المحورية للمؤسسات. وسوف نعمل على تحسين بيئة تنمية المؤسسات غير الحكومية وحماية حقوق ملكيتها وحقوق ومصالح رجال الأعمال وفقا للقانون، بهدف تحفيز تنمية الاقتصاد غير الحكومي وتقويته. وسنكمل نظام المؤسسات الحديثة ذا الخصائص الصينية، وننمي روح ريادة الأعمال، ونعجل وتيرة بناء مؤسسات من الدرجة الأولى عالميا، بالإضافة إلى دعم تنمية المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر. وسوف نسعى إلى تعميق الإصلاحات في تبسيط الإجراءات الإدارية وتخويل الصلاحيات للسلطات المحلية والجمع بين التخويل والسيطرة وتحسين الخدمات. وننشئ سوقا كبيرة موحدة وطنية، ونعمق الإصلاحات المستندة إلى السوق للعناصر الرئيسية، ونبني منظومة أسواق عالية المستوى. وسنكمل النظام الأساسي لاقتصاد السوق بما فيه حماية حقوق الملكية والسماح بالنفاذ إلى الأسواق والمنافسة العادلة والائتمان الاجتماعي، ونحسن بيئة الأعمال التجارية. وسوف نعمل على توطيد نظام حوكمة الاقتصاد الكلي، وإظهار الدور التوجيهي الإستراتيجي للخطط التنموية الوطنية، وتعزيز التنسيق والتوفيق بين السياسة المالية والأخرى النقدية، وتوجيه الجهود نحو توسيع الطلب المحلي، وتقوية الدور الأساسي للاستهلاك في التنمية الاقتصادية والدور الحاسم للاستثمار في تحسين هيكل العرض. وسنعزز نظام إدارة الميزانية الحديثة، ونحسن هيكل النظام الضريبي ونكمل منظومة المدفوعات التحويلية المالية. وسوف نسعى إلى تعميق إصلاح النظام المالي، وإنشاء نظام بنك مركزي حديث، وتشديد الرقابة المالية الحديثة وتحسينها، وتقوية منظومة ضمان الاستقرار المالي، وإدراج كافة الأنشطة المالية بشتى أنواعها ضمن الرقابة وفقا للقانون، والالتزام بالخط الأدنى لمنع نشوء أي مخاطر نظامية. وسنوطد وظائف سوق رأس المال، ونرفع نسبة الأموال المدبرة مباشرة. ونشدد مكافحة الاحتكار والمنافسة غير العادلة، ونحطم الحمائية المناطقية والاحتكار الإداري، ونعاير ونوجه التطور السليم لرأس المال وفقا للقانون.
(2) بناء نظام صناعي حديث. سوف نتمسك بتركيز جهود تنمية الاقتصاد على الاقتصاد الحقيقي، وندفع عملية التصنيع من الطراز الجديد، ونسرع بناء دولة قوية من حيث التصنيع والجودة وطيران الفضاء والنقل والخدمات السيبرانية إضافة إلى بناء الصين الرقمية. وسننفذ مشاريع إعادة بناء الأساس الصناعي ومشاريع تسوية المشاكل المستعصية المتعلقة بالمعدات التكنولوجية الرئيسية، ونقدم دعما لتنمية المؤسسات التي تتحلى بصفات «التخصص والدقة والتميز والحداثة»، وندفع تنمية قطاع التصنيع ليصبح أكثر تطورا وذكاء وملاءمة للبيئة. ونوطد المكانة الرائدة للصناعات المتفوقة، ونسرع خطوات إصلاح الحلقات الضعيفة في المجالات ذات الصلة بالتنمية الآمنة، ونعزز القدرة على ضمان إمدادات الموارد الإستراتيجية. وسوف نمضي قُدما في تطوير المجمعات المتكاملة من الصناعات الناشئة الإستراتيجية، وننشئ مجموعة من محركات النمو الجديدة بما فيها جيل جديد من تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الأحيائية والطاقة الجديدة والمواد الجديدة والتجهيزات الراقية والصناعات الخضراء والصديقة للبيئة. ونشكل منظومة جديدة لقطاع الخدمات الممتازة والعالية الفعالية، وندفع الاندماج العميق بين قطاع الخدمات الحديثة وقطاع التصنيع المتقدم والزراعة الحديثة. وسنعمل على تسريع تطوير شبكة إنترنت الأشياء، وبناء منظومة التوزيع السلس والعالي الكفاءة مع خفض التكاليف اللوجستية. ونعجل وتيرة تنمية الاقتصاد الرقمي، ونشجع الاندماج العميق بين الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الحقيقي، ونؤسس مجمعات للصناعات الرقمية ذات القدرة التنافسية الدولية. وسوف نحسن مرافق البنية التحتية من حيث التوزيع والهياكل والوظائف وتكامل الأنظمة، وننشئ منظومة من مرافق البنية التحتية الحديثة.
(3) دفع عملية النهوض بالأرياف قُدما على نحو شامل. في أثناء بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، ما زالت المهام الأكثر مشقة وثقلا توجد في المناطق الريفية. وسنتمسك بمنح الأولوية لتنمية الزراعة والمناطق الريفية، ونثابر على التنمية المتكاملة بين الحضر والريف، ونسهل تدفقات عناصر الإنتاج فيما بينهما. وسوف نكثف الجهود الرامية لبناء الصين لتصبح دولة قوية زراعيا، ونتخذ الإجراءات الملموسة والفعالة للنهوض بالأرياف في مجالات الصناعات والمواهب والثقافة والبيئة والتنظيمات. وسنعمل على تمتين أساس الأمن الغذائي من جميع الأوجه، ونطبق بشكل شامل نظام المسؤولية المشتركة للجان الحزب والحكومات المحلية عن ضمان الأمن الغذائي، وندافع بكل حزم عن الخط الأحمر المتمثل في 120 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، ونحول جميع الحقول الزراعية الأساسية الدائمة إلى حقول عالية المعايير بشكل تدريجي، ونعمق تنفيذ مبادرة النهوض بقطاع إكثار البذور، ونوفر مزيدا من الدعم العلمي والتكنولوجي والتجهيزي في الزراعة، ونكمل آلية تأمين دخل الفلاحين من زراعة الحبوب الغذائية وآلية دعم المناطق الرئيسية المنتجة للحبوب، سعيا لضمان أن يبقى مورد غذاء الصينيين ثابتا في أيديهم. وسنتبنى نهجا أوسع لتنمية الأغذية، وننمي الزراعة المحمية، سعيا لتشكيل منظومة إمداد غذائي متعدد المصادر. وسندعم الصناعات الريفية المتميزة لتنويع الفرص أمام الفلاحين لزيادة الدخل وتحقيق الثراء. وسوف نوطد ونوسع نتائج التغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر، ونعزز الزخم التنموي المولد داخليا للمناطق والجماهير التي تخلصت من الفقر. وسنحسن توزيع المرافق الأساسية والخدمات العامة بالمناطق الريفية وفقا لخطط شاملة، سعيا لجعل القرى جميلة منسجمة وملائمة للمعيشة وريادة الأعمال. وسوف نوطد ونحسن النظام الأساسي لإدارة الأعمال في الأرياف، ونطور الاقتصاد الجماعي الريفي من الطراز الجديد، وننمي كيانات الأعمال الزراعية الجديدة النمط والخدمات التجارية ونساند أشكال الأعمال الزراعية ذات الحجم المناسب. وسنعمق إصلاح نظام الأراضي الريفية ونمنح الفلاحين قدرا أوفر من الحقوق والمصالح فيما يتعلق بالممتلكات. وسوف نضمن الحقوق والمصالح المشروعة المتعلقة بالأراضي للفلاحين المقيمين في المدن، مع تشجيع نقل تلك الحقوق والمصالح نظير مقابل مالي طواعية وفقا للقانون. وسنحسن نظام دعم وحماية الزراعة ونكمل منظومة الخدمات المالية في المناطق الريفية.
(4) تعزيز التنمية الإقليمية المنسقة. من الضروري أن نعمق تنفيذ إستراتيجية التنمية الإقليمية المنسقة والإستراتيجيات الإقليمية المهمة وإستراتيجية المناطق الوظيفية الرئيسية وإستراتيجية الحضرنة الجديدة النمط، ونحسن التوزيع الجغرافي للقوى الإنتاجية الرئيسية، ونشكل توزيعا اقتصاديا إقليميا ونظاما لاستخدامات الأراضي يحققان تكامل المزايا والتنمية العالية الجودة. وفي هذا الصدد، سوف ندفع عجلة التنمية الكبرى بالمناطق الغربية لتشكيل وضع جديد، وندفع عملية النهوض الشامل بالمناطق الشمالية الشرقية لتحقيق اختراقات جديدة، ونحفز المناطق الوسطى لتسريع وتيرة النهوض، ونشجع المناطق الشرقية على تسريع خطوات التحديث. وندعم أيضا المناطق الثورية القديمة والمناطق المأهولة بأبناء الأقليات العرقية في تسريع عجلة التنمية، ونعزز بناء المناطق الحدودية، وندفع قُدما أعمال النهوض بالمناطق الحدودية وإثراء سكانها ودعم استقرارها. كما ندفع قُدما التنمية التعاونية لمنطقة بكين - تيانجين – خبي وتنمية الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي والتنمية التكاملية لدلتا نهر اليانغتسي، ونعزز الحماية الإيكولوجية والتنمية العالية الجودة في حوض النهر الأصفر. وسنبني منطقة شيونغآن الجديدة حسب معايير رفيعة وبجودة عالية، وندفع بناء دائرة تشنغدو- تشونغتشينغ الاقتصادية. وسوف نكمل نظام المناطق الوظيفية الرئيسية ونحسن التخطيط التنموي للأراضي. وسنمضي قُدما في عملية الحضرنة الجديدة النمط مع اتخاذ الإنسان محورا لها، ونسرع عملية توطين السكان المنتقِلين من القطاع الزراعي إلى الحضر. وسوف ننشئ نمطا من التنمية المنسقة بين المدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة بالارتكاز على التجمعات الحضرية ودوائر المدن الكبرى، ونعزز التوسع الحضري مع التركيز على حواضر المحافظات. وانطلاقا من مبدأ «المدينة الشعبية يبنيها أهلها، فتخدمهم»، سنرتقي بمستوى التخطيط والبناء والحوكمة للمدن، ونسرع تحويل نمط التنمية للمدن العملاقة والفائقة الحجم، وننفذ مبادرة التجديد الحضري، ونعزز تشييد البنية التحتية في المدن لتكون مدنا مرنة ذكية وملائمة للمعيشة. وعلاوة على ذلك، سوف نعمل على تنمية الاقتصاد البحري وحماية البيئة الأحيائية للبحار وتسريع بناء الصين لتصبح دولة قوية بحريا.
(5) الدفع قُدما بالانفتاح العالي المستوى على الخارج. استنادا إلى تفوق السوق الواسعة النطاق للغاية في بلادنا، سنعمل على اجتذاب الموارد وعناصر الإنتاج العالمية إليها عبر الدورة الاقتصادية الكبرى المحلية، وتعزيز تأثير التفاعل بين السوقين المحلية والدولية وبين الموارد الداخلية والخارجية، والارتقاء بنوعية ومستوى التعاون التجاري والاستثماري. وسوف نمضي بخطى ثابتة في توسيع الانفتاح المؤسسي الذي يشمل القواعد واللوائح والإدارة والمعايير. ونحفز تطوير تجارة السلع وترقيتها، وننمي تجارة الخدمات بآليات مبتكرة، ونساند التجارة الرقمية، ونسرع بناء الصين لتصبح دولة قوية تجاريا. وسنقلص القائمة السلبية للسماح بنفاذ الاستثمارات الأجنبية إلى السوق المحلية بشكل مناسب، ونحمي حقوق المستثمرين الأجانب ومصالحهم وفقا للقانون، ونسعى لتهيئة بيئة أعمال من الدرجة الأولى تقوم على مبادئ السوق وتخضع لحكم القانون وتتماشى مع المعايير الدولية. وسوف نحفز التنمية العالية الجودة للبناء المشترك لـ«الحزام والطريق». وسنحسن التخطيط الإقليمي للانفتاح على الخارج، حيث نرسخ الدور الريادي للمناطق الشرقية الساحلية في الانفتاح، ونرفع مستوى الانفتاح في المناطق الوسطى والغربية والمناطق الشمالية الشرقية. وسوف نسرع عجلة بناء الممر البري والبحري الجديد في الإقليم الغربي. وسنكثف الجهود لبناء ميناء هاينان للتجارة الحرة، وننفذ إستراتيجية تطوير مناطق التجارة الحرة التجريبية، ونوسع بناء شبكة من مناطق التجارة الحرة ذات المعايير العالية والموجهة للعالم. وسوف ندفع تدويل العملة الصينية «الرنمينبي» بشكل منظم. وسننخرط بعمق في عملية تقسيم العمل الصناعي والتعاون في إطاره على مستوى العالم، ونحافظ على المعادلة الاقتصادية والعلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية المستقرة والمتعددة الجوانب.
خامسا، تنفيذ إستراتيجية «النهوض بالوطن من خلال العلوم والتعليم» وتقوية الدعم بالأكفاء لبناء التحديثات
يشكل التعليم والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء الدعائم الأساسية والإستراتيجية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. ولا بد لنا من التمسك بفكرة أن العلوم والتكنولوجيا هي أعظم القوى الإنتاجية، والكفاءات هي أهم الموارد، والابتكار هو أكبر القوى الدافعة، ونعمق تنفيذ إستراتيجيات النهوض بالوطن من خلال العلوم والتعليم وتقويته بالاعتماد على الأكفاء والتنمية المدفوعة بالابتكار، ونعمل على إيجاد مجالات ومسارات تنموية جديدة واستحداث زخم جديد ومزايا جديدة للنمو باطراد.
ويجب علينا الالتزام بمنح الأسبقية للتعليم، وبالاعتماد على النفس وتقوية الذات في مجال العلوم والتكنولوجيا، وبالدور القيادي للمواهب في حفز التنمية، وتكثيف الجهود لبناء الصين لتصبح دولة قوية في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والمواهب. وينبغي لنا كذلك الالتزام بتربية طلائع للحزب وإعداد أكفاء للدولة، ونرفع على نحو شامل نوعية الأكفاء الذين نؤهلهم بالاعتماد على أنفسنا، مع التركيز على إعداد ذوي المواهب الابتكارية الممتازة، كما نسعى لاستقطاب الموهوبين من كل أنحاء العالم.
