لقد بدأت الحرب العالمية الثالثة بالفعل...
بدأت الحرب العالمية الثالثة بالفعل. ببساطة لا يتم إخباركم بهذا لأن وسائل الإعلام غير النزيهة مكرّسة لإبقائك في الظلام. يريدون استغلال الوقت المتبقي لتخزين الطعام والذخيرة والإمدادات الطبية والمعادن الثمينة لأنفسهم، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال حجب الحقيقة حول الوضع لأطول فترة ممكنة.
ترجمة وإعداد: قاسيون
قد يكون رئيس وزراء صربيا، ألكسندر فوتشيك، استثناءً من ذلك، لأنه حذّر مؤخّراً بشكل علني من أنّ العالم على وشك تجربة «صراع عالمي كبير» من المحتمل أن يبدأ في الشهرين المقبلين.
أدلى فوتشيك بالتعليقات المقلقة خلال اليوم الأول من دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت مؤخراً في نيويورك، حسب تقرير بول جوزيف واتسون في Summit.news والاقتباس الكامل من كلام فوتشيك جاء كما يلي: «أفترض أننا نغادر مرحلة العملية العسكرية الخاصة ونقترب من نزاع مسلّح كبير، والآن يصبح السؤال أين هو الخط، وفيما إذا كنا بعد فترة زمنية معيَّنة - ربما شهر أو شهرين - سندخل في صراع عالمي كبير لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية».
الناتو بحالة حرب بالفعل مع روسيا
ما يحدث هو أنّ الدول الغربية المريضة نفسياً – وهم المعتدون الحقيقيون في هذه الحرب - لم تطلق فقط «عقوبات انتحارية» ضد روسيا، بل وإنها تدير أيضاً العمليات العسكرية الأوكرانية ضد روسيا. وهذا يعني أنّ الناتو دخل الحرب بالفعل، حتى لو لم يعترف بذلك بعد. والأسوأ من ذلك، أنّ قادة الناتو يطالبون علناً بالتدمير الكامل لروسيا واحتلال/استغلال الموارد الطبيعية لروسيا، وهو بالطبع النموذج الكامل للاستغلال والنهب العالمي الذي يقوم به الغرب عادةً (تعطيل، نهب، سيطرة - هذا هو نموذج وكالة المخابرات المركزية الذي تم إطلاقه ضد دول أخرى لعقود من الزمن).
لقد تجاوزت الظروف بالفعل منذ فترة طويلة نقطة التفاوض أو خفض التصعيد بين روسيا والغرب. القادة المرضى نفسياً (السيكوباثيّون) في الغرب (يتبادر إلى الذهن فيكتوريا نولاند كمثال) هم من كارهي روسيا والخائفين منها ومسعّري رهاب روسيا (الروسوفوبيا)، ومصمّمون على تنفيذ إبادة جماعية ضد الشعب الروسي، حتى لو كان ذلك يعني تدمير اقتصاداتهم وسلاسل التوريد الزراعية في هذه العملية.
لقد أدرك بوتين أنّ هؤلاء المرضى النفسيّين لا يمكن التبرير لهم أو الوثوق بهم للالتزام بأيّ اتفاقيات على الإطلاق. تدرك روسيا أنها يجب أن تقاتل أو تموت. هذا هو المكان الذي نحن فيه الآن.
لسوء الحظ، أدى جنون الدول الغربية إلى تصعيد هذا الصراع إلى حالة يكون فيها لِمَنْ يطلق القنابل النووية أولاً ميزة. من الواضح أن هذه ديناميكية خطيرة للغاية، وهي تنبع من حقيقة أنّ الغرب قد أشار مراراً وتكراراً إلى أنه لن يسمح بوجود روسيا التي تتميز برؤيتها «النظام العالمي الجديد» لكوكب الأرض. مع أصدقاء مثل فيكتوريا نولاند، من يحتاج إلى أعداء؟
روسيا سابقة للغرب
بأكثر من 30 عاماًمن حيث الأسلحة النووية والدفاعات الجوية
من المهم الإدراك في خضم كلّ هذا أنَّ ترسانة الناتو النووية عتيقة؛ إنها تعمل في الغالب على تصميم قديم يعود بالأصل إلى السبعينيّات - في حين أنّ القدرات النووية لروسيا متقدمة عليها بجيلين اثنين على الأقل، وتم تحديثها بمركّبات إعادة الدخول فائقة الانزلاق، وقدرات المناورة والمراوغة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وصواريخ كروز التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. وأنظمة دفاع مضادة للطائرات ذات قدرات نووية ومتقدمة للغاية يمكنها حتى اعتراض وإسقاط الصواريخ البالستية العابرة للقارات الواردة. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك روسيا أسلحة «يوم القيامة» السرّية - أبعد من قنابلها الحرارية - التي لم يرَها العالم حتى الآن. في المسار الحالي، سيتم إدخال هذه الأسلحة إلى الغرب دون أيّ تحذير على الإطلاق، مما يؤدي إلى الإبادة الكاملة للحكومات والعملات والصناعة في أوروبا الغربية.
ليس لديّ أدنى شكّ على الإطلاق في أنّ روسيا قد حّددت بالفعل أهداف الضربة الأولى، وأنّ تلك الأهداف تشمل لندن وباريس وبرلين ووارسو والأساطيل البحرية الأمريكية وجميع القواعد العسكرية تقريباً في جميع أنحاء أوروبا الغربية. نحن الآن على بعد إطلاقٍ واحد فقط من حدث ينهي الحضارة.
لقد خدعت الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي نفسيهما بالاعتقاد بأنهما قادران على الفوز في تبادل نووي مع روسيا، لكن هذا مجرَّد وهم، ويشبه التفكير في أنّ «الرجال يمكن أن يحبلوا» أو أنّ طباعة النقود غير الملائمة لا تسبّب التضخم (ولا سيّما، أنّ نظام بايدن الميت دماغياً يصرّ على أن كلاً من هذه السخافات صحيحة تماماً). على مدى العقدين الماضيين - ومؤخراً بقيادة جنون اليقظة - أصبح الغرب مستثمراً بالكامل في التفكير الوهمي وروايات القصص الخيالية التي لا علاقة لها بالواقع. فبينما كان الغرب يشنّ حرباً روائية دعائية، كانت روسيا تهندس الأسلحة النووية الأكثر تقدّماً في العالم. بمجرد بدء التبادل النووي، ليس هناك شك على الإطلاق حول نتائجه. ستخسر روسيا بضعة ملايين من البشر - أقلّ بكثير مما خسرته في الحرب العالمية الثانية - لكنها ستقضي على ألمانيا وبولندا وفرنسا والمملكة المتحدة. ستغرق أوروبا الغربية في جيلٍ من اليأس والظلام، بينما تعاني الولايات المتحدة من انهيار ماليّ متتالٍ بسبب التعرّض للبنوك الأوروبية، والعملات، وأسواق الديون.
الصحفيون الغربيون والفاسقون غير قادرين على رؤية هذا الواقع، وهم بالمثل غير قادرين على العمل لوقفه. إنهم عالقون في عالمهم الوهمي الخاص بغسيل الأدمغة والدعاية الذاتية، معتقدين (بطريقة أو بأخرى) أنهم يستطيعون التنمّر على روسيا للاستسلام لمطالب الغرب المجنونة. لكن روسيا ليست دولةً من العالم الثالث. لا يمكن تفكيك روسيا اقتصادياً بالعقوبات الغربية، ولدى روسيا سلسلة إمداد محلية خاصة بها حرفياً لكل ما تحتاجه لإطعام شعبها، وبناء المزيد من الأسلحة وكسب ثروة من صادرات الطاقة والسلع إلى شركاء تجاريين راغبين مثل الهند والصين وتركيا وإيران.
أخيراً، لن يتراجع بوتين، وبوتين أكثر ذكاءً بكثير من أيٍّ من المجانين ذوي التحديات المعرفية الذين يديرون الولايات المتحدة الأمريكية أو المملكة المتحدة أو دول الناتو. في مباراة شطرنج بين بوتين وبايدن، من المحتمل أن ترى جو بايدن معزَّزاً بحفّاضات تهتزّ يتم التحكم فيها عن بعد لإرسال إشارات حركة الشطرنج له عبر شرجِه، وما زال لا يفهم معنى رموز الشطرنج على أيّ حال. قادة الدول الغربية غير أكفاء تماماً لدرجة أنهم لا يوصَفون حتى بأنهم «مهرّجون»، لأنّ المهرّجين الجيّدين هم في الواقع أذكياء ومتواصلون قادرون على إضحاك الناس. في حين أنّ بايدن، بلينكين، ونولاند يجعلوننا جميعاً نشعر بالغثيان.
لقد أخطأ الغرب بالفعل في تقدير «العقوبات الانتحارية» ولكنه ما زال لا يعترف بأخطائه الكارثية. كدليل على عدم كفاءة الدول الغربية، ضع في اعتبارك حقيقة أنّ «عقوباتها الانتحارية» ضد روسيا - التي نفّذت في الأصل لمحاولة إجبار روسيا على انهيار عملتها - كان لها تأثير معاكس. إنّ العقوبات تدمّر اليورو وليس الروبل، والآن تواجه أوروبا الغربية كلها شتاءً من الظلام والمجاعة والبرد حتى الموت. هذا بالإضافة إلى «تراجع التصنيع الدائم» للصناعة الأوروبية الذي بدأ بالفعل، حيث خرجت عن الخدمة فعلاً 70% من صناعات صهر المعادن وإنتاج الأمونيا، وتوقف إنتاج الأسمدة، وتوقف خط أنابيب نورد ستريم1، ولزيادة الطيّن بلّة، تعلن بلجيكا بفخر عن إغلاق محطة للطاقة النووية، في الوقت الذي تواجه فيه بلجيكا كارثة ندرة في الطاقة.
