انتقادات للسلطة الفلسطينية: رئيسها يهنّئ حكومة الاحتلال بينما تقتحم قواته الأقصى
في الوقت الذي اقتحم به مستوطنون صهاينة بحماية القوات الأمنية «الإسرائـ.ـيلية» المسجد الأقصى مع أول أيام الأعياد اليهودية وقاموا بالاعتداء على عشرات الفلسطينيين العُزَّل، كشفت مصادر «إسـ.ـرائيلية» عن اتصال قام به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوزير الحرب «الإسـ.ـرائيلي» بيني غانتس مهنّئاً إياه برأس السنة العبرية، ليلّخص هذا المشهد جزءاً أساسياً من طبيعة الصراع الجاري في فلسطين المحتلة.
سبق ذلك أن أعلن الكيان الصهيوني عن إغلاق شامل على الضفة الغربية وكافة معابرها خلال فترة الأعياد اليهودية دون تحديد سقفٍ زمني له، بعد أن نشب صراعٌ مستمر منذ أسابيع بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال من جهة، والفلسطينيين وقوات حكومة أوسلو من جهة أخرى، وتحديداً في مدينة نابلس التي شهدت اقتحاماً للقوات الأمنية وأجرت عدة اعتقالات بحق الفلسطينيين من بينهم الأسير المحرَّر مصعب اشتية وعميد طبيلة اللذان تسبب اعتقالهما بموجهة تصعيد ومواجهات جديدة.
وشهدت القدس خلال الأسبوعين كما غالبية المدن والقرى على الشريط الفاصل للضفة الغربية والمنطقة الواصلة بين القدس وتل أبيب، عمليات متكررة من طعن ودهس وإطلاق نار قام بها المقـ.ـاومون الفلسطينيون تجاه المستوطنين الصهاينة أو قواتهم الأمنية.
يعكس هذا الاستمرار بالعمليات الفلسطينية المقـ.ـاومة بكمّها ونوعها على حدٍّ سواء، فشلاً «إسـ.ـرائيلياً» مزمناً في قمعها أو الحد منها، سواء من قبل القوات «الإسـ.ـرائيلية» أو من قوات التنسيق الأمني التابعة لحكومة أوسلو، بل إن الجديد النوعي بالصراع الفلسطيني-الصهيوني هو انتقال عمليات المقـ.ـاومة الشعبية لوتيرة تكاد تكون يومية وبمعدّل نجاح أعلى.
بالعودة إلى اقتحام المسجد الأقصى، اندلعت مواجهات يوم الإثنين بين الفلسطينيين والمستوطنين والقوات الأمنية الصهيونية في بلدة سلوان والعيساوية بالقدس ومدينة الخليل المحتلَّتين إثر اعتداءات المستوطنين بدايةً، وكما كل مرة يجري بها تصعيد في الأقصى، سيتبعه تصعيد سياسي بين الفصائل وحكومة الاحتلال قد يصل لمستوى عسكري أيضاً.
من زاوية أخرى، يستمر الأسرى رغم اعتقالهم بإشغال الكيان وتوتيره سياسياً وأمنياً، فمن آخر هذه الخطى إعلان 30 أسيراً فلسطينياً البدء بإضراب مفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري وتجديد هذا الاعتقال دون تحديد سقفٍ زمنيّ له، مما يشكل ضغطاً على الكيان وسيجبره تقديم تنازلات جديدة.
وتشهد سلطة أوسلو برئاسة عباس انتقادات كبيرة ومتزايدة، تضاعفت مع قيام قواتها الأمنية باعتقالات عدة بحق الفلسطينيين خلال الأسابيع القريبة الماضية، كما تعرّض عباس لانتقادات حادّة بعد إلقاء كلمته في الأمم المتحدة حيث وصفها الفلسطينيّون بالمكرّرة والفارغة والخالية من أية أفعال، كما قاموا باستذكار كلمة عباس في العام الماضي التي هدَّد خلالها حكومة الاحتلال بقرارات جديدة ما لم يضع حداً لانتهاكاته، دون أنْ يجري شيء مع استمرار التنسيق الأمني على قدمٍ وساق.