(1) إتقان التعليم الذي يرتضي به الشعب. إن التعليم أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى الدولة والحزب. من يكون الذين نربيهم؟ وكيف نربيهم؟ ولمن نربيهم؟ ... هذه أسئلة جوهرية للتعليم. ويكمن جوهر تنشئة النشء في ترسيخ القيم الأخلاقية، فيتعين تطبيق سياسة الحزب التعليمية على نحو شامل، والتركيز على المهمة الأساسية المتمثلة في ترسيخ الأخلاق وتنشئة النشء، والسعي لإعداد بناة وورثة للاشتراكية مكتملي النمو أخلاقيا وعقليا وبدنيا وتهذيبا وعمليا. وسوف نلتزم بالفلسفة المتمحورة حول الشعب لتنمية التعليم، ونسرع بناء منظومة التعليم العالي الجودة، وندعم التعليم الرامي إلى الارتقاء بالجودة، ونعزز العدالة التعليمية. وسنسرع التنمية العالية الجودة والمتوازنة للتعليم الإلزامي وعملية التكامل الحضري والريفي في هذا المجال، ونحسن التوزيع الإقليمي للموارد التعليمية، وننمي التعليم قبل المدرسي والتعليم الخاص بما يجعلهما أكثر شمولا، وندعم مدارس المرحلة الثانوية للسير على طرق تنموية متنوعة، ونحسن نظام الإعانة ليغطي تلاميذ وطلاب جميع المراحل. وسوف نخطط الابتكارات المنسقة في التعليم المهني والعالي والمتواصل، ونحفز الربط بين التعليمين المهني والأكاديمي والدمج بين الإنتاج والتعليم والمزج بين العلوم والتعليم، ونحسن أدوار التعليم المهني. وسنعزز الجهود لبناء الفروع العلمية الأساسية والناشئة والمتشابكة، ونسرع بناء جامعات وفروع علمية متميزة ذات خصائص صينية ومن الدرجة الأولى عالميا. وسوف نرشد التعليم غير الحكومي ليتطور حسب معايير محددة. وسنبذل جهودا مضاعفة لتعميم استخدام اللغة المنطوقة والمكتوبة السائدة في البلاد. وسوف نعمق الإصلاح الشامل لقطاع التعليم، ونعزز تطوير المناهج والمقررات الدراسية وضبطها، ونحسن نظام إدارة المدارس وتقييم الأداء التعليمي، ونكمل آلية التربية المشتركة بين المدرسة والأسرة والمجتمع. وسنعزز البناء الخاص بأخلاق المعلمين وأسلوب عملهم، ونسعى لإعداد صفوف من المعلمين ذوي المزايا العالية، إضافة إلى نشر ثقافة احترام المعلمين والاهتمام بالتعليم. وسوف ندفع رقمنة التعليم، ونسعى لبناء مجتمع ودولة داعيين للدراسة حيث يتعلم الجميع طيلة الحياة.
(2) تحسين منظومة الابتكار العلمي والتكنولوجي. سنتمسك بالمكانة المحورية للابتكار في الوضع العام لبناء التحديثات في بلادنا. وسوف نحسن نظام القيادة الموحدة للجنة الحزب المركزية للعمل العلمي والتكنولوجي، ونكمل النظام الوطني الجديد الطراز، ونعزز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية للدولة. وسنحسن توزيع موارد الابتكار، ونعدل الأدوار والتوزيع الجغرافي للمؤسسات البحثية الوطنية والجامعات البحثية العالية المستوى والمؤسسات الرائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا، ونشكل منظومة من المختبرات الوطنية، ونجري تخطيطا شاملا لدفع عملية إنشاء المراكز الدولية والإقليمية للابتكار العلمي والتكنولوجي، ونعزز بناء القدرات الأساسية في مجال العلوم والتكنولوجيا، ونولى اهتماما أكبر للاستشارات الإستراتيجية في هذا الصدد، سعيا للارتقاء بالكفاءة الكلية لمنظومة الابتكار الوطنية. وسوف نعمق إصلاح النظام الإداري للعلوم والتكنولوجيا وإصلاحات التقييم العلمي والتكنولوجي، ونزيد تمويل الأبحاث العلمية والتكنولوجية من مصادر متعددة، ونعزز ضمان حكم القانون لحقوق الملكية الفكرية، سعيا لتشكيل نظم أساسية تدعم الابتكار الشامل. وسنعمل على إنماء ثقافة الابتكار ونشر روح العلماء وترسيخ أسلوب الدراسة الممتاز وتهيئة الأجواء الملائمة للابتكار. وعلاوة على ذلك، سوف نكثف التبادل والتعاون الدوليين في مجال العلوم والتكنولوجيا، ونسعى لتوفير ظروف تتماشى مع المعايير الدولية للأبحاث العلمية وتهيئة بيئة تتمتع بالقدرة التنافسية على مستوى العالم للابتكار المفتوح.
(3) تسريع تنفيذ إستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار. التزاما بالتوجه نحو العلوم والتكنولوجيا الرائدة عالميا، وساحة المعركة الرئيسية للاقتصاد، والاحتياجات المهمة الوطنية، وسلامة حياة أبناء الشعب وصحتهم، سنكثف جهودنا لتحقيق مستوى عالٍ من الاعتماد على النفس وتقوية الذات في الأبحاث العلمية والتكنولوجية. واسترشادا بالاحتياجات الإستراتيجية الوطنية، سوف نحشد القوى ونركزها على تسوية المشاكل المستعصية في أبحاث العلوم والتكنولوجيا الأصلية والرائدة، عاقدين العزم على كسب المعركة المتعلقة بالتقنيات الحاسمة والمحورية. وسنسرع تنفيذ دفعة من المشاريع العلمية والتكنولوجية الوطنية الكبرى ذات الطبيعة الإستراتيجية والاستشرافية ولها تأثير في الوضع الكلي، ونقوي قدرتنا على الابتكار المستقل. وسوف نعزز الأبحاث الأساسية، مع تسليط الضوء على الابتكار الأصلي وتشجيع الاستكشاف الحر. وسنعمل على رفع فعالية الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا، وتعميق إصلاح آلية التخصيص والاستخدام لمصروفات العلوم والتكنولوجيا من الميزانية العامة، بما يطلق العنان للابتكار. وسوف ندعم جهود الدمج التام بين عمليات الإنتاج والتعليم والبحث التي تقودها المؤسسات، ونعزز النهج الموجه نحو الأهداف، سعيا لرفع مستوى تحويل الإنجازات العلمية والتكنولوجية إلى منتجات وتطبيقها الصناعي. وسنقوي مكانة المؤسسات بوصفها عناصر رئيسية في الابتكار العلمي والتكنولوجي، ونفسح المجال لتؤدي المؤسسات العلمية والتكنولوجية الرئيسية دورها القيادي والمحوري، ونهيئ بيئة جيدة تلائم نمو المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر في مجال العلوم والتكنولوجيا، وندعم الدمج العميق بين سلاسل الابتكار والصناعة والتمويل والمواهب.
(4) تعميق تنفيذ إستراتيجية تقوية الدولة بالاعتماد على الأكفاء. يعتبر تأهيل أعداد كبيرة من الأكفاء ذوي المزايا العالية الذين يجمعون بين الأخلاق والكفاءة أمرا بالغ الأهمية يتعلق بالتنمية البعيدة المدى للدولة والأمة. وصدق القول: بالكفاءة يتحقق النجاح، وبها تتطور المآثر. وسنتمسك بمبدأ «إدارة الحزب للأكفاء»، ونلتزم باحترام العمل والمعرفة والكفاءة والإبداع، ونتخذ سياسات حول الأكفاء أكثر استباقية وانفتاحا وفعالية، لإرشاد جموع الأكفاء الغفيرة إلى حب الحزب وخدمة الوطن والشعب والتفاني والعطاء. وسوف نحسن التخطيط الإستراتيجي للأكفاء، ونثابر على الاهتمام بالكفاءات في شتى المجالات في آن واحد، ونسعى لبناء صفوف من الأكفاء ضخمة الحجم ومعقولة التركيبة وممتازة المزايا. وسنسرع بناء مركز عالمي مهم للمواهب والابتكار، ونعزز التوزيع الجغرافي المعقول والتنمية الإقليمية المنسقة للكفاءات، ونوجه الجهود إلى تشكيل مزايا نسبية في المنافسة الدولية على المواهب. وسوف نسرع بناء القوة الوطنية من المواهب الإستراتيجية، ونسعى لإعداد المزيد من الأساتذة الكبار والعلماء الإستراتيجيين والأكفاء الرواد والفرق الابتكارية من الدرجة الأولى والأكفاء الشبان في مجال العلوم والتكنولوجيا والمهندسين المتفوقين والحرفيين العظماء والأكفاء ذوي المهارات العالية. وسنكثف التبادلات الدولية في مجال العقول، ونستفيد من جميع أنواع المواهب بشكل جيد ومرن. وسوف نعمق إصلاح نظم وآليات تنمية الموهوبين، بحيث نحرص عليهم كل الحرص، وننشئهم بكل عناية، ونستقطبهم بكل صدق، ونستفيد منهم بكل اهتمام، ونتعطش للمواهب من جميع الأنواع، ونسعى لحشد الكفاءات الممتازة من كل النواحي لرفد أعمال الحزب والشعب.
سادسا، تطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية وضمان كون الشعب سيدا للدولة
إن بلادنا دولة اشتراكية تمارس فيها دكتاتورية الديمقراطية الشعبية التي تقودها الطبقة العاملة وتقوم على أساس التحالف بين العمال والفلاحين، وكل السلطة في الدولة هي ملك للشعب. والديمقراطية الشعبية هي شريان حياة الاشتراكية، وتعد من المتطلبات الأصلية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. إن الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية صفة جوهرية للسياسة الديمقراطية الاشتراكية، وهي الديمقراطية الأكثر شمولا وصدقا ونجاعة. ولا بد لنا من السير بكل ثبات على طريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتمسك بالوحدة العضوية بين قيادة الحزب وكون الشعب سيدا للدولة وحكم الدولة وفقا للقانون، والتمسك بمكانة الشعب كقوام، والسعي لتجسيد إرادة أبناء الشعب وضمان حقوقهم ومصالحهم وإذكاء حيويتهم الإبداعية.
ويجب علينا إكمال المنظومة المؤسسية لكون الشعب سيدا للدولة، وتوسيع المشاركة السياسية المنتظمة لأبناء الشعب، وضمان مشاركة الشعب في الانتخابات الديمقراطية والتشاورات الديمقراطية وصنع القرارات بالطرق الديمقراطية والإدارة الديمقراطية والرقابة الديمقراطية وفقا للقانون، بما يذكي روح الحماسة والمبادرة والإبداع لدى جماهير الشعب، ويوطد وينمي الوضع السياسي المتميز بالنشاط والحيوية والاستقرار والوحدة.
(1) تعزيز الضمان المؤسسي لكون الشعب سيدا للدولة. سنتمسك بالنظام السياسي الرئيسي والنظم السياسية الأساسية والمهمة لبلادنا ونحسنها، ونوسع قنوات الديمقراطية وننوع أشكالها، لضمان أن يدير الشعب شؤون الدولة والمشاريع الاقتصادية والثقافية والشؤون الاجتماعية حسب القانون وعبر مختلف السبل والأشكال. وسوف ندعم ونضمن ممارسة الشعب سلطة الدولة بواسطة مجلس نواب الشعب، ونكفل تشكيل مجالس نواب الشعب على جميع المستويات من خلال انتخابات ديمقراطية، وهي مسؤولة أمام الشعب وتخضع لرقابته. وسندعم ونضمن ممارسة مجالس نواب الشعب ولجانها الدائمة سلطات التشريع والرقابة والبتّ والتعيين والعزل وفقا للقانون، ونحسن نظام رقابة مجالس نواب الشعب على الأجهزة الإدارية والرقابية والقضائية والنيابية، بغية حماية وحدة وهيبة وسلطة حكم القانون للدولة. وسوف نبذل جهودا أكبر في بناء قدرات نواب الشعب على العمل، وتوثيق روابطهم مع جماهير الشعب. وسنكمل آلية العمل لاستيعاب آراء الشعب وحشد حكمته، ونتقن بناء نقاط الاتصال في الوحدات القاعدية في مجال التشريع، ونعمق إصلاح وبناء نقابة العمال وعصبة الشبيبة الشيوعية واتحاد النساء وغيرها من المنظمات الجماهيرية، حتى تؤدي أدوارها كجسر ورابط على نحو فعال. وسوف نثابر على سلوك طريق تنمية حقوق الإنسان الخاص بالصين، ونشارك بنشاط في الحوكمة العالمية لحقوق الإنسان، مما يدفع تطور قضية حقوق الإنسان على نحو شامل.
(2) تطوير الديمقراطية التشاورية بشكل شامل. تعتبر الديمقراطية التشاورية شكلا مهما لتطبيق الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية. وسنعمل على تحسين نظام الديمقراطية التشاورية، والتخطيط الشامل لدفع التشاور بين الأحزاب والآخر بواسطة مجالس نواب الشعب والحكومات من مختلف المستويات ومجالس المؤتمر الاستشاري السياسي والمنظمات الشعبية والوحدات القاعدية والمنظمات الاجتماعية، وإكمال مختلف منصات التشاور المؤسسية، ودفع تطور الديمقراطية التشاورية على نحو واسع ومتعدد المستويات ومؤسسي. وسوف نتمسك بنظام التعاون بين الأحزاب المتعددة والمشاورات السياسية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني ونكمله، ونلتزم بالدمج العضوي بين قيادة الحزب والجبهة المتحدة والديمقراطية التشاورية، ونلتزم بالترابط بين ممارسة الديمقراطية وتعزيز التضامن وبالحفز المتبادل بين طرح المقترحات البناءة وبلورة التوافقات، ونفعّل دور مجالس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني كأجهزة استشارية متخصصة، ونعزز بناء وظائفها باتخاذ المأسسة والمعايرة والبرمجة اتجاها مرشدا، ونرفع مستويات التشاور والتفاعل على نحو معمق والتعبير عن الآراء بصورة كافية وبلورة التوافق على نطاق واسع، ونكمل الأنظمة والآليات المتعلقة بممارسة مجالس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني الرقابةَ الديمقراطية واتصال أعضائها بالجماهير في مختلف القطاعات.
(3) تطوير الديمقراطية القاعدية بنشاط. تعد الديمقراطية القاعدية تجسيدا مهما للديمقراطية الشعبية الكاملة العملية. وسنكمل آلية الحكم الذاتي الجماهيري في الوحدات القاعدية تحت قيادة منظمات الحزب القاعدية، ونعزز بناء جميع المنظمات القاعدية بها، ونحسن مجموعة النظم والأعمال بشأن الديمقراطية المباشرة القاعدية، ونعزز الكفاءة الفعلية للإدارة الذاتية والخدمة الذاتية والتثقيف الذاتي والرقابة الذاتية لجماهير المجمعات السكنية في الحضر والريف. وسوف نحسن نظام علانية تصريف الأمور، ونوسع قنوات مشاركة مختلف الفئات القاعدية في الحوكمة القاعدية بانتظام، ونضمن أن يدير الشعب حسب القانون الشؤون العامة والقضايا ذات المنافع العامة في الوحدات القاعدية. وسنعتمد على الطبقة العاملة بكل أمانة وإخلاص، ونكمل نظام الإدارة الديمقراطية في المؤسسات الإنتاجية وغير الإنتاجية باتخاذ مؤتمر مندوبي العمال والموظفين شكلا أساسيا، في سبيل حماية حقوقهم ومصالحهم المشروعة.
