كوبا تتعاون مع الصين لبناء طاقة مستدامة
سيرجيو هيلد سيرجيو هيلد

كوبا تتعاون مع الصين لبناء طاقة مستدامة

في مواجهة تحديات بنية الطاقة التحتية التي أصبحت قديمة، تتطلّع كوبا إلى مصادر طاقة جديدة بمساعدة مبادرة الحزام والطريق، وذلك من أجل تعزيز إنتاجها للطاقة والابتعاد عن الطاقة التي تولّد بالوقود الأحفوري.

ترجمة: قاسيون

انضمّت كوبا إلى «شراكة طاقة الحزام والطريق BREP» في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو البرنامج الذي يهدف إلى تعزيز التواصل فيما يخصّ البنية التحتية واستثمارات الطاقة، وكذلك يساعد في خلق فاعلية الطاقة النظيفة.
بالنسبة لنظام الطاقة الكوبي، المشاركة في الحزام والطريق يمكن أن تعني تعاوناً مديداً. البنية التحتية لكوبا باتت قديمة، و95% من الكهرباء في كوبا تأتي عبر إحراق الوقود الأحفوري، بشكل رئيسي من 8 محطات كهروحرارية عمرها أكثر من 30 عام.
كوبا هي واحدة من الدول العديدة في المنطقة التي تهدف إلى الانتقال إلى الطاقة النظيفة بمساعدة الصين. بحلول 2030، تضع كوبا هدف توليد 24% من كهربائها من مصادر متجددة. سيحتاج هذا الهدف إلى كمية كبيرة من الاستثمارات كي يتحقق، والشركات الصينية الخاصة والمملوكة للدولة تصبح الشريك الأكبر الرئيسي لمن يطلب عونها.

يقول دافيد كاستريون، البروفسور الباحث في العلاقات الدولية في جامعة إكسترنادو الكولومبيّة: كوبا مثل الكثير من بلدان الجنوب العالمي، تواجه كلاً من حاجة سكانها للوصول إلى الكهرباء، وكذلك المطالب العالمية للتحوّل إلى مصادر طاقة أكثر استدامة. ضمن هذا السياق يكون التعاون مع بلدٍ مثل الصين في غاية الأهمية، حيث لدى الصين الخبرة والخبرات لتطوير طاقة مستدامة رفيعة المستوى، وكذلك الرغبة للعمل يداً بيد مع بقيّة البلدان.

عقد من التعاون

عملت الصين على مشاركة إنتاجها للطاقة وقدراتها لخلق الطاقة المستدامة مع بلدان أمريكا اللاتينية على طول العقد الماضي. في الجنوب الأقصى من القارة، في الأرجنتين، ستموّل الصين 85% من مفاعل نووي لتوليد طاقة نظيفة. بنك التجارة والصناعة الصيني، وشركة الصين الوطنية النووية، مشتركتان في هذا المشروع الرئيسي.

يقول دييغو ماركوس، العضو المؤسس لرابطة تعاون الصين-الأرجنتين: تسعى الصين لتقود التحوّل إلى الطاقة النظيفة، وهي تحضّر الساحة لأمريكا اللاتينية منذ عقد على الأقل. تعزز الصين مصفوفة طاقة في الإقليم تتجه ناحية الاعتماد بشكل أقل على الوقود الأحفوري. بين عامي 2005 و2021، ذهب قسم أكبر من الاستثمارات الصينية إلى مشاريع الطاقة، وتمّ تخصيص قرابة 80 مليار دولار لهذا القطاع.

لاحظ فيكتور غاو، البروفسور في جامعة سوتشو في إقليم جيانغسو الصيني، بأنّ الصين قد أصبحت قوة كبرى في مجال الطاقة العالمية مؤخراً، وخاصة في مجال الطاقة المستدامة مثل الرياح والشمس. وضمن هذا السياق، يمكن للصين بالتأكيد أن تشارك خبراتها مع كوبا بالكثير من الوسائل، بما في ذلك استكشاف وإنتاج الغاز والنفط، دون أن يقتصر الأمر على ذلك.

تقع كوبا في وسط خليج المكسيك، ويقول غاو بأنّ الجميع مقتنعون أنّها تملك احتياطات كبيرة من النفط والغاز، لكن طاقة متجددة وجديدة ستكون أكثر أهمية بالنسبة لكوبا بسبب تأثيرات تغيّر المناخ.

في مايو/أيار 2015، وافق بنك الصادرات-الواردات الصيني على قرض بقيمة 60 مليون دولار لكوبا، من أجل بناء معمل طاقة يعمل على الوقود الحيوي «بقايا النباتات والحيوانات»، والذي تعاقدت عليه شركة Shanghai Electric في 2017. المعمل موصول بالفعل بالشبكة الوطنية لتوليد الكهرباء، ورغم كونه خطوة صغيرة، لكنّها خطوة هامة على الطريق الصحيح نحو تحوّل كوبا إلى الطاقة النظيفة.

تلقّت شركة Shanghai Electric وشريكها شركة Hive Energy أيضاً 160 مليون دولار من بنك الصادرات-الواردات لإنشاء مشروع محطة طاقة كهروضوئية في كوبا.
فنزويلا وبوليفيا وسورينام بدورهم انضموا إلى الأعضاء الـ 31 في شراكة طاقة الحزام والطريق.

المصدر:Cuba eyes cooperation with China on clean energy

 

آخر تعديل على الخميس, 06 كانون2/يناير 2022 17:51