الجوع السوري: 12.4 مليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي
أطاحت الأوضاع الاقتصادية الأخيرة بالحد الأدنى من مستوى المعيشة السوري حتى وصل السوريون إلى حد الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، حسب تعريفات الأمم المتحدة، حيث:
«الجوع: هو شعور غير مريح أو مؤلم بسبب عدم كفاية الطاقة التي يوفّرها النمط الغذائي».
«الحرمان من الأغذية: عدم تناول القدر الكافي من السعرات الحرارية. وتستخدم في هذا السياق للإشارة إلى النقص التغذوي (المزمن). ويتم قياسها من خلال معدل انتشار النقص التغذوي».
«انعدام الأمن الغذائي المعتدل: هو حالة عدم يقين بالنسبة إلى القدرة على الحصول على الغذاء؛ وهو خطر تفويت وجبات غذائية أو نفاد الأغذية؛ أو أن نكون مجبرين على المساومة بشأن الجودة التغذوية و/أو نوعية الأغذية التي نتناولها».
«انعدام الأمن الغذائي الشديد: نفاد الأغذية؛ المعاناة من الجوع؛ وفي الحالات القصوى، عدم توفر الغذاء ليوم واحد أو أكثر».
«سوء التغذية: الوضع المرتبط بحالات النقص أو الفائض أو اختلال التوازن في استهلاك المغذيات الكبيرة و/أو الدقيقة. فنقص التغذية والسمنة كلاهما شكلان من أشكال سوء التغذية. وتقزّم أو هزال الأطفال كلاهما مؤشران على نقص التغذية».
حسب تصريحات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) فإنّ ضعف محصول القمح في سورية هذا الموسم سيؤدي إلى تفاقم أزمة الجوع.
ومع وصول الأزمة السورية لعامها العاشر، لا يزال الوضع الإنساني سيّئاً للغاية. فقد تسببت هذه الأزمة في نزوح ملايين السوريين من ديارهم، وحتى من بقوا في ديارهم فإنهم يكافحون في سبيل الحصول على ما يكفيهم من الأغذية، كما يحاولون إعادة بناء حياتهم.
تؤدي الضغوط الاقتصادية غير المسبوقة إلى زيادة الجوع، وتحتاج الأسر السورية إلى مساعدات الآن أكثر من أي وقت مضى. فقد خسرت الأسر وظائفها بسبب الأزمة الاقتصادية وزادت أزمتها عمليات الإغلاق جرّاء جائحة فيروس كورونا، وفي الوقت نفسه ارتفعت أسعار الأغذية الأساسية إلى مستويات قياسية بالإضافة إلى الارتفاع الكبير للغاية والمستمر في مستويات عدم المساواة، وحالات التباطؤ والانكماش الاقتصادي في البلاد. وقد أدّت هذه العوامل مجتمعة إلى دفع الأسر في جميع أنحاء البلاد نحو المعاناة من المزيد من الفقر والجوع وانعدام الأمن الغذائي.
يعاني الآن عددٌ قياسيّ من السوريين من انعدام الأمن الغذائي، ويكافح 12.4 مليون شخص حالياً للحصول على وجبة أساسية. ويمثل هذا العدد ما يقرب من 60% من سكان البلاد، وقد زاد هذا العدد بنسبة مذهلة بلغت 4.5 مليون شخص خلال العام الماضي وحده. ويوجد نحو 1.8 مليون شخص آخرون معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي.
تتسبب الحرب في سورية بخسائر فادحة في حياة الشعب السوري. حيث تم تسجيل حوالي 6.7 مليون نازح سوري داخلياً وتم تسجيل 5.6 مليون سوري كلاجئين خارج البلاد اعتباراً من آب 2020.
منذ أواخر عام 2019، تدهور الوضع الإنساني إلى مستويات لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث للدولة، ومن مظاهره: النزوح المطول، وارتفاع أسعار الغذاء والوقود، ركود الرواتب وفقدان سبل العيش وتراجع الغذاء والإنتاج، ما أدى إلى انتشار انعدام الأمن الغذائي. واعتباراً من أوائل عام 2021 يعاني 12.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في سورية؛ وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق.
مع استمرار الضغوط الاقتصادية على الأسر المحتاجة بالأساس، يلجأ الكثيرون الآن إلى تبني تدابير مؤذية – مثل اللجوء للاستدانة وبيع الأصول وتقليل حجم الوجبات وعددها – من أجل البقاء على قيد الحياة. وحتى خلال أسوأ سنوات الحرب، لم يسبق أن تعرضت الأسر أبداً للضغوط الاقتصادية التي تواجهها في الوقت الحالي. فقد أصبحت الوجبة الأساسية البسيطة الآن بعيدة عن متناول غالبية الأسر السورية.