(4) توطيد وتطوير أوسع جبهة متحدة وطنية نطاقا. يعتبر تأييد الشعب أهم مسألة سياسية، وتشكل الجبهة المتحدة سلاحا سحريا قويا لتوحيد إرادة الشعب وحشد القوة. وسوف نحسن نمط أعمال الجبهة المتحدة الكبرى، ونتمسك بالتضامن والاتحاد الشاملين، ونعبئ جميع أبناء الأمة الصينية على التفكير معا والسعي سوية من أجل تحقيق حلم الصين بالنهضة العظيمة للأمة الصينية. وسنظهر تفوق النظام الحزبي الاشتراكي الجديد الطراز لبلادنا، ونثابر على التعايش الطويل الأمد والرقابة المتبادلة والمعاملة الصادقة لبعضنا بعضا والمشاركة في السراء والضراء، ونعزز التضامن والتعاون مع مختلف الأحزاب الديمقراطية والشخصيات اللاحزبية، ونؤيد الأحزاب الديمقراطية في تعزيز بنائها الذاتي وأداء وظائفها بصورة أفضل. وسوف نسلك بثبات لا يتزعزع الطريق الصحيح ذا الخصائص الصينية لمعالجة قضية القوميات، ونتمسك بنظام الحكم الذاتي الإقليمي للقوميات ونحسنه، ونعزز ونحسن عمل الحزب المتعلق بالأقليات العرقية، مع اعتبار ترسيخ الوعي بأن الأمة الصينية هي مجموعة مصير مشترك خطا رئيسيا، وذلك من أجل دفع قضية تضامن القوميات وتقدمها إلى الأمام على نحو شامل. وسنتمسك باتجاه إضفاء الطابع الصيني على الأديان في بلادنا، ونبادر إلى إرشاد الممارسات الدينية للتأقلم مع المجتمع الاشتراكي. ونعزز الأعمال الأيديولوجية والسياسية الخاصة بالمثقفين خارج الحزب، ونتقن العمل المتعلق بشخصيات الفئات الاجتماعية الجديدة، ونعزز التوجيه السياسي لخوض الكفاح المشترك. وسوف نعمل على بناء علاقة وثيقة ونزيهة بين الحكومة ورجال الأعمال بصورة شاملة، وتحفيز التنمية السليمة لاقتصاد القطاع غير العام والنمو السليم للشخصيات الاقتصادية في القطاع غير العام. وسنعزز ونحسن العمل المتعلق بشؤون المغتربين، بغية تشكيل قوة عظيمة تسعى معا لتحقيق نهضة الأمة.
سابعا، المثابرة على حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل ودفع بناء الصين المدارة بالقانون
يعد حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل ثورة عميقة لحكم الدولة، ويتعلق بأعمال حزبنا في ممارسة الحكم والنهوض بالبلاد وبسعادة الشعب وسلامته وبالأمن والاستقرار الدائمين للحزب والدولة. ولذا، لا بد لنا من إظهار دور حكم القانون بصورة أفضل في توطيد الأساس والحفاظ على استقرار التوقعات وإفادة المستقبل، من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة بشكل شامل على هُدى حكم القانون.
ويتعين علينا المواظبة على سلوك طريق حكم القانون للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وبناء منظومة حكم القانون لها وبناء الدولة الاشتراكية التي تدار بالقانون، والتمسك بدفع عمليات حكم الدولة وتولي الحكم وممارسة الإدارة وفقا للقانون في آن واحد، والمثابرة على البناء التكاملي للدولة والحكومة والمجتمع الخاضعة جميعها لحكم القانون، والدفع الشامل لعملية التشريع بالوسائل العلمية وتنفيذ القوانين بصرامة وضمان العدالة القضائية وإلزام الجميع بإطاعة القانون، ودفع تحقيق حكم القانون في أعمال الدولة بمختلف المجالات، سعيا لضمان الإنصاف والعدالة الاجتماعيين وتعزيزهما.
(1) إكمال منظومة القوانين للاشتراكية ذات الخصائص الصينية باعتبار الدستور نواةً لها. تتطلب المثابرة على حكم الدولة وفقا للقانون أولا التمسك بحكم الدولة طبقا لأحكام الدستور، وتتطلب المثابرة على ممارسة الحكم طبقا للقانون أولا التمسك بممارسة الحكم طبقا لأحكام الدستور، والتمسك بلا تردد بالمكانة القيادية للحزب الشيوعي الصيني التي حددها الدستور، والتمسك بثبات لا يتزعزع بنظام الدولة المتمثل في دكتاتورية الديمقراطية الشعبية ونظام الحكم المتجسد في نظام مجالس نواب الشعب اللذين يقرهما الدستور. وسوف نعمل على تعزيز ورقابة تطبيق الدستور، وإكمال مجموعة الأنظمة الضامنة لتنفيذ الدستور على نحو شامل، وتوظيف الدور المهم للدستور في إدارة شؤون الدولة بصورة أفضل، وحماية سلطة الدستور. وسنعزز عمل التشريع في المجالات المهمة ونظيراتها الناشئة والمتعلقة بالأطراف الأجنبية، ونخطط بشكل شامل لدفع حكم القانون داخل الدولة ونظيره المتعلق بالأطراف الأجنبية، في سبيل تعزيز التنمية وضمان الحكم الرشيد بالقانون السليم. وسوف ندفع عمليات التشريع بالسبل العلمية والديمقراطية والتشريع بمقتضى القانون، ونأخذ في الاعتبار أعمال الوضع والتعديل والإلغاء والتفسير والصياغة في هذا الصدد، هادفين إلى تعزيز منهجية التشريع وشموله وتناسقه وفوريته. وسنحسن ونقوي نظام التسجيل والفحص المعني. ونثابر على صنع القرارات بالأساليب العلمية والديمقراطية والقانونية، وننفذ نظام إجراءات صنع القرارات المهمة على نحو شامل.
(2) دفع عجلة ممارسة الإدارة طبقا للقانون بخطوات راسخة. يعتبر بناء الحكومة الخاضعة لحكم القانون مهمة رئيسية ومشروعا رئيسيا في حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل. وسوف نعمل على تغيير طبيعة وظائف الحكومة، وتحسين نظام الصلاحيات والمسؤوليات والهيكل التنظيمي للحكومة، ودفع عملية تحديد أجهزة الحكومة ووظائفها وصلاحياتها وإجراءاتها المتبعة ومسؤولياتها قانونيا، ورفع كفاءتها الإدارية ومصداقيتها. وسنعمق إصلاح المؤسسات غير الإنتاجية. ونعمق إصلاح نظام تنفيذ القوانين الإدارية، وندفع بشكل شامل تنفيذ القانون بصورة صارمة ومعيارية وعادلة ومتحضرة، ونُحكم تنفيذ القانون في المجالات الرئيسية التي تهم المصالح الحيوية للجماهير، ونحسن إجراءات تنفيذ القوانين الإدارية، ونكمل معايير السلطة التقديرية الإدارية. وسوف نعزز بناء آلية رقابة تنفيذ القوانين الإدارية والقدرة على ممارستها، وننفذ بصرامة نظامي المسؤولية والمساءلة عن تنفيذ القوانين الإدارية. ونحسن النظم والآليات المتعلقة بتنفيذ القوانين المُنسَق في الوحدات القاعدية.
(3) ضمان العدالة القضائية بصرامة. تعتبر العدالة القضائية آخر خط دفاعي لصيانة الإنصاف والعدالة الاجتماعيين. وسنعمل على تعميق الإصلاح الشامل والمتكامل للنظام القضائي، والتنفيذ الشامل والمحكم لنظام المسؤولية القضائية، وتسريع بناء نظام قضائي اشتراكي عادل وعالي الفعالية وموثوق به، وبذل الجهود لتمكين جماهير الشعب من الشعور بالإنصاف والعدالة في معالجة كل قضية عدلية. وسوف نوحد إجراءات ممارسة السلطة القضائية، ونكمل النظم والآليات لتمكين كل من أجهزة الأمن العام والأجهزة النيابية والقضائية والهيئات الإدارية القضائية، من أداء واجباتها والتنسيق والتقييد المتبادلين بينها. وسنشدد تقييد أعمال ممارسة القضاء والرقابة عليها لتعزيز تحقيق العدالة القضائية. وسوف نعزز عمل الأجهزة النيابية من حيث الرقابة القانونية. ونحسن نظام دعاوى الحق العام.
(4) تعجيل خطوات بناء المجتمع الخاضع لحكم القانون. يشكل المجتمع الخاضع لحكم القانون أساسا لبناء الدولة الخاضعة لحكم القانون. وسنعمم روح حكم القانون الاشتراكي، ونتوارث الثقافة القانونية التقليدية الصينية الممتازة، ونرشد جميع أبناء الشعب لتحويل أنفسهم إلى مؤمنين مخلصين وملتزمين واعين وحراس أمناء لحكم القانون الاشتراكي. وسوف نبني منظومة الخدمات القانونية العامة الحديثة التي تغطي سكان الحضر والريف، ونعمق الإعلام والتوعية بحكم القانون لتعزيز مفهوم حكم القانون بين عموم الشعب. وسندفع قُدما الحوكمة طبقا للقانون في مختلف المستويات والمجالات، من أجل الارتقاء بمستوى الحوكمة الاجتماعية من حيث حكم القانون. وسوف نظهر الدور النموذجي والطليعي للكوادر القيادية، سعيا وراء جعل احترام القوانين ودراستها والالتزام بها والاستفادة منها عادة سائدة في المجتمع كله.
ثامنا، تعزيز الثقة بالنفس وتقوية الذات ثقافيا وإحراز منجزات باهرة جديدة للثقافة الاشتراكية
من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، يلزمنا التمسك بطريق التنمية الثقافية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتقوية الثقة الذاتية الثقافية، وبناء دولة اشتراكية قوية ثقافيا بالتمحور حول رفع الراية وتوحيد إرادة الشعب وتنشئة أجيال جديدة وتنشيط الثقافة وإبراز صورة البلاد، وتنمية ثقافة اشتراكية قومية وعلمية وجماهيرية موجهة نحو التحديث والعالم والمستقبل، وتحفيز حيوية الأمة كلها في الابتكار والإبداع ثقافيا، في سبيل تعزيز القوة المعنوية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.
ويجب علينا التمسك بالنظام الأساسي الملتزم بمكانة الماركسية بوصفها مرشدا في المجال الأيديولوجي، والمثابرة على خدمة الشعب والاشتراكية، والمواظبة على الدعوة إلى «دع مائة زهرة تتفتح، ومائة مدرسة تتبارى»، ومواصلة التحول الإبداعي والتطور الابتكاري، وتنمية الثقافة الاشتراكية المتقدمة وتطوير الثقافة الثورية وتوارث الثقافة التقليدية الصينية الممتازة مسترشدين بمفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، وتلبية الاحتياجات الفكرية والثقافية المتزايدة للشعب، وتوطيد الأساس الفكري المشترك للتضامن والكفاح من جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في عموم البلاد، ورفع القوة الناعمة الثقافية الوطنية وتأثير الثقافة الصينية باستمرار.
(1) بناء أيديولوجيا اشتراكية ذات قوة حشد وتوجيه جبارة. تعتبر الأعمال الأيديولوجية أعمالا ترسخ العقيدة للدولة وتشكل الروح للأمة. وسنعمل على الإمساك القوي بقيادة الحزب للأعمال الأيديولوجية، والتطبيق الشامل لنظام المسؤولية عن الأعمال الأيديولوجية، ونوطد ونقوي الرأي العام حول الأفكار السائدة الداعية إلى الكفاح والتقدم في العصر الجديد. وسوف نحسن منظومة الأعمال لتسليح جميع أعضاء الحزب وتثقيف الشعب وإرشاد الممارسات بنظريات الحزب المبتكرة. ونعمق تنفيذ مشروعات البحوث والبناء للنظريات الماركسية، ونسرع خطوات إنشاء منظومة الفروع العلمية والمنظومة الأكاديمية ومنظومة التنظير ذات الخصائص الصينية في الفلسفة والعلوم الاجتماعية، ونرعى وننمي صفوف الأكفاء المتخصصين فيها. وسنعزز بناء منظومة النشر بجميع أشكال وسائل الإعلام، لتشكيل وضع جديد من الرأي العام السائد. ونكمل منظومة الحوكمة الشبكية الشاملة، لدفع عجلة تشكيل بيئة شبكية جيدة.
(2) تطبيق مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية على نطاق واسع. يعد مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية قوة جبارة لتوحيد إرادة الشعب وحشد قواه. وسوف نطور نظام الإرث الروحي للشيوعيين الصينيين الذي مصدره روح تأسيس الحزب العظيمة، ونستفيد على أكمل وجه ممكن من الموارد الثورية، ونواصل أعمال الإعلام والتوعية بمفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، ونعمق التثقيف بمفاهيم الوطنية والجماعية والاشتراكية، ونركز القوى على إعداد أجيال جديدة عصرية قادرة على تحمل مهام النهوض بالأمة. وسندفع عملية ديمومة ومَأسسة التوعية بالمثُل العليا والعقيدة السياسية، ونواصل أنشطة الإعلام والتثقيف بتاريخ الحزب وتاريخ الصين الجديدة وتاريخ الإصلاح والانفتاح وتاريخ تطور الاشتراكية بصورة جيدة، ونرشد أبناء الشعب إلى معرفة مضامين هذه التواريخ وحب الحزب والوطن، وترسيخ المثُل العليا المشتركة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية باطراد. ونعمل على تنشئة المواطنين وتشكيل روحهم بمفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، وتحسين منظومة الأعمال الأيديولوجية والسياسية، ودفع عجلة البناء المتكامل للتثقيف الأيديولوجي والسياسي في الجامعات والمدارس المتوسطة والابتدائية. وسوف نتمسك بالربط بين حكم الدولة طبقا للقانون وحكم الدولة بالفضيلة، ودمج مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية في بناء حكم القانون والتنمية الاجتماعية والحياة اليومية.
