لو اشتروا بالأموال بالونات لكان أجدى
كيتلين جونستون كيتلين جونستون

لو اشتروا بالأموال بالونات لكان أجدى

يقول مسؤولو الولايات المتحدة بأنّ كابول ستسقط في يد طالبان خلال 90  أو حتّى 30 يوماً من انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. بات واضحاً اليوم للجميع بأنّ ما فعلوه في أفغانستان هو بناء بيت من ورق، وإنتاج فلم سينمائي رديء للتسويق له، بتكلفة أكثر من 2 ترليون دولار، ومئات آلاف الأرواح.

ترجمة: قاسيون

نشرت واشنطن بوست: «بعض المسؤولين قالوا بأنّه على الرغم من كونهم غير مخوّلين بمناقشة التقديرات، فهم يرون التقديرات في أفغانستان أسوأ ممّا كانت عليه في حزيران، عندما كان مقدراً أنّ السقوط سيقع بعد ستّة أشهر من انسحاب القوات الأمريكية».

رغم ذلك تستمر الولايات المتحدة بالقصف وقتل المزيد من المدنيين الأفغان في محاولة لتأجيل حتميّة سيطرة طالبان على البلاد، والهدف أن يتسنّى لإدارة بايدن إقامة «حفلة انتصار 11/9 السخيفة». قال بايدن بأنّ الولايات المتحدة ستستمرّ بتزويد الحكومة الأفغانية «بالدعم الجوي» طالما بقيت هذه الحكومة قائمة.

يجب على الأمريكيين أن يصرخوا بغضب، وأن يطالبوا بمحاسبة المسؤولين في الولايات المتحدة وحلفائها عن الغزو الفاشل الذي استمرّ لعشرين عاماً. لكن بسبب الإدارة الأكثر عدوانية وسوء الممارسة الصحفية فقط، لا يدعو الناس في جميع أنحاء البلاد لمحاسبة مهندسي هذا الاحتلال.

تمّ على مدى عشرين عاماً الكذب على العالم بشكل منهجي بأنّ التحالف الأمريكي كان يبني حكومة وجيشاً يمكن لهما الصمود بمفردهما، وأنّ هذا الهدف قد بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق، ولم يكن ينقصه إلّا الوقت.

يرقى الأمر لفضيحة دولية يجب أن يُحبس عشرات الأشخاص بسببها. بل الأكثر من ذلك، أنّه يجب تخفيض ميزانيّة كلّ جيش شارك في هذه الجريمة كي لا يتبقى له إلّا جزء صغير.

يجب خفض ميزانية الجيش الذي تمكّن من تحمّل إنفاق ترليونات الدولارات على حرب مدمرة استمرّت لعشرين عاماً، ولم ينجز فيها أيّ شيء إلّا جعل مستغلي الحرب أثرياء بشكل مخيف.

لا يستحق البنتاغون الذي أهدر هذه الثروة الطائلة على جيوب المجمع الصناعي العسكري، دون أن يفيد حتّى أمريكياً عادياً واحداً، الميزانية العسكرية المتضخمة الموضوعة بتصرفّه اليوم.

مجرّد التفكير للحظة في الأشياء التي كان بالإمكان أن تنفق هذه الأموال عليها بدلاً من هذا الفشل، مثل إنهاء التشرّد وفقر الأطفال في الولايات المتحدة، يجب أن يدفع الأمريكيين ليصرخوا بغضب. يا إلهي، بناء جبل من الطوب عديم الفائدة في وسط صحراء موهافي كان ليكون أكثر نفعاً من استخدام هذه الأموال في قتل مئات آلاف الناس، ومن بينهم جنود أمريكيين ماتوا بالآلاف وجرحوا بعشرات الآلاف. يجب أن يدفع الجزء الأخير وحده كلّ شخصٍ مات أو جرح له فرد من عائلته من الجنود للسير بغضب إلى واشنطن.

حكومة الولايات المتحدة هي أكثر الأنظمة استبداداً على هذا الكوكب، دون أيّ استثناء. لقد قتلت الملايين، وشردت عشرات الملايين منذ مطلع القرن الحادي والعشرين فقط، ضمن حروبها المستمرