كيف وقع جنود الاحتلال في قبضة المقاومة «السيبرانية»؟
كشفت قناة «كان» التابعة رسمياً لكيان الاحتلال، تفاصيل جديدة عن وحدة «السايبر» التي أنشأتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعد حرب عام 2014. وقالت القناة إن الوحدة التي تعمل في الشق الاستخباري و«القرصنة» (الهاكرز)، ورغم أنها ليست بمستوى وحدة حزب الله اللبناني وبقية اللاعبين في المنطقة، إلا أنها تطورت بشكل لافت للنظر خصوصًا إبان قيادة جمعة الطحلة الذي اغتيل في معركة ضدّ العدوان «الإسرائيلي» في شهر أيار الماضي.
بحسب تقرير القناة «الإسرائيلية» فإن المقاومة الفلسطينية كان لها خلال الأعوام الماضية عدة نجاحات استخباراتية، مما سبب قلقًا كبيرًا لدى جيش الاحتلال، مشيرة إلى أن أعمال المقاومة السيبرانية «لا تحتاج منظومةً للتطوير ولا تحتاج إلى وحدة 8200» في إشارة إلى وحدات الاحتلال «الإسرائيلي».
ووفقًا للقناة «الإسرائيلية» فإنه يمكن لعنصر في المقاومة أن يجلس مع حاسوب متنقل كهذا وأن يقوم بعمل ما يعرفه، إذ يمكن تعلم القرصنة في كل مكان بالعالم.
وأشار تقرير القناة إلى أن المقاومة الفلسطينية أخذت في البداية القراصنة الذين عملوا في منطقة غزة وحاولوا معرفة ماذا يمكن الاستفادة منهم، وربما كانوا قراصنة سرقوا أموالاً أو قاموا بأعمال اختراق مواقع بنوك «إسرائيلية» أو أشياء كهذه، وفق وصف القناة، وقاموا بتجنيدهم لصفوف المقاومة.
وذكرت القناة أن وسائل عمل هؤلاء «الصيادين» متنوعة، وأسهل هذه الوسائل وربما هذا مفاجئ وهي مهمة جداً: جمع المعلومات من المساحة المكشوفة، وهو ما يطلق عليه باللغة العلمية «التصفح»، مستكملة: «يقومون بجمع المعلومات عن طريق تصفح الإنترنت، ويستطيعون جمع معلومات عن أشخاص، ويستطيعون جمع معلومات عن منظمات».
وتساءلت: «تخيلوا ماذا يمكن أن يحدث عندما يراقب أحدهم كاميرات المراقبة في شوارع «إسرائيل» خلال الحرب بالشمال وهو يشاهد الأرتال تتجه شمالاً... هذا بسيط، لم يفعلوا شيئاً، فقط استكشفوا الإنترنت، هذا ما يطلق عليه تسمية جمع معلومات دون هجوم، وهذا أسهل شيء في العالم».
واعتبرت القناة «الإسرائيلية» أن هذه القاعدة هي النوع الآخر المسمى بالهجمات المضادة، والهدف لديهم هو اختراق الأجهزة الخلوية للجنود (الإسرائيليين) وذلك لأنهم يعرفون بأن اختراق الهاتف الخلوي سيعطيهم أسماء جنود آخرين... وربما أماكن خدمتهم وماذا يفعلون.
وأشارت إلى أنه هناك معرفة بوجود شخصيات افتراضية تحاول التواصل مع عناصر في جيش الاحتلال، إذ إنّ المقاومة الفلسطينية أسست منظومة هدفها الاتصال وإقامة علاقات مع جنود الاحتلال بطريقة وهمية وهو ما يطلق عليه «هندسة اجتماعية».
واستكملت القناة: «هذا يعني بناء شخصيات وهمية هدفها إجبار الجانب الآخر على إجراء تواصل، وخلال التواصل يقوم الجنود بتحميل تطبيقات الاختراق على هواتفهم، وغالباً تكون هذه الشخصيات فتيات جميلات وغالباً تكون الفتيات (إسرائيليات)».
وواصلت القناة: «هذا يعني أنهم إما أنهوا الخدمة العسكرية أو أنهم سيتجندون قريباً وهم حالياً في خارج البلاد... وفي حال كانوا بالبلاد اليوم، لكان الجنود طلبوا منهم لقاءهم وهذا غير ممكن وفي حال قالوا إنهم بخارج البلاد وسيعودون بعد عام فإن الجندي ربما كان سينزعج... من سينتظر لمدة سنة؟ ولذلك كانوا يقولون بأنهم سيعودون إلى البلاد بعد شهر وهذه فترة يمكن خلالها إدارة العلاقة جيداً...».
واستطردت القناة في تقريرها: «هذه خدعة تتمثل في أن تتوجه لك فتاة جميلة ولطيفة من حيفا، أو «تل أبيب» أو طبريا وترسل لك طلب صداقة عبر الفيسبوك أو الإنستغرام أو التيك توك ومعظم الجنود سيسعدون كثيراً بالموافقة على الطلب والبدء بنوع من العلاقة».
وبحسب القناة فإن جنود الاحتلال بشكل طبيعي يريدون الانتقال للتواصل عبر الواتس آب في هذه المرحلة والشخصية الوهمية تردّ بأنها تستعمل الحاسوب وأنها لا تستطيع التواصل عبر الواتس آب وتقول إنّ لديها تطبيقاً آخر يمكن رؤيتها خلاله عبر مكالمة فيديو، ويقوم الجندي بتحميل التطبيق على هاتفه الخلوي ومنذ هذه اللحظة تصبح لديهم سيطرة كاملة على هاتفه، مؤكدةً بأنّ ذلك يسمح بالوصول لجهات الاتصال في الهاتف والرسائل النصية أيضاً، وكذلك الواتس آب والقدرة على تشغيل الميكرفون عن بعد وتشغيل الكاميرا عن بعد ومعرفة موقع تواجد الهاتف الخلوي.
ولفت هذا التقرير لقناة (كان) «الإسرائيلية» إلى أن جندي الاحتلال بهذه الطريقة يصبح «جاسوساً رغماً عنه» والحديث هنا عن مئات الجنود وبعضهم ضباط، ومنهم كبار في السن وهو ما يعني إحداث «ضرر في الوعي».
ونوهت إلى أن «الضرر» الآخر هو الشعور بالاختراق، وعلى مدار فترة طويلة كان يتم فحص مثل هذه الاختراقات ومحاولة تجميع الشخصيات والحسابات الوهمية ومحاولة رصد الجنود الذين تم اختراقهم والتعرف على الأداة المستخدمة.
بتصرّف عن: هكذا وقع الجنود «الإسرائيليون» في حب «حماس»