(3) رفع المستوى الحضاري لكل المجتمع. سنعمل على تنفيذ مشروع البناء الأخلاقي للمواطنين، وتطوير الفضائل التقليدية الصينية، وتعزيز بناء الأسرة والتربية الأسرية والأخلاق الأسرية، وتقوية وتحسين البناء الفكري والأخلاقي لغير البالغين، والدعوة إلى إدراك الأخلاق السياسية والتمسك بالآداب العامة والتشدد في ضبط السلوك الشخصي لرفع مستوى الشعب الأخلاقي وتأدبه. وسوف نجري تخطيطا شاملا لدفع أنشطة التربية والممارسة والبناء الحضارية، ونمضي قُدما بالتنمية الاندماجية بين الحضر والريف للبناء الحضاري المعنوي، ونمجد روح العمل وروح الكفاح وروح التفاني وروح الإبداع وروح التقشف والترشيد في المجتمع كله لتشكيل سلوكيات عصرية جديدة. وسنعزز بناء قدرة الدولة على تعميم المعارف العلمية، وندفع على نحو معمَّق حملة إشراك جميع المواطنين في القراءة. ونحسن نظام الخدمات الطوعية ومنظومة أعمالها. ونعمم ثقافة الصدق، ونوطد الآلية الطويلة الأجل لبناء الصدق. وسوف نظهر دور تقدير المآثر والشرف للحزب والدولة في التوجيه الروحي والإرشاد بالنماذج المثالية، لتشجيع المجتمع كله على الاقتداء بالفاضل وتبجيل الأبطال والتسابق لأداء الدور الطليعي.
(4) تنشيط وتطوير المشاريع الثقافية والقطاع الثقافي. سنتمسك باتجاه الإبداع الذي يتخذ الشعب مركزا له، ونقدم المزيد من الأعمال الممتازة التي تعزز قوة الشعب المعنوية، ونعدّ ونؤهل مجموعة كبيرة من الأدباء والفنانين الذائعي الصيت أخلاقيا وفنيا وصفوفا ضخمة من المواهب الثقافية والفنية. وسوف نواظب على منح الأولوية للفعاليات الاجتماعية وتوحيدها مع المنافع الاقتصادية، ونعمق إصلاح النظام الثقافي، ونحسن السياسات بشأن الاقتصاد الثقافي. وسنطبق إستراتيجية الرقمنة الوطنية للقطاع الثقافي، ونكمل منظومة الخدمات الثقافية العامة الحديثة، وننفذ مشروع إفادة الشعب بالثقافة من خلال سبل مبتكرة. وسوف نعمل على إكمال نظام القطاع الثقافي الحديث ومنظومة سوقه، وتطبيق الإستراتيجية الخاصة بريادة المشاريع الثقافية الرئيسية. وسنقدم دعما أكبر لحماية الآثار الثقافية والتراث الثقافي، ونعزز حماية الموروث التاريخي والثقافي وتوارثه خلال البناء الحضري والريفي، ونجيد بناء الحدائق الثقافية الوطنية والاستفادة منها. ونثابر على التطور التكاملي بين السياحة والثقافة، لدفع التنمية الاندماجية المتعمقة بينهما. وسوف ننظم أنشطة تقوية الجسم بين جميع المواطنين على نطاق واسع، ونعزز الأعمال الرياضية للشباب والمراهقين، ونحفز تطوير الأنشطة الرياضية الجماهيرية والألعاب الرياضية التنافسية على نحو شامل، ونسرع خطواتنا لبناء الدولة القوية من حيث الرياضة البدنية.
(5) تعزيز قدرة الحضارة الصينية على الانتشار والتأثير. سنثابر بحزم على موقفنا الداعم للثقافة الصينية، ونستخرج الرموز الروحية والجواهر الثقافية للحضارة الصينية ونعرضها، ونعجل تشكيل منظومة تعبير وسرد صينية لإجادة رواية قصص الصين ونشر صوتها في الخارج، وإبراز صورة الصين المقنعة والمحبوبة والمحترمة. وسوف نعمل على تقوية بناء القدرة على الإعلام الدولي، ورفع كفاءة الإعلام الدولي بشكل شامل، ليتشكل حق الكلام على الصعيد الدولي الذي يتناسب مع قوة بلادنا الوطنية الشاملة ومكانتها الدولية، بالإضافة إلى تعميق التبادلات والاستفادة المتبادلة بين الحضارات، ودفع الثقافة الصينية لتتجه إلى العالم بصورة أفضل.
تاسعا، زيادة رفاهية الشعب ورفع جودة معيشته
الدولة هي الشعب والشعب هو الدولة. يقود الحزب الشيوعي الصيني الشعبَ للاستحواذ على السلطة والحفاظ عليها، هادفا إلى الحرص على نيل تأييد الشعب له. وإن حكم البلد له قواعد وجذورها إفادة الشعب. والسعي لسعادة الشعب هو المطلب الجوهري لبناء الحزب من أجل المصلحة العامة وممارسة الحكم لخدمة الشعب. ومن الضروري التمسك بضمان وتحسين معيشة الشعب خلال عملية التنمية، والدعوة إلى الكفاح المشترك من أجل خلق حياة سعيدة، وتحقيق تطلعات الشعب إليها بصورة مطردة.
ويتعين علينا تحقيق المصالح الجوهرية للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب وحمايتها وتنميتها بصورة جيدة، والتركيز على مسائل المصالح التي يوليها الشعب اهتماما أكثر وتهمه على نحو أكثر مباشرة وواقعية، والمثابرة على بذل قصارى جهودنا وفي حدود إمكانياتنا من أجل حسن تسوية المشاكل المستعجلة والمستعصية التي تشكو منها جماهير الشعب وتتطلع إلى حلها بسرعة عن طريق تغلغلنا بين صفوف الجماهير والنزول إلى الوحدات القاعدية والاعتماد على تنفيذ مزيد من الإجراءات الهادفة إلى تحسين معيشة الشعب وإشعاره بالدفء، وإكمال منظومة الخدمات العامة الأساسية ورفع مستواها، وتعزيز تكافؤ توزيعها، وتوسيع نطاق قابلية الوصول إليها، ودفع عملية تحقيق الرخاء المشترك بخطوات راسخة.
(1) إكمال وتحسين نظام توزيع الدخل. يعد نظام توزيع الدخل نظاما أساسيا يدفع تحقيق الرخاء المشترك. ويلزمنا الالتزام باتخاذ التوزيع حسب العمل قواما وتعايش أنماط التوزيع المتنوعة، وتشكيل مجموعة أنظمة يتناسق ويتكامل فيها التوزيع الأولي والتوزيع الثاني والتوزيع الثالث. وسنبذل جهودا لرفع نسبة دخل السكان في توزيع الدخل القومي ونسبة أجور العمل في التوزيع الأولي. وسوف نتمسك بمبدأ «مكسب أكثر لمَنْ يعمل أكثر»، ونشجع على تحقيق الرخاء اعتمادا على العمل الدؤوب، ونعزز تكافؤ الفرص، لزيادة أجور ذوي الدخل المنخفض وتوسيع حجم الفئة المتوسطة الدخل. وسنحسن السياسات والأنظمة الخاصة بالتوزيع حسب عناصر الإنتاج الأساسية، ونستكشف قنوات متعددة لزيادة أجور الجماهير ذات الدخل المتوسط والمنخفض اعتمادا على حقوق استغلال هذه العناصر، ونزيد دخل سكان الحضر والريف من الممتلكات. ونعطي الضرائب والتأمين الاجتماعي والمدفوعات التحويلية دورا متزايدا في تعديل الدخل. وسوف نعمل على تحسين نظام ضريبة دخل الفرد، ومعايرة ترتيبات توزيع الدخل وآلية تراكم الثروات، وحماية الدخل الشرعي، وتعديل الدخل المفرط في الارتفاع، وإلغاء الدخل غير الشرعي. وسنرشد وندعم من لديه الرغبة والقدرة من المؤسسات والمنظمات الاجتماعية والأفراد للمشاركة في الخدمات العامة والأعمال الخيرية بنشاط.
(2) تنفيذ إستراتيجية منح الأسبقية للتوظيف. يشكل التوظيف أهم أساس لمعيشة الشعب. وسوف نحسن سياسة منح الأسبقية للتوظيف، ونكمل آلية تحفيزه، وندفع تحقيق التوظيف الكافي والعالي النوعية. ونوطد منظومة الخدمات العامة التوظيفية، ونكمل نظام دعم التوظيف للفئات الرئيسية، ونقدم مزيدا من المساعدات للفئات التي تواجه صعوبات في إيجاد عمل على نحو يضمن الحد الأدنى لمستوى المعيشة. وسنعمل على إجراء تخطيط شامل لمنظومة سياسات التوظيف في الحضر والريف، وإزالة عيوب النظم والسياسات التي تعرقل تنقل الأيدي العاملة والأكفاء، وإزالة ما يعترض التوظيف المتساوي من القيود غير المعقولة والتمييز في هذا المجال، لكي يجد كل فرد فرصة لتحقيق التنمية الذاتية من خلال العمل الجاد. وسوف نكمل نظام التدريب على المهارات المهنية مدى الحياة، وندفع عجلة تسوية التناقضات الهيكلية في التوظيف. ونحسن نظام الضمان لحفز التوظيف المدفوع بريادة الأعمال، وندعم تطوير الأشكال الجديدة من التوظيف ونعايرها. وسنعمل على تحسين القوانين واللوائح بشأن العمل، وإكمال آلية التشاور والتنسيق لعلاقات العمل والنظام الخاص بضمان حقوق العاملين ومصالحهم، وزيادة ضمان حقوق ومصالح الذين يعملون في الوظائف المرنة والأعمال الجديدة الأشكال.
(3) إكمال منظومة الضمان الاجتماعي. تعتبر منظومة الضمان الاجتماعي شبكة الأمان لمعيشة الشعب ومرساة الأداء الاجتماعي. وسوف نعمل على تحسين منظومة الضمان الاجتماعي المتعددة المستويات التي تغطي عموم الشعب وتأخذ الحضر والريف بعين الاعتبار وتتسم بالميزات العادلة والموحدة والآمنة والمعيارية والمستدامة. وسنكمل نظام التخطيط الشامل الوطني للتأمين الأساسي على الشيخوخة، ونطور منظومة ذات مستويات وأسناد متعددة للتأمين على الشيخوخة. وسوف نطبق تأخير سن التقاعد القانوني بالتدريج. ونوسع مظلة التأمين الاجتماعي، ونوطد آلية تدبير الأموال لكل من التأمين الأساسي على الشيخوخة والتأمين الطبي الأساسي وآلية تعديل الاستحقاقات للمشاركين فيهما، وندفع التخطيط الشامل على مستوى المقاطعة للتأمين الطبي الأساسي والآخر ضد البطالة والثالث ضد طوارئ العمل. وسنعمل على تحفيز الترابط المنتظم بين الضمان الطبي على مستويات مختلفة، وتحسين التأمين ضد الأمراض الخطيرة ونظام المساعدة الطبية، وترجمة تسوية حسابات نفقات العلاج الطبي العابرة للمناطق ضمن التأمين الطبي إلى واقع ملموس، وإنشاء نظام تأمين للرعاية الطويلة الأجل، وتطوير التأمينات الطبية التجارية بنشاط. ونعجل إكمال المنصة الوطنية الموحدة لتوفير الخدمات العامة في التأمين الاجتماعي. وسوف ندخل تحسينات على منظومة الحفاظ على قيمة أرصدة التأمين الاجتماعي وزيادتها ومراقبة وإدارة سلامتها علاوة على منظومة الإعانة الاجتماعية المتسمة بتعدد المستويات والأنواع. وسنثابر على تطبيق سياسة الدولة الأساسية الخاصة بالمساواة بين الجنسين، ونكفل الحقوق والمصالح المشروعة للنساء والأطفال. ونحسن نظام الضمان الاجتماعي ومنظومة خدمات العناية بذوي الاحتياجات الخاصة، وندفع التنمية الشاملة لقضيتهم. ونتمسك بمبدأ «أن المساكن متاحة لأغراض السكن، وليست للمضاربة»، ونعجل بناء النظام الإسكاني المتمثل في العرض المتعدد الكيانات والضمان المتعدد القنوات والجمع بين الاستئجار والشراء.
(4) دفع بناء الصين الصحية. تمثل صحة الشعب علامة مهمة لازدهار الأمة ونمو قوة الدولة. وسنضع ضمان صحة الشعب في مكانة إستراتيجية ذات أسبقية في التنمية، ونحسن سياسة تعزيز صحة أبناء الشعب. ونكمل إستراتيجية التنمية السكانية، ونشكل منظومة سياسات داعمة قبل الولادة وبعدها، ونخفض تكاليف الإنجاب والتربية والتعليم. وسوف ننفذ الإستراتيجية الوطنية الخاصة بمواجهة مشكلة شيخوخة السكان بنشاط، ونطور قضية رعاية المسنين والقطاعات ذات الصلة، ونحسن الخدمات للمسنين الذين لا يوجد معينون لهم، وندفع تمتع جميع المسنين بالخدمات الأساسية لرعايتهم. وسنعمل على تعميق إصلاح النظام الطبي والدوائي والصحي، وتحفيز التنمية التعاونية والحوكمة المشتركة للتأمين الطبي والعلاج الطبي والأدوية، ودفع توسيع تغطية الموارد الطبية الممتازة الجودة وموازنة توزيعها بين مختلف الأقاليم، والتمسك بمبدأ «الوقاية أولا» من أجل تقوية القدرة على الإدارة الصحية للأمراض المزمنة الخطيرة، ورفع قدرة الوحدات القاعدية على الوقاية من الأمراض وعلاجها وإدارة صحة السكان. وسوف نعمق إصلاح المستشفيات العامة الذي يتخذ تقديم المنافع العامة اتجاها مرشدا، ونعاير تنمية المستشفيات الخاصة. ونطور ونقوي صفوف العاملين في مجال الطب والصحة مع تركيز بؤرة الأعمال على الأرياف والمجمعات السكنية. ونهتم بالصحة النفسية والعقلية. ونعزز توارث وابتكار وتطوير أعمال الطب الصيني التقليدي وصيدلته. وسنبتكر آلية التعاون والمزاوجة بين أعمال العلاج والوقاية، ونكمل منظومة الصحة العامة، ونرفع قدرتنا على الاكتشاف المبكر للجوائح الخطيرة، ونعزز بناء منظومة الوقاية من الجوائح الخطيرة والسيطرة عليها ومعالجتها، ونقوي القدرة على الاستجابة العاجلة لها، ونكبح انتشار الأمراض المعدية الخطيرة بشكل فعال. وسوف نعمق تنفيذ مبادرة الصين الصحية والحملات الصحية الوطنية، وندعو إلى تشكيل نمط معيشي متحضر وصحي.
عاشرا، دفع التنمية الخضراء وحفز التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة
تشكل الطبيعة بيئة أساسية يعتمد عليها الإنسان في البقاء والتنمية. ويمثل احترام الطبيعة والتكيف معها وحمايتها مطلبا أصيلا لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. ومن اللازم أن نرسخ ونطبق بثبات فكرة «أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي»، ونخطط التنمية انطلاقا من تحقيق التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة.