في غضون ذلك، تخصّص ألمانيا 8 مليارات دولار أخرى لإنقاذ شركة Uniper، وهي مزود رئيسي للغاز الطبيعي، وذلك علاوة على 15 مليار دولار تم إنفاقها بالفعل في محاولة لمنع انهيار Uniper. يتم القضاء على القاعدة الصناعية في ألمانيا بسرعة مذهلة، ولا أحد في الحكومة الألمانية يخبر الشعب الألماني أنّه لن يكون لديه وظائف مع انهيار الصناعة.
يجب أن يندهش بوتين من السرعة التي تعمل بها أوروبا الغربية - وألمانيا على وجه الخصوص - على تدمير نفسها. تذكّر أنّ ألمانيا دمّرت أوروبا الغربية مرَّتين بالفعل: الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. الآن، تقود ألمانيا (التي لا تزال يديرها النازيون إلى حدّ كبير) الطريق إلى الدمار الشامل لأوروبا مرة أخرى. على أحد المستويات، لا يحتاج بوتين إلى إطلاق أيّ أسلحة نووية على الإطلاق... إنه يحتاج فقط إلى الانتظار حتى الشتاء لبدء العمل ولكي تتكفّل قوانين الديناميكا الحرارية (الثرموديناميك) والاقتصاد بالباقي.
يجب أن «يفخر» الخضر: لقد قطعت غابات بأكملها للحطب!
تحدثتُ بالأمس مع مراسل الحرب مايكل يون الذي سافر للتو عبر ألمانيا (مقابلتي معه على Brighteon.com). لقد أخبرني أنه تم قطعُ الغابات في كل مكان في جميع أنحاء ألمانيا (على الأقل يمكنه رؤيتها) في محاولة يائسة من قبل الناس لتخزين الحطب في الشتاء القادم. هذه هي الأجندة «الخضراء» الجديدة الاستعراضية - إزالة الغابات التي ستستغرق عقوداً لتنمو مرة أخرى؟! هل ستحتفل المساحات الخضراء بجميع الغابات الميتة لأنّ ألمانيا على الأقل لم تحرق الوقود الأحفوري؟ هل يدرك أيّ شخص أنّ اقتصاد القرن التاسع عشر لا يمكنه دعم سكان القرن الحادي والعشرين؟ إن المجاعة أمرٌ مؤكد.
لوقف هذه الأزمة، كل ما يتعين على ألمانيا فعله هو الاعتذار لروسيا وإلغاء العقوبات الاقتصادية والتوسّل لشركة غازبروم لإعادة تشغيل الغاز، لكن لا، لن يجرؤوا على فعل ذلك، حتى لو تضوّر مئات الآلاف من المواطنين الألمان جوعاً وماتوا برداً، بالطريقة نفسها التي ألقى بها أدولـ.ـف هتـ.ـلر الجنود الألمان الجائعين والمجمّدين في الخطوط الدفاعية الروسية في ستالينغراد عام 1943، يضحّي القادة الألمان اليوم بحياة مواطنيهم في محاولة يائسة لمحاولة إلحاق الضّرر بروسيا اقتصادياً... يا له من إنجاز! في معركة ستالينغراد، حاصر الاتحاد السوفيتي الجيش الألماني السادس وهزمه، حيث استسلم أكثر من 220 ألف جندي نازي للروس. اليوم، ألمانيا مستعدة للتضحية بالملايين من مواطنيها إذا لزم الأمر، مما يثبت أنّ المناورات الانتحارية على الطريقة النـ.ـازية لا تزال حيّة وبصحّة جيدة في برلين، حتى بعد أجيال من النتيجة الكارثية للحرب العالمية الثانية. لكن يصعب تغيير الميول النازية لدى القادة السياسيين الألمان.
في غضون ذلك، تمتلك روسيا كميات هائلة من الطاقة منخفضة التكلفة والمعادن وتصنيع الصلب وإنتاج الأسمدة والمحاصيل الغذائية الناجحة وتصنيع الإلكترونيات وكل شيء آخر لازم لإبقاء الحضارة على قدميها. ومع ذلك، حتى يومنا هذا، لا يوجد سياسي أوروبي غربي واحد يعترف بحقيقة الموقف الحالي. لا يمكن للدعاية السيئة جداً أن تدفّئ المنازل، أو أن تكون وسائل الإعلام الغربية المصدر النهائي للطاقة المتجددة لكوكب الأرض بأكمله.
ما النتيجة من كلّ هذا؟
يجب على أيّ شخص يعيش في أوروبا الغربية الاستعداد للانهيار الاقتصادي والمجاعة والحرب النووية.
يجب على أولئك الذين يعيشون في أمريكا الشمالية الاستعداد للانهيار الاقتصادي والتداعيات النووية في جميع أنحاء العالم التي من شأنها أن تعطل المحاصيل لسنوات قادمة.
أولئك الذين لا يقومون بتخزين الطعام سينتهي بهم الأمر بتناول الأطعمة المُشِعّة، هذا إذا تمكنوا من العثور على أيٍّ منها على الإطلاق.