هل هنالك تفسير آخر لقضية سلمان رشدي؟
يتم نقاش محاولة اغتيال الروائي سلمان رشدي من زوايا متعددة؛ هنالك من يناقش المسألة من باب حرية التعبير، وهنالك من يناقشها من باب العلاقة بين الأديان والفكر، وهنالك من يناقشها من باب العلاقات الأمريكية الإيرانية وخصوصية اللحظة السياسية ربطاً بالاتفاق النووي...
لا نحاول هنا الحكم على أيّ من هذه الزوايا، بل ولا نسعى لتقديم رأي في أي منها، وإنما نطرح فرضية لم نرها ضمن المعالجات المختلفة للمسألة، ونعتقد أنها فرضية تستحق الحياة نظراً لوجود مبررها السياسي والعملي.
تقول الفرضية: محاولة اغتيال رشدي هي شأن داخلي أمريكي! أي أنها جزء من الصراع الجاري ضمن النخبة الأمريكية حول الاستراتيجية المطلوب اتباعها ضمن الصراع الدولي الجاري، بين تيار يريد استكمال السير حتى النهاية في المواجهة مع كل من روسيا والصين، وتيارٍ آخر يرى أنّ مواجهة كهذه محكومة بالفشل، ولذا يسعى لانكفاء أمريكي باتجاه الداخل، مع الحفاظ على حرارة معينة للمواجهة لا يجوز تعديها.
التيار الأول هو التيار الذي نرى بايدن في واجهته، والثاني هو التيار الذي يوجد ترامب في واجهته.
ولكن ما علاقة ذلك كلّه بمسألة رشدي؟
قبل محاولة اغتيال رشدي بعدة أسابيع، بدأت صحف أمريكية بتسريب ما قالت إنه تقارير استخبارية حول قائمة اغتيالات إيرانية في أمريكا. ومن تضم هذه القائمة؟ (مايك بومبيو، بولتون، وترامب). بعد ذلك تحدث محاولة اغتيال رشدي... هل من رابط؟
ربما هذه المحاولة لا تخص رشدي نفسه بقدر ما هي تمهيد لاغتيال ترامب نفسه، بحيث يبدو الفاعل عدواً خارجياً...