ومن الضروري أن ندفع بناء الصين الجميلة، ونتمسك بالحماية المتكاملة والحوكمة المنهجية للجبال والأنهار والبحيرات والغابات والحقول والمروج والصحارى، ونجري تخطيطا شاملا لتعديل الهيكل الصناعي ومعالجة التلوث وحماية البيئة الإيكولوجية ومواجهة تغير المناخ، وننسق الجهود لخفض انبعاثات الكربون والحد من التلوث وتوسيع نطاق التنمية الخضراء واستدامة النمو الاقتصادي، وندفع التنمية القائمة على إعطاء الأسبقية لحماية البيئة والاستغلال الاقتصادي والمكثف للموارد والأساليب الإنتاجية الخضراء والمنخفضة الكربون.
(1) تعجيل التحوُّل الأخضر لنمط التنمية. يعتبر دفع تحوُّل نمط التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى آخر صديق للبيئة ومنخفض الكربون حلقة رئيسية لتحقيق التنمية العالية الجودة. وسوف نعجل عملية تعديل وتحسين هياكل الصناعة والطاقة والنقل وغيرها. وننفذ إستراتيجية الترشيد الشامل، وندفع الاستغلال الاقتصادي والمكثف لمختلف الموارد، ونسرع خطى إنشاء نظام لإعادة تدوير المخلفات. ونكمل السياسات ونظم المعايير الداعمة للتنمية الخضراء فيما يتعلق بالموارد المالية والضرائب والمصارف والتمويل والتسعير، ونطور الصناعات الخضراء والمنخفضة الكربون، ونحسن نظام توزيع عناصر الموارد والبيئة استنادا إلى السوق، ونعجل بحث وتطوير التقنيات المتقدمة لتوفير الطاقة وخفض انبعاثات الكربون مع تعميمها وتطبيقها، وندعو إلى الاستهلاك الأخضر، وندفع تشكيل أساليب إنتاجية ومعيشية خضراء ومنخفضة الكربون.
(2) تعميق دفع مكافحة التلوث البيئي ومسبباته. سنتمسك بمعالجة التلوث بتدابير هادفة ومحكمة وعلمية ومستندة إلى القانون، ونواصل كسب معركة الحفاظ على السماء زرقاء والمياه صافية والأراضي خالية من التلوث على نحو معمق. وسوف نعزز السيطرة المنسَّقة على الملوثات، ونزيل تلوث الهواء الخطير من حيث الأساس. ونعمل على التخطيط الشامل لإدارة الموارد المائية والبيئة المائية والنظام الإيكولوجي للمياه، وندفع حماية النظم الإيكولوجية للأنهار والبحيرات وخزانات المياه الرئيسية ومعالجتها، وننظف المسطحات المائية السوداء والكريهة الرائحة في المدن لتختفي من حيث الأساس. ونشدد إجراءات الوقاية من تلوث التربة والسيطرة عليه من المصدر، ونعالج المواد الملوثة الحديثة. وسنرفع مستوى تشييد مرافق البنية التحتية البيئية، وندفع عملية تحسين البيئات المعيشية لسكان الحضر والريف. وسوف نطبق نظام تصاريح الانبعاثات على الصعيد الوطني، ونكمل النظام الحديث لحوكمة البيئة. ونقوم بالوقاية المحكمة من المخاطر البيئية والسيطرة عليها. وندفع قُدما الرقابة المركزية على أحوال حماية البيئة.
(3) رفع مستوى تنوع النظم الإيكولوجية واستقرارها واستدامتها. سنسرع تنفيذ المشاريع الكبرى لحماية واستعادة النظم الإيكولوجية الرئيسية مع التركيز على المناطق الوظيفية الإيكولوجية الرئيسية الوطنية والخطوط الحمراء للحفاظ على البيئة والمحميات الطبيعية. وندفع بناء منظومة المحميات الطبيعية التي تتخذ الحدائق الوطنية قواما لها. وننفذ المشاريع الكبرى لحماية التنوع الأحيائي. ونجري حملة تخضير الأراضي على نطاق واسع بشكل علمي. ونعمق إصلاح نظام ملكية الغابات الجماعية. ونعمم نظام إراحة المروج والغابات والأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة، ونتقن تطبيق سياسة حظر الصيد في نهر اليانغتسي لمدة عشر سنوات، ونكمل نظام إراحة الأراضي الزراعية من خلال الدورة الزراعية. وننشئ آلية لتحقيق قيمة المنتجات الإيكولوجية، ونكمل نظام التعويض عن حماية النظم الإيكولوجية. ونشدد إدارة الأمن الأحيائي، لمكافحة غزو الأجناس الدخيلة المضرة.
(4) اتخاذ خطوات نشطة وسليمة نحو وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها وتحقيق الحياد الكربوني. يمثل وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها وتحقيق الحياد الكربوني تغييرا اقتصاديا واجتماعيا منهجيا ذا تأثير واسع وعميق. وانطلاقا من موارد الطاقة التي وهبتها لنا طبيعة بلادنا، نلتزم بمبدأ «التأكد من صلاحية الطاقة الجديدة البديلة أولا، وترك الطاقة التقليدية بعد ذلك»، لإنجاز أعمال وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها بصورة مخططة وعلى مراحل. وسوف نحسن التحكم في إجمالي كمية وكثافة استهلاك الطاقة، مع إيلاء الاهتمام للحد من استهلاك الوقود الأحفوري، ونحقق تدريجيا الانتقال إلى نظام «التحكم المزدوج» في إجمالي كمية وكثافة انبعاثات الكربون. وندفع استغلال الطاقة بطرق نظيفة ومنخفضة الكربون وعالية الفعالية، وكذلك التحوُّل النظيف والمنخفض الكربون في مجالات مثل الصناعة والبناء والنقل. وسندفع ثورة الطاقة بصورة معمَّقة، ونعمل على تعزيز الاستغلال النظيف والفعال للفحم، وتقديم دعم أكبر لتنقيب واستخراج موارد النفط والغاز الطبيعي وزيادة احتياطياتهما وإنتاجهما، ونسرع تخطيط بناء نظام طاقة جديدة، وننسق أعمال تطوير الطاقة الكهرومائية وحماية البيئة، ونطور الطاقة النووية بطريقة نشطة وآمنة ومنظمة، ونعزز بناء نظام إنتاج الطاقة وإمدادها وتخزينها وتسويقها، لضمان أمن الطاقة. وسوف نحسن نظام الحساب الإحصائي لانبعاثات الكربون، ونكمل نظام تجارة حقوق انبعاث الكربون على أساس السوق. ونرفع قدرة النظم الإيكولوجية على توفير بالوعات الكربون. ونشارك بنشاط في الحوكمة العالمية بشأن مواجهة تغير المناخ.
حادي عشر، دفع تحديث منظومة الأمن القومي والقدرة على حمايته والحفاظ بحزم على الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي
يشكل الأمن القومي أساسا لنهضة الأمة، ويعد الاستقرار الاجتماعي شرطا مسبقا لتقوية الدولة وازدهارها. ومن اللازم أن نطبق بثبات مفهوم الأمن القومي بمعناه الشامل، ونجعل حماية الأمن القومي سائدة في جميع النواحي وكافة العمليات المتعلقة بأعمال الحزب والدولة، لضمان الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي.
وينبغي لنا التمسك باعتبار سلامة الشعب هدفا، والأمن السياسي أساسا، والأمن الاقتصادي قاعدة، والأمن العسكري والعلمي والتكنولوجي والثقافي والاجتماعي ضمانا، وتعزيز الأمن الدولي سندا، ونأخذ بعين الاعتبار الأمنين الداخلي والخارجي، وأمن الأراضي وأمن المواطنين، والأمن بنوعيه التقليدي وغير التقليدي، والأمن الذاتي والآخر المشترك، ونجري تخطيطا شاملا لحماية الأمن القومي وتعزيزه، ونرسخ أساس الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي في الوحدات القاعدية، ونحسن آلية المشاركة في الحوكمة الأمنية العالمية، ونبني صينا آمنة ذات مستوى أعلى، لكي نضمن النمط التنموي الجديد بنظيره الأمني الجديد.
(1) إكمال منظومة الأمن القومي. سنتمسك بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية لأعمال الأمن القومي، ونحسن نظام قيادة الأمن القومي المتسم بالفعالية العالية والموثوقية. ونعزز آلية التنسيق لأعمال الأمن القومي، ونوطد منظومات حكم القانون والإستراتيجيات والسياسات ورصد المخاطر والإنذار المبكر بها علاوة على نظام الإدارة الوطني لمواجهة الطوارئ في مجال الأمن القومي، ونكمل منظومة ضمان الأمن في المجالات الرئيسية ومنظومة التنسيق والقيادة للأعمال الخاصة المهمة، ونعزز بناء نظم ضمان الأمن فيما يتعلق بالاقتصاد ومنشآت البنية التحتية الرئيسية والشؤون المالية وشبكة الإنترنت والبيانات والأحياء والموارد والطاقة النووية والفضاء والبحار وغيرها. ونكمل الآليات الخاصة بمعارضة العقوبات والتدخل الخارجي و«الاختصاص الطويل الذراع». وسوف نحسن توزيع قوى الأمن القومي، وننشئ منظومة عالية الفعالية للدفاع عن الأمن القومي تتحلى بالترابط والتفاعل بين كافة المجالات وتعدد الأبعاد.
(2) زيادة القدرة على حماية الأمن القومي. سنصون أمن السلطة والأمن النظامي والأمن الأيديولوجي للدولة بثبات، ونعزز بناء القدرة الأمنية في المجالات الرئيسية، لضمان الأمن الغذائي وأمن الطاقة والموارد وأمن سلاسل الصناعة والتوريد المهمة، ونوطد بناء قدرة ضمان الأمن فيما وراء البحار، ونحمي الحقوق والمصالح الشرعية للمواطنين الصينيين والشخصيات الاعتبارية الصينية فيما وراء البحار، ونصون حقوقنا ومصالحنا البحرية، وندافع عن سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية بشكل حازم. وسوف نرفع مستوى قدرتنا على الوقاية من المخاطر الكبرى وإزالتها، ونقوم بالوقاية المحكمة من المخاطر الأمنية النظامية، ونوجه ضربات قاصمة إلى الأنشطة التسللية والتخريبية والهدامة والانفصالية من القوى المعادية. ونعزز حملة التوعية بالأمن القومي على نحو شامل، ونزيد قدرة الكوادر القيادية بمختلف المستويات على التخطيط الشامل لقضيتي التنمية والأمن، ونرفع وعي وكفاءة كل المواطنين بشأن الأمن القومي، ونرسخ خط الدفاع عن الأمن القومي بين جميع أبناء الشعب.
(3) الارتقاء بمستوى حوكمة الأمن العام. سنعمل ملتزمين بمبدأ «السلامة أولا، والوقاية أهم» على بناء إطار شامل للسلامة ومعالجة الطوارئ، وإكمال نظام الأمن العام، ودفع تحويل نمط حوكمة الأمن العام إلى نمط يركز على الوقاية من الحوادث قبل وقوعها. وسوف نحرز المزيد من التقدم في الحملة الخاصة بمعالجة مخاطر سلامة الإنتاج، ونشدد الرقابة والإدارة الأمنية في القطاعات والمجالات الرئيسية. ونرفع القدرة على الوقاية من الكوارث وتقليل الخسائر الناجمة عنها والإغاثة منها، والقدرة على التعامل مع الحوادث العامة الخطرة وتوفير الضمانات لمعالجتها، ونعزز بناء القوى الوطنية للتعامل مع الطوارئ على المستوى الإقليمي. ونشدد رقابة وإدارة سلامة الأغذية والأدوية، ونكمل منظومة رقابة وإدارة الأمن الأحيائي والإنذار المبكر بالمخاطر ذات الصلة به والوقاية منها والسيطرة عليها، بالإضافة إلى تعزيز حماية المعلومات الشخصية.
(4) إكمال منظومة الحوكمة المجتمعية. سنكمل نظام الحوكمة المجتمعية القائمة على التشارك في البناء والإدارة وتقاسم الثمار ونرفع كفاءتها. ونتمسك بـ«تجربة فنغتشياو» لمعالجة التناقضات المجتمعية في العصر الجديد وتطويرها في الوحدات القاعدية المجتمعية، ونحسن آلية التعامل الصحيح مع التناقضات داخل صفوف الشعب في ظل الوضع الجديد، ونعزز ونحسن الأعمال بشأن معالجة الشكاوى الشعبية المعبر عنها عبر رسائل أو بصفة شخصية، ونعمل على تسهيل ومعايرة قنوات تمكن الجماهير من التعبير عن مطالبها وتنسيق المنافع بينها وكفالة حقوقها ومصالحها، ونحسن منصة الحوكمة القاعدية التي تدار بشكل شبكي وتوفر الخدمات على نحو دقيق وتُدعَم بتقنية المعلومات، ونكمل منظومة حوكمة المجمعات السكنية في الحضر والريف، لكي تسوَّى التناقضات والنزاعات في وقتها بالوحدات القاعدية أو في بدايتها. وسوف نعجل عملية تحديث الحوكمة المجتمعية على مستوى المدينة، ونرفع القدرة عليها. ونعزز السيطرة الكلية على النظام العام، وندفع ديمومة القضاء على القوى الظلامية والشريرة ونفرض وفقا للقانون عقوبات صارمة على مقترفي كل أنواع مخالفات القانون والأنشطة الإجرامية التي تشكو منها الجماهير بشدة. وسنعمل على تطوير وتعظيم القوى الإيجابية الجماهيرية، لتهيئة مناخ مجتمعي يمجد التسابق للنجدة، وبناء مجموعة مشتركة للحوكمة المجتمعية يتحمل كل فرد فيها مسؤوليته ويؤديها ويتمتع بنتائج الحوكمة.
ثاني عشر، تحقيق هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه وخلق وضع جديد لتحديث الدفاع الوطني والجيش
يعتبر تحقيق هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه في الموعد المقرر وتسريع بناء الجيش الشعبي ليصبح جيشا من الدرجة الأولى في العالم من المتطلبات الإستراتيجية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. ويجب علينا تطبيق أفكار الحزب حول تقوية الجيش في العصر الجديد، وتنفيذ السياسات الإستراتيجية العسكرية في العصر الجديد، والتمسك بقيادة الحزب المطلقة للجيش الشعبي، والمثابرة على بناء الجيش سياسيا وتقويته عبر الإصلاح والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء وإدارته حسب القانون، والدأب في الاهتمام بالنضال العسكري والجاهزية القتالية وبناء الجيش في آن واحد، والمثابرة على التنمية الاندماجية بين المكننة والمعلوماتية والاستناد إلى التكنولوجيا الذكية، وتسريع التحديث في النظريات العسكرية والشكل التنظيمي للجيش وقدرات الأفراد العسكريين والأسلحة والتجهيزات العسكرية، لرفع القدرة الإستراتيجية على الدفاع عن سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية، وأداء رسالة الجيش الشعبي ومهمته في العصر الجديد على نحو فعال.
ويتعين تعزيز بناء الحزب في الجيش الشعبي على نحو شامل، لضمان إطاعة الجيش لتوجيهات الحزب إلى الأبد. وسنكمل الأنظمة والآليات المتعلقة بتطبيق نظام مسؤولية رئيس اللجنة العسكرية المركزية. ونعمق التسلح بنظريات الحزب المبتكرة، ونطلق حملة التثقيف والتطبيق بموضوع «دراسة أفكار تقوية الجيش وتقديم الإسهامات لقضية تقويته». ونعزز دراسة تاريخ الجيش والتثقيف به، وننشط ثقافة تقوية الجيش ونطورها، ونعزز إنماء الروح القتالية. ونجوِّد بناء المجموعة التنظيمية للحزب في الجيش الشعبي، وندفع عملية ديمومة ومأسسة حملة الانضباط والتدريب السياسيين، ونثابر على تقويم السلوك وتقوية الانضباط ومكافحة الفساد.
وينبغي تعزيز التدريبات العسكرية والجاهزية القتالية بصورة شاملة، لرفع قدرة الجيش الشعبي على كسب النصر في الحرب. وسوف ندرس ونستوعب خصائص وقوانين الحرب المعلوماتية والذكية، ونبتكر في الإرشادات الإستراتيجية العسكرية، ونطور إستراتيجية وتكتيك الحرب الشعبية. ونشكل نظاما للقوى الرادعة الإستراتيجية الجبارة، ونزيد نسبة القوى القتالية الخاصة بالمجالات الجديدة والمدعومة بالنظام المعلوماتي، ونسرع تطوير القوى القتالية الذكية بلا جنود، ونخطط بناء نظام المعلومات الشبكية واستخدامه تخطيطا شاملا. ونحسن منظومة قيادة العمليات القتالية المشتركة، وندفع بناء الأنظمة والقدرات فيما يتعلق بالاستطلاع والإنذار المبكر والهجوم المشترك ودعم ميادين المعارك والضمان الشامل. ونواصل دفع التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية، ونعمق التدريبات المشتركة وتدريبات المجابهة والتدريبات العسكرية عبر العلوم والتكنولوجيا. ونعزز استخدام القوى العسكرية بشكل منتظم ومتعدد الأنواع، ونخوض النضال العسكري بشكل راسخ ومرن، لتشكيل الوضع الأمني وكبح نشوب الأزمات والاشتباكات والسيطرة عليها وكسب النصر في الحروب الجزئية.
ويجب تعزيز الإدارة العسكرية على نحو شامل، وتوطيد وتوسيع إنجازات إصلاح الدفاع الوطني والجيش، وإكمال هيكل القوى العسكرية وتكوينها، وتحسين السياسات والأنظمة العسكرية على نحو منهجي. وسوف نعزز التخطيط الشامل للقتال والبناء والتهيئة ضمن المهمات الرئيسية لبناء الدفاع الوطني والجيش، ونسرع بناء الخدمات اللوجستية الحديثة، وننفذ المشاريع الكبرى في مجال علوم وتكنولوجيا الدفاع الوطني والأسلحة والتجهيزات العسكرية، ونسرع تحويل المنجزات العلمية والتكنولوجية إلى قوة قتالية. ونعمق إصلاح الأكاديميات والكليات العسكرية، ونتقن بناء نظام إعداد الأكفاء العسكريين الحديثي الطراز، ونبتكر سبل إدارة الموارد البشرية العسكرية. ونعزز بناء آلية إدارة الجيش طبقا للقانون وتخطيطها الإستراتيجي، ونكمل منظومة الإدارة العسكرية بالقانون ذات الخصائص الصينية. ونحسن الإدارة الإستراتيجية ونرفع فعالية تشغيل النظام العسكري وكفاءة استخدام موارد الدفاع الوطني.
ويلزم توطيد المنظومة الإستراتيجية الوطنية المتكاملة ورفع كفاءتها. وسنعزز تنسيق الخطط الإستراتيجية وترابط السياسات والأنظمة والاستفادة المشتركة من الموارد والعناصر بين الجيش والحكومات المحلية. ونعمل على تحسين منظومة علوم وتكنولوجيا وصناعة الدفاع الوطني وتوزيعها وتقوية بناء قدرتها. ونعمق التوعية بالدفاع الوطني بين جميع أبناء الشعب. ونعزز تعبئة الدفاع الوطني وإعداد القوى الاحتياطية له، وندفع بناء الدفاع الحدودي والساحلي والجوي الحديث. ونعزز التشجيع الشرفي للعسكريين وعائلاتهم وحماية حقوقهم ومصالحهم، ونحسن أعمال ضمان الخدمات للعسكريين المسرحين. ونوطد ونطور الوحدة بين الجيش والحكومة والأخرى بين الجيش والشعب.
ويظل الجيش الشعبي جيشا بطلا موثوقا به تماما للحزب والشعب، ولديه ثقة وقدرة على حماية سيادة الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها، وعلى توفير دعامة إستراتيجية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، وعلى تقديم إسهامات أكبر لسلام العالم وتنميته.
ثالث عشر، التمسك بمبدأ «دولة واحدة ونظامان» وتحسينه ودفع عملية إعادة توحيد الوطن الأم
يعتبر مبدأ «دولة واحدة ونظامان» عملا مبتكرا عظيما للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأفضل ترتيب مؤسسي للحفاظ على الازدهار والاستقرار الطويلي الأمد في هونغ كونغ وماكاو بعد عودتهما إلى أحضان الوطن الأم، فلا بد لنا من التمسك به لمدة طويلة.
ويتعين التطبيق الشامل والمحكم لمبادئ «دولة واحدة ونظامان» و«أهالي هونغ كونغ يديرون شؤون هونغ كونغ» و«أهالي ماكاو يديرون شؤون ماكاو» ودرجة عالية من الحكم الذاتي بثبات لا يتزعزع، والمثابرة على إدارة هونغ كونغ وماكاو وفقا للقانون، وحماية النظام الدستوري للمنطقتين الإداريتين الخاصتين والذي حدده الدستور والقانون الأساسي. وسوف نتمسك بمجموعة الأنظمة المعنية بمبدأ «دولة واحدة ونظامان» ونحسنها، ونمارس الولاية القضائية الشاملة للحكومة المركزية إزاء المنطقتين الإداريتين الخاصتين، وننفذ مبدأَيْ «الوطنيون يديرون شؤون هونغ كونغ» و«الوطنيون يديرون شؤون ماكاو»، ونطبق النظام القانوني وآلية تنفيذه لحماية الأمن القومي في المنطقتين الإداريتين الخاصتين. ونواظب على الجمع بين حماية الولاية القضائية الشاملة للحكومة المركزية إزاء المنطقتين الإداريتين الخاصتين وبين ضمان حقهما في الدرجة العالية من الحكم الذاتي، ونثابر على سلطة القيادة الإدارية، وندعم الرئيسين التنفيذيين والحكومتين بالمنطقتين الإداريتين الخاصتين في ممارسة الإدارة بموجب القانون، ونرتقي بالقدرة على الحكم الشامل ومستوى الإدارة والحوكمة لديهما، ونكمل النظام القضائي ومنظومة القوانين للمنطقتين الإداريتين الخاصتين، ونحافظ على استقرار النظام الرأسمالي والأسلوب المعيشي القائم في هونغ كونغ وماكاو مع عدم تغييرهما لمدة طويلة، لتعزيز الازدهار والاستقرار الطويلي الأمد في هونغ كونغ وماكاو.
وينبغي دعم هونغ كونغ وماكاو في تطوير اقتصادهما وتحسين معيشة سكانهما والتغلب على التناقضات والمشاكل ذات الجذور العميقة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وسنبرز أوجه تفوق وميزات هونغ كونغ وماكاو، ونوطد ونرفع مكانتهما الدولية في مجالات المالية والتجارة والملاحة والطيران والعلوم والتكنولوجيا الابتكارية والثقافة والسياحة وغيرها، ونعمق التواصل والتعاون الأكثر انفتاحا والأوثق بين هونغ كونغ وماكاو من جهة وبين مختلف الدول والمناطق في العالم من جهة أخرى. وندفع بناء منطقة خليج قوانغدونغ - هونغ كونغ - ماكاو الكبرى، وندعم هونغ كونغ وماكاو في الاندماج على نحو أفضل في المنظومة العامة للتنمية الوطنية، وأداء دورهما بشكل أجود في مسيرة تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.
ويجب تطوير وتعظيم القوى المحبة للوطن وهونغ كونغ وماكاو، وتقوية الروح الوطنية لدى المواطنين فيهما، لتشكيل جبهة متحدة أوسع لدعم مبدأ «دولة واحدة ونظامان» داخل البلاد وخارجها. ونوجه ضربات قاصمة إلى القوى الرامية إلى معاداة الصين وإرباك هونغ كونغ وماكاو، ونحترس بعزم من تدخل القوى الخارجية في شؤون هونغ كونغ وماكاو ونكبح جماحه.
ويعتبر حل مسألة تايوان وتحقيق التوحيد التام للوطن الأم من المهمات التاريخية التي يكافح الحزب في سبيل إنجازها بعزيمة لا تتزعزع، ومن الأمنيات المشتركة لجميع أبناء الأمة الصينية، وأيضا من المطالب الحتمية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. ونتمسك بتطبيق المنهاج الشامل الذي أقره الحزب لحل مسألة تايوان في العصر الجديد، ونُمسك بإحكام زمام القيادة والمبادرة في العلاقات بين جانبي المضيق، لدفع القضية العظيمة لإعادة توحيد الوطن الأم بثبات لا يتزعزع.
ويمثل مبدأ «التوحيد السلمي، ودولة واحدة ونظامان» أفضل نهج لإعادة التوحيد بين جانبي المضيق، فهو الأكثر صلاحا بالنسبة إلى المواطنين على جانبي المضيق والأمة الصينية. ونتمسك بمبدأ «صين واحدة» و«توافق عام 1992»، وعلى هذا الأساس، ندفع إجراء التشاورات الواسعة والعميقة مع الشخصيات من مختلف الأحزاب والأوساط والفئات في تايوان حول موضوعات العلاقات بين جانبي المضيق وتوحيد الوطن، من أجل العمل معا على دفع التنمية السلمية للعلاقات بين جانبي المضيق وتعجيل عملية التوحيد السلمي للوطن الأم. ونتمسك بالاتحاد مع الجموع الغفيرة من المواطنين في تايوان، ونرسخ دعم القوى الوطنية المؤيدة للتوحيد داخل جزيرة تايوان، لنشارك في استيعاب اتجاه التيار التاريخي والتمسك بالمسؤولية القومية الكبرى ومعارضة «استقلال تايوان» ودفع التوحيد بثبات. وسيبقى الوطن الأم العظيم على الدوام سندا قويا لكل القوى الوطنية المؤيدة للتوحيد.
وتربط جميع المواطنين على جانبي المضيق قرابة الرحم وهم أفراد عائلة واحدة وتجمعهم رابطة الدم. وظللنا نحترم المواطنين في تايوان ونعتني بهم ونعود بالخير عليهم، ونعمل باستمرار على تعزيز التبادل والتعاون اقتصاديا وثقافيا بين جانبي المضيق، وتعميق التنمية الاندماجية بين جانبي المضيق في كافة المجالات، وإكمال الأنظمة والسياسات المتعلقة بزيادة رفاهية المواطنين في تايوان، وتشجيع مواطني جانبي المضيق على التشارك في تطوير الثقافة الصينية، وتعزيز التوافق والتفاهم روحيا بينهم.
إن تايوان هي تايوان الصين. ولذا يعد حل مسألة تايوان من شؤون الصينيين أنفسهم، ويتعين أن يقرروه بأنفسهم. ونسعى إلى مستقبل إعادة التوحيد السلمي بأصدق نية وأقصى جهد، ومع ذلك فلن نتعهد بالتخلي عن اللجوء إلى القوة، ونحتفظُ بخيار اتخاذ جميع التدابير اللازمة في هذا الشأن، وذلك يستهدف تدخل القوى الخارجية والأقلية الضئيلة من الانفصاليين الداعين لـ«استقلال تايوان» وأنشطتهم الانفصالية وليس موجها ضد المواطنين في تايوان أبدا. إن عجلة التاريخ لتوحيد الوطن ونهضة الأمة تندفع إلى الأمام، فلا بد أن يتحقق التوحيد التام للوطن الأم، وسيتحقق بكل تأكيد.
رابع عشر، تعزيز السلام والتنمية العالميين ودفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية
يشهد الوقت الحاضر تغيرات عالمية وعصرية وتاريخية لم يسبق لها مثيل، فالتيار التاريخي المتمثل في السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك لا يمكن وقفه، وقررت إرادة شعوب العالم واتجاه الوضع العام أن تتجه البشرية نحو مستقبل مشرق في نهاية المطاف من ناحية، ومن ناحية أخرى تحدث تصرفات الهيمنة والطغيان والتنمر مثل استئساد الأقوياء على الضعفاء وانتزاع ما لدى الآخرين بالقوة أو الحيلة ولعبة المحصلة الصفرية أضرارا بالغة الخطورة، بينما تزداد حدة القصور من حيث السلام والتنمية والأمن والحوكمة، مما شكل تحديات غير مسبوقة يواجهها المجتمع البشري. وقد وصل العالم إلى مفترق طرق في مسيرة تاريخه مرة أخرى، حيث يتوقف اتجاه سيره على خيار شعوب دول العالم.
وتظل الصين ملتزمة بهدف سياستها الخارجية المتمثل في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، والسعي إلى دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وتنتهج الصين بثبات سياسة خارجية سلمية مستقلة، وتظل تحدد مواقفها وسياساتها حسب جوانب الصواب والخطأ في القضايا ذاتها، وتحافظ على القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وتحمي الإنصاف والعدالة الدوليين. وتحترم الصين سيادة جميع البلدان وسلامة أراضيها، وتلتزم بأن كل الدول تكون على قدم المساواة سواء كانت كبيرة أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، فقيرة أم غنية، وتحترم الطرق التنموية والأنظمة الاجتماعية التي اختارتها شعوب مختلف الدول بصورة مستقلة، وتعارض بحزم نزعة الهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها وعقلية الحرب الباردة والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى إضافة إلى تطبيق معايير مزدوجة. وتنتهج الصين سياسة دفاع وطني ذات طبيعة دفاعية، وتعد تنمية الصين إضافة إلى قوى السلام العالمية، وبغض النظر عن مدى تطورها، فلن تسعى الصين وراء الهيمنة أبدا، ولن تنخرط في التوسع الخارجي أبدا.
وتثابر الصين على تطوير الصداقة والتعاون مع جميع البلدان على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، ودفع بناء علاقات دولية جديدة الطراز، وتعميق وتطوير الشراكة العالمية المتسمة بالمساواة والانفتاح والتعاون، وتكريس نفسها لتوسيع ملتقى مصالحها ومصالح البلدان الأخرى. وتعمل على تعزيز التنسيق والتفاعل الإيجابي بين الدول الكبرى، وتحفيز تشكيل نمط يتميز بالتعايش السلمي والاستقرار العام والتنمية المتوازنة للعلاقات بين الدول الكبرى. وتتمسك الصين بفكرة «الإخاء والإخلاص والمنفعة المتبادلة والتسامح» ومبادئ دبلوماسية الجوار المتمثلة في «اتخاذ الجيران أصدقاء وشركاء»، بغية تعميق الصداقة والثقة المتبادلة ودمج المصالح مع الدول المجاورة. وتعمل الصين أيضا على تعزيز التضامن والتعاون مع سائر الدول النامية وحماية مصالحها المشتركة، متمسكة بمفهوم «الإخلاص والصدق والإخاء والصراحة»، ووجهة النظر الصحيحة إلى العدالة والمنفعة. ويرغب الحزب الشيوعي الصيني في تقوية التبادل والتعاون مع الأحزاب والمنظمات السياسية في مختلف الدول على أساس مبدأ «الاستقلال والمساواة التامة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، ويشجع بنشاط مختلف الجهات من مجالس نواب الشعب ومجالس المؤتمر الاستشاري السياسي والجيش والحكومات المحلية والقطاع غير الحكومي على إجراء اتصالات خارجية.
وتلتزم الصين بسياسة الدولة الأساسية المتمثلة في الانفتاح على العالم الخارجي، وتنتهج بحزم إستراتيجية الانفتاح المتصفة بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وتواصل توفير فرص جديدة للعالم من خلال التنمية الصينية الجديدة، ودفع بناء اقتصاد عالمي مفتوح، مما يعود بفوائد على شعوب العالم بشكل أفضل. وتعمل الصين على الالتزام بالاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية، ودفع عملية تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وتحفيز التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الأطراف، وتعزيز التنسيق الدولي بشأن سياسات الاقتصاد الكلي، لتهيئة بيئة دولية مؤاتية للتنمية وإنماء زخم جديد للتنمية العالمية بصورة مشتركة، كما تعارض الصين الحمائية، وتعارض تصرفات مثل «بناء الجدران وإقامة الحواجز» و«فك الارتباط وقطع سلاسل الصناعة والتوريد»، وتعارض العقوبات الأحادية الجانب وفرض الضغط البالغ الشدة. والصين على استعداد لزيادة استثمارها من حيث الموارد في التنمية والتعاون العالميين، سعيا لتضييق الفجوة بين بلدان الشمال والجنوب، وتقديم الدعم والمساعدة بثبات للبلدان النامية الأخرى في تسريع تنميتها.
وتظل الصين تشارك بنشاط في إصلاح منظومة الحوكمة العالمية وبنائها، وتطبق مفهوم الحوكمة العالمية القائم على مبادئ التشاور والتشارك والتنافع، وتتمسك بالتعددية الحقيقية، بغية تعزيز إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، ودفع تطور الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة ومعقولية. وتحافظ الصين بعزم على المنظومة الدولية التي نواتها الأمم المتحدة، والنظام الدولي الذي أساسه القانون الدولي، والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية التي تقوم على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بينما تعارض الأحادية بكل أشكالها، وتعارض تشكيل تكتلات ودوائر صغيرة إقصائية تستهدف دولة أو دولا معينة. ونواصل تشجيع منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وغيرهما من الآليات المتعددة الأطراف على إظهار دورها بشكل أفضل، وزيادة تأثيرات دول البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون وغيرهما من آليات التعاون، وتقوية تمثيل دول الأسواق الناشئة والدول النامية وحقها في التعبير بشأن الشؤون الدولية. وتثابر الصين على الإسهام بنشاط في وضع قواعد الأمن العالمية، وتقوية التعاون الدولي في مجال الأمن، والمشاركة بحماس في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لتؤدي دورا بناءً في صون السلام العالمي والاستقرار الإقليمي.
ويمثل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية معينا لمستقبل شعوب دول العالم. وكما يقول مثل صيني إن «جميع الكائنات الحية تنمو جنبا إلى جنب ولا يعوق بعضها بعضا؛ وجميع الطرق تسير متوازية ولا يتعارض بعضها بعضا». ولا يمكن التوصل إلى الازدهار الدائم وضمان الأمن، إلا من خلال التزام مختلف الدول بالسير على الطريق المستقيم، وبالتعايش الوئامي والتعاون والفوز المشترك. وقد طرحت الصين مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمية، معبرةً عن رغبتها في بذل جهود دؤوبة مع المجتمع الدولي في تطبيقهما. وستواصل الصين التمسك بالحوار والتشاور لدفع بناء عالم يسوده السلام الدائم؛ والتمسك بالتشارك والتنافع لدفع بناء عالم يسوده الأمن الشامل؛ والتمسك بالتعاون والفوز المشترك لدفع بناء عالم يسوده الرخاء المشترك؛ والتمسك بالتبادل والاستفادة المتبادلة لدفع بناء عالم يسوده الانفتاح والتسامح؛ والتمسك بالتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون لدفع بناء عالم نظيف وجميل.
وندعو بلدان العالم بصدق وإخلاص إلى ترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتعزيز التفاهم والتحابّ بين شعوب مختلف الدول، واحترام تنوع حضارات العالم، وضمان تجاوز سوء الفهم الحضاري من خلال التبادلات بين الحضارات، والتغلب على الاختلافات الحضارية من خلال التعلم المتبادل، والترفع عن أفكار التفوق الحضاري من خلال التعايش بين الحضارات، في سبيل مواجهة كافة التحديات العالمية بشكل مشترك.
ونعيش الآن في عصر مليء بالتحديات، ولكنه مفعم بالآمال. ويحرص الشعب الصيني على التعاون مع شعوب العالم في خلق مستقبل أجمل للبشرية.
خامس عشر، العمل بثبات لإدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل وتعميق دفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد إلى الأمام
الحزب هو مفتاح القضية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل. ويلزم حزبنا بصفته أكبر حزب حاكم ماركسي في العالم أن يحافظ على يقظته وثباته دائما لحل مشاكل مستعصية خاصة بالحزب الكبير من أجل كسب تأييد الشعب وتوطيد مكانته في الحكم الطويل المدى. وبفضل إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل منذ مؤتمره الوطني الثامن عشر، حللنا العديد من المشاكل البارزة داخل الحزب، غير أن الاختبارات التي يواجهها الحزب أثناء ممارسته للسلطة والإصلاح والانفتاح وتنمية اقتصاد السوق والتكيف مع الظروف الخارجية ستظل قائمة لمدة طويلة، وستبقى المخاطر المتمثلة في التراخي المعنوي وضعف القدرة والانفصال عن الجماهير والتواني والفساد لزمن طويل. ولذا لا بد للحزب كله من التذكُّر جيدا أن إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل والثورة الذاتية للحزب تسيران معا على الطريق دائما، ولا يجوز الشعور بالتواني في بذل الجهود أو كراهة العمل مطلقا، ويلزمنا حفز إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل بجهود دؤوبة، ودفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد إلى الأمام بشكل معمَّق، وقيادة الثورة الاجتماعية بالثورة الذاتية للحزب.
ويتعين علينا تطبيق المطالب العامة لبناء الحزب في العصر الجديد، وإكمال نظام إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل، والتعزيز الشامل لأعمال الحزب في التنقية الذاتية والتكميل الذاتي والتجديد الذاتي والترقية الذاتية، لكي يتمسك حزبنا بالغاية الأصلية والرسالة، ويظل نواة قيادية قوية لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
(1) التمسك بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية وتعزيزها. تظل قيادة الحزب شاملة ومنتظمة وكلية، فيجب تنفيذها على نحو شامل ومنتظم وكلي. ولذا، سنكمل المنظومة المؤسسية لقيادة الحزب التي تسيطر على الوضع العام وتنسق بين مختلف الأطراف، ونحسن آلية تنفيذ القرارات والترتيبات المهمة للجنة الحزب المركزية، بهدف ضمان الحفاظ على التوافق التام لكل الحزب مع لجنته المركزية من حيث الموقف والاتجاه والمبدأ والطريق سياسيا، وضمانِ تضامن الحزب ووحدته. وسوف نسعى لإكمال هيئات لجنة الحزب المركزية المعنية بالتنسيق لصنع القرارات والمناقشة، وتقوية القيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية بشأن الأعمال الرئيسية. ونعزز البناء السياسي للحزب، ونتقيد تماما بالانضباط السياسي والقواعد السياسية، بهدف تحقيق اضطلاع اللجان الحزبية (أو المجموعات القيادية الحزبية) على مختلف المستويات بالمسؤولية الرئيسية، وتعزيز قدرة المنظمات والكوادر الحزبية من مختلف المستويات على تقييم الأمور واستيعابها وتنفيذها الصحيح سياسيا. ونثابر على ممارسة السلطة بالأساليب العلمية والديمقراطية وحسب القانون، ونطبق نظام المركزية الديمقراطية، ونبتكر في أسلوب القيادة ونحسنه، بهدف رفع قدرة الحزب على التمسك بالاتجاه العام وتخطيط المصلحة العامة ووضع السياسات ودفع الإصلاح، وإذكاء حماسة مختلف الأطراف. وسنرسخ الطابع السياسي والعصرية والمبدئية والروح الكفاحية في الأنشطة السياسية داخل الحزب، ونتقن الاستفادة من النقد والنقد الذاتي كسلاح، ونواصل تنقية البيئة السياسية داخل الحزب.
(2) المثابرة الدؤوبة على توحيد الفكر وتشكيل الروح المعنوية بأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. يعتبر تسليح كل الحزب بنظريات الحزب المبتكرة مهمة جوهرية للبناء الأيديولوجي للحزب. وسنعزز بناء الحزب في مجال الأيديولوجيا على نحو شامل، ونثابر على توحيد الفكر والإرادة والعمل بأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، ونعد وننفذ خطة دراسة نظريات الحزب المبتكرة والتثقيف بها، ونبني حزبنا حزبا ماركسيا داعيا إلى الدراسة. ونعزز التثقيف بالمثل العليا والعقيدة السياسية، ونرشد جميع أعضاء الحزب لتذكر هدف الحزب، والمعالجة الجيدة لمسألة «الصمام الرئيسي» بشأن وجهات النظر حول العالم والحياة والقيم، ليكونوا بوعي ممَنْ يعتقدون بحزم ويمارسون بإخلاص المثل العليا السامية للشيوعية والمثل العليا المشتركة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. ونواظب على الربط بين الدراسة والتفكير والتطبيق وتوحيد المعرفة والاعتقاد والعمل، ونحول أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد إلى قوة جبارة ترسخ المثُل العليا وتشحذ روح الحزب وترشد الممارسة وتدفع العمل. ونثابر على الجمع بين التسلح النظري ودراسة تاريخ الحزب والتثقيف به بشكل دائم وروتيني، لتوجيه أعضاء الحزب والكوادر لدراسة تاريخ الحزب باطراد من أجل فهم الحقيقة وزيادة الثقة وتقدير الفضيلة والعمل الجدي، وتوارث الجينات الحمراء. ونعمق حملة التوعية بمختلف الموضوعات في الحزب بأسره مع التركيز على الكوادر القيادية على مستوى المحافظة وما فوق.
(3) تحسين مجموعة النظم والقواعد للثورة الذاتية للحزب. نتمسك بإدارة الحزب وفقا للنظم والقواعد، ونتخذ دستور الحزب أساسا والمركزية الديمقراطية محورا، لنكمل مجموعة النظم والقواعد داخل الحزب، ونعزز سلطتها وقوة إنفاذها، وذلك لتشكيل آلية تلتزم بالحقيقة وتصحح الأخطاء وتكتشف المشاكل وتعدل الانحرافات. ونكمل منظومة الرقابة الشاملة التغطية والموثوقة والعالية الفعالية تحت قيادة الحزب الموحدة، ونحسن آلية الرقابة على السلطة وتقييدها، ونعزز الترابط والتناسق بين مختلف الأشكال الرقابية مع إبقاء الرقابة الداخلية للحزب مسيطرة، لجعل السلطة تُمارَس تحت أشعة الشمس. وندفع الرقابة السياسية لتكون ملموسة ودقيقة ومنتظمة، ونعزز فعالية الرقابة على المسؤولين الأوائل والمجموعات القيادية. ونمكن الجولات التفقدية السياسية من الاضطلاع بدورها مثل سيف حاد، ونعزز الجولات التفقدية وأعمال التقويم والإصلاح فيها وتطبيق نتائجها. وننفذ المسؤولية السياسية عن إدارة الحزب بصرامة وعلى نحو شامل، ونطبق المساءلة بشكل جيد باعتبارها سلاحا حادا.
(4) بناء صفوف كوادر رفيعة المزايا تقدر على الاضطلاع بالمهمة العظيمة لنهضة الأمة الصينية. يحتاج بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل إلى فريق من الكوادر يتمتع بالموقف السياسي الثابت ويتكيف مع متطلبات العصر الجديد ويقدر على قيادة بناء التحديثات. ونلتزم بمبدأ إدارة الحزب للكوادر، ونتمسك باختيار الكوادر حسب مبدأ الجمع بين الأخلاق والكفاءة مع وضع الأخلاق في المقام الأول وتعيين الكوادر بناء على الجدارة مهما كان منشأها، لضمان التنفيذ الفعال للمعيار الخاص بالكوادر الجيدة في العصر الجديد. ونحدد الاتجاه المرشد الصحيح في اختيار وتعيين الكوادر، لاختيار الكوادر الرفيعة المزايا والمتخصصة التي تكون مخلصة ونزيهة وجريئة على تحمل المسؤولية، وترقيتها إلى مناصب أعلى بهدف تقوية المجموعات القيادية على مختلف المستويات. ونتمسك بوضع المعيار السياسي في المقام الأول، ونعمق وننفذ بشكل فعال عمل اختبار المزايا السياسية للكوادر مع إبراز أهمية ضمان الجودة في مجالي السياسة والنزاهة. ونعزز اختبار الكوادر من خلال الممارسات وإجراء التدريبات المتخصصة لها، ونهتم بصقل الكوادر في النضال الكبير، ونزيد قدراتها على دفع التنمية العالية الجودة وخدمة الجماهير ودرء المخاطر ونزع فتيلها. ونعزز تشكيل روح النضال والكفاءة النضالية للكوادر مع التركيز على زيادة قدرتها على الوقاية من المخاطر ومواجهة التحديات والصمود أمام الصدام والضغوط، حتى تجرؤ على تحمل المسؤولية في مقدمة الصفوف، وتظهر كفاءتها في الحالات العادية وتقف في الصدارة خلال الأوقات الحاسمة وتتقدم بلا خوف في لحظات الخطر. ونحسن منظومة فحص الكوادر وتقييمها، ونرشدها لترسيخ وممارسة وجهة النظر الصحيحة تجاه الإنجازات، وندفعها للاستعداد للترقية أو تنزيل الدرجة والاستعداد للدخول والخروج، من أجل تشكيل وضع جيد لترقية القادرين ومكافأة الممتازين وسحب الخاملين وعزل الرديئين. ونعمل على إعداد الخلف لقضيتنا باعتباره أمرا حيويا، ونكمل آلية عمل روتينية لتأهيل الكوادر الشابة الممتازة واختيارها، ونتخذ نزول الكوادر الشابة إلى الوحدات القاعدية والمناطق ذات الظروف القاسية بغية الصقل والترعرع طريقةً مهمة لتأهيلها. ونولي الاهتمام لتأهيل واختيار الكوادر من النساء لنجعلها تؤدي دورها المهم. ونحرص على تأهيل الكوادر من أبناء الأقليات العرقية، والاستفادة منها بشكل جيد، ونجري تخطيطا شاملا لإجادة الأعمال الخاصة بالكوادر خارج الحزب. ونتقن الأعمال الخاصة بالكوادر المتقاعدة. ونعزز ونحسن الأعمال المتعلقة بالموظفين الحكوميين، ونحسن توزيع الموارد في تحديد حجم وبنية الأجهزة الحكومية. ونلتزم بالجمع بين الإدارة الصارمة والعناية العميقة، ونعزز إدارة الكوادر في شتى النواحي والرقابة الدائمة عليها، وننفذ مبدأ «التمييز بين الأخطاء في ثلاثة جوانب» (تمييز الأخطاء التي ترتكبها الكوادر خلال دفع الإصلاح بسبب نقص التجربة وفي إجراء تجارب أولية عن التصرفات المخالفة لقواعد الانضباط والقوانين والتي تعرفها الكوادر تماما وتقوم بها عمدا؛ وتمييز الأخطاء الناجمة عن التجارب الاستكشافية التي لم تحددها السلطات الأعلى بشكل واضح عن التصرفات المنتهكة لقواعد الانضباط والقوانين والتي تحظرها السلطات الأعلى ولكن الكوادر لا تزال تمارسها كما تشاء؛ وتمييز الأخطاء التي لا تتعمدها الكوادر أثناء دفع التنمية عن التصرفات المنتهكة لقواعد الانضباط والقوانين والتي تسعى وراء المصالح الشخصية -- المحرر)، ونشجع الكوادر على الجرأة على تحمل المسؤولية والعمل بنشاط. ونقدم الرعاية للكوادر العاملة في الوحدات القاعدية خاصة في المناطق ذات الظروف القاسية.
(5) تعزيز الوظائف السياسية والتنظيمية لمنظمات الحزب. يكمن تفوق الحزب وقوته في أطره التنظيمية المحكمة. وينبغي لمنظمات الحزب على كافة المستويات أداء مختلف واجباتها التي يكلفها دستور الحزب لها، وتطبيق وتنفيذ خطوط الحزب ومبادئه وسياساته والقرارات والترتيبات المتخذة من قبل لجنة الحزب المركزية بشكل جيد، وتنظيم وحشد الجماهير الغفيرة من مختلف الأوساط بشكل جيد. ونتمسك بالاتجاه الواضح لإيلاء اهتمام بالغ للوحدات القاعدية، ونتقن عمل بناء الحزب لتعزيز النهضة الريفية، ونعزز عمل بناء الحزب في المجمعات السكنية بالمدن، وندفع حوكمة الوحدات القاعدية تحت موجهات بناء الحزب، ونواصل تقويم منظمات الحزب القاعدية الضعيفة والمتراخية، وذلك في سبيل بناء منظمات الحزب القاعدية لتصبح قلاع نضال قوية تحقق بشكل فعال قيادة الحزب. ونرفع جودة بناء الحزب في الدوائر الحكومية، ونمضي قدما في عمل بناء الحزب في المؤسسات غير الإنتاجية، وندفع تعزيز قيادة الحزب أثناء تحسين إدارة المؤسسات المملوكة للدولة والمؤسسات المالية، ونعزز عمل بناء الحزب في المؤسسات ذات الملكية المختلطة والمؤسسات غير العامة، ونرتب نظام الإدارة بشأن أعمال بناء الحزب في الجمعيات الصناعية والجمعيات الأكاديمية والغرف التجارية. ونعزز بناء الحزب في المنظمات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة الطراز وجماعات العاملين في الأشكال الجديدة من التوظيف. ونهتم بقبول أعضاء الحزب الجدد من الشباب والعمال الصناعيين والفلاحين والمثقفين، ونعزز ونحسن إدارة وتوعية أعضاء الحزب خاصة أعضاء الحزب في مرحلة انتقالية. ونطبق نظام الديمقراطية داخل الحزب، ونضمن حقوق أعضاء الحزب، ونشجعهم على إظهار دورهم الطليعي والنموذجي. ونعالج أعضاء الحزب غير المستوفين لشروط عضوية الحزب بشكل صارم وسليم للحفاظ على تقدمية صفوف أعضاء الحزب ونقائها.
(6) التمسك بتقوية تقويم السلوك وتشديد الانضباط بناء على المبدأ المتجسد في الصرامة. يعتبر أسلوب عمل الحزب مسألة يتوقف عليها مصير الحزب الحاكم. ويجب تطوير تقاليد الحزب المجيدة وأساليب عمله الممتازة، وحث الكوادر الحزبية خاصة الكوادر القيادية على العمل في مقدمة الصفوف لإجراء التحقيق والدراسة، والانهماك في أداء العمل الفعلي وإيجاد تدابير ناجعة والسعي إلى تحقيق نتائج ملموسة. ومن الضروري الدأب في تطبيق روح الضوابط الثمانية الصادرة عن لجنة الحزب المركزية، والاهتمام بـ«الأقلية الحاسمة» لجعل كوادر الحزب على المستوى الأعلى قدوة للكوادر الأخرى على المستوى الأدنى، ومواصلة تعميق معالجة مشاكل «الأساليب الشريرة الأربعة» مع التركيز على معالجة الشكلية والبيروقراطية، والتخلص بحزم من عقلية الامتيازات الشخصية والتصرفات المرتبطة بها. ونعمق معالجة المشاكل التي تحدث بكثرة وتظهر بشكل مكرر بناء على الخصائص الإقليمية والقطاعية والمرحلية لبناء أسلوب عمل الحزب، بهدف المضي قُدما في بناء أسلوب العمل بشكل منتظم وعلى مدى طويل. ونعزز البناء الانضباطي للحزب على نحو شامل، ونحث الكوادر القيادية خاصة الكوادر على المستويات العالية على التشدد مع نفسها وأداء مسؤولياتها بحزم وإدارة مَن تحت قيادتها بصرامة، ونتقصى ونعالج أية مشكلة منتهكة لقواعد انضباط الحزب فور اكتشافها. ونتمسك بإيلاء الاهتمام لروح الحزب وأسلوب عمله والانضباط الحزبي على حد سواء، في سبيل تقوية الأصل والحيوية من حيث الأيديولوجيا، ورفع الوعي بروح الحزب، وزيادة القدرة على مقاومة الفساد والاحتراس ضد الانحطاط، وتغذية الروح النبيلة المتمثلة في «لن يغريني المال ولا الجاه ولن يغير عزيمتي الفقر ولا الذل ولن يخضعني النفوذ ولا القوة».
(7) العزم على تحقيق الانتصار في المعركة الحاسمة والطويلة الأمد لمكافحة الفساد. يعد الفساد أكبر ورم خبيث يضر بحيوية الحزب وقوته النضالية، وتشكل مكافحة الفساد الثورة الذاتية الأكثر جذريةً. وطالما توجد التربة والظروف المغذية لنشوء الفساد، لا يجوز لنا التوقف عن مكافحته ولو لحظة واحدة، ولا بد لنا من الاستنفار دائما لشن الحرب عليه. ونثابر على دفع التقدم الكلي لبناء آلية تضمن عدم الجرأة على الفساد وعدم وجود إمكانية له والإحجام عنه، وتوجيه القوة في وقت واحد ونحو اتجاه واحد وبشكل متكامل. ونكافح الفساد ونعاقب مرتكبي أعمال الشر بموقف عدم التسامح مطلقا، لكبح ازدياد مشاكل الفساد بقوة أكبر وإزالة المشاكل الموجودة بفعالية أكبر، ونعقد العزم على تقصي ومعالجة قضايا الفساد الذي تتشابك فيه المشاكل السياسية والأخرى الاقتصادية، ونمنع بحزم الكوادر القيادية أن تصبح متحدثة ووكيلة لمجموعات مصلحية وجماعات نفوذ، ونعالج بحزم وبدون أي تساهل مسألة تواطؤ الأوساط الحكومية مع رجال الأعمال والتي تضر بالبيئة السياسية وبيئة التنمية الاقتصادية. ونعمق معالجة مسألة الفساد في المجالات التي تتمتع بالصلاحيات المركزة والتمويل الكثيف والموارد الوفيرة، ونعقد العزم على معاقبة الفاسدين الموجودين بالقرب من الجماهير والمعروفين باسم «الذباب»، ونتقصى ونعالج بصرامة مشاكل الفساد المتجسدة في استغلال زوجات أو أزواج أو أبناء الكوادر القيادية، وزوجات أو أزواج هؤلاء الأبناء، وغيرهم من الأقارب، والموظفين المقربين من هذه الكوادر، النفوذَ للسعي وراء المصالح الخاصة، ونواظب على التحقيق في سلوك الارتشاء والرشو معا، ونعاقب مرتكبي الفساد الجديد الطراز والفساد الكامن. ونعمق التعاون الدولي في مكافحة الفساد، للتشكيل الكلي لآلية ملاحقة الفاسدين الهاربين ومنع هروبهم واسترداد أموالهم غير الشرعية. ونعمق الإجراءات التي تجمع بين المعالجة الفرعية والأخرى الجذرية، وندفع عجلة التشريع الوطني بشأن مكافحة الفساد إلى الأمام، ونعزز بناء ثقافة النزاهة في العصر الجديد، ونقوم بتوعية وإرشاد أعضاء الحزب وكوادره لرفع الوعي بالإحجام عن الفساد، حتى يكونوا نزيهين ويعملون بإخلاص، ونربط وننسق بين المعاقبة الصارمة ومعايرة السلطة والتوعية والإرشاد، ونواصل كسب نتائج أكثر من حيث الأنظمة وتحقيق فعالية معالجة أكبر.
أيها الرفاق
ينادينا العصر، ويتطلع إلينا الشعب. ويجب علينا العمل بعزيمة لا تتزعزع وبصدق لا يتراخى، وبهذا وحده يمكن ألا نخيب العصر والشعب فينا. ويلزم الحزب بأسره تذكُّر أنّ التمسك بقيادة الحزب الشاملة هو الطريق الذي لا بد لنا من السير عليه للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها، وأنّ الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي الطريق الذي لا بد لنا من السير عليه لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، وأنّ التضامن والكفاح هو الطريق الذي لا بد للشعب الصيني من السير عليه لتحقيق المنجزات التاريخية العظيمة، وأنّ تطبيق الفكر التنموي الجديد هو الطريق الذي لا بد لنا من السير عليه لتطوير بلادنا وتقويتها في العصر الجديد، وأنّ إدارة الحزب بصرامة وعلى نحو شامل هي الطريق الذي لا بد للحزب من السير عليه للحفاظ على حيويته ونشاطه والنجاح في إكمال رحلته إلى الامتحان الجديد. ويمثل ذلك معرفة لقوانين بالغة الأهمية توصلنا إليها من خلال ممارساتنا الطويلة الأمد، ولا بد لنا أن نحرص عليها كل الحرص، ونتمسك بها حتى النهاية، ونعمل بها بدأب ومثابرة، لكي نقود ونضمن مخر السفينة العملاقة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عباب البحر متحدية العواصف والأمواج وتسير آمنا وبعيدا.
والتضامن هو القوة، والتضامن وحده يؤدي إلى النصر. ولا بد لنا من إطلاق العنان للقوة الخلاقة العظيمة لدى مئات الملايين من أبناء الشعب لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. وينبغي للحزب بأسره الالتزام بالهدف الأساسي المتمثل في خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص، وترسيخ وجهة النظر الجماهيرية، وتطبيق الخط الجماهيري، واحترام روح المبادرة لدى الشعب، والتمسك بمبدأ «أن يكون كل شيء نعمله من أجل الشعب وبالاعتماد عليه» وبمبدأ «من الجماهير وإليها»، والحفاظ دائما على ارتباطه بجماهير الشعب ارتباط اللحم بالدم، وقبول النقد والرقابة من قبل الشعب دائما، والمثابرة على مشاركة الشعب في السراء والضراء والاتحاد معه كرجل واحد، ومواصلة توطيد الوحدة الكبرى بين أبناء الشعب من كافة القوميات في أنحاء البلاد، وتعزيز الوحدة الكبرى بين أبناء الأمة الصينية داخل البلاد وخارجها، وذلك في سبيل تشكيل قوة متضافرة هائلة لتحقيق حلم الصين بقلب واحد وجهود مشتركة.
وإذا قوي الشباب، قويت البلاد. ويعيش الشباب الصينيون في العصر الراهن في زمانهم المناسب، حيث يبدو أمامهم مسرح واسع لا مثيل له لعرض مواهبهم، وآفاق مشرقة لا شبيه لها لتحقيق أحلامهم. ويتعين على الحزب بأسره الاهتمام بالعمل الشبابي باعتباره عملا إستراتيجيا، ويسلح الشباب بنظريات الحزب العلمية، ويلهمهم بغاية الحزب الأصلية ورسالته، ويكون صديقا حميما للشباب ومتحمسا في ممارسة العمل الشبابي ومرشدا لجماهير الشباب. ويجب على الشباب الإصغاء إلى صوت الحزب والسير وراءه بثبات لا يتزعزع، والتطلع إلى الطموحات مع الوقوف على الأرض الواقعية، والجرأة على التفكير والممارسة مع إحراز النتائج المحمودة من خلال الأداء الحسن، وعقد عزمهم على أن يكونوا شبابا ممتازين في العصر الجديد يتحلون بالمثُل العليا ويجرؤون على تحمل المسؤولية ويقدرون على تحمل المشقات والمتاعب ويستعدون لخوض غمار الكفاح، لتتفتح زهور الشباب بهية سنية في الممارسات المتوقدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.
أيها الرفاق
قد أحرز الحزب منجزات عظيمة على مدى مائة سنة بكفاحه العظيم، وسيحرز بكل تأكيد منجزات عظيمة جديدة بكفاحه العظيم الجديد. وينبغي للحزب بأسره والجيش بأكمله وأبناء الشعب من كافة القوميات في أنحاء البلاد الالتفاف الوثيق حول لجنة الحزب المركزية، والتذكر على الدوام أن الكلام الفارغ يضر بالدولة والعمل الفعلي ينهض بالوطن، وترسيخ الثقة والعمل بقلب واحد وإرادة واحدة، والانكباب على العمل والتقدم إلى الأمام بشجاعة، لنتضامن ونكافح من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية قُدما على نحو شامل.
المصدر: الخارجية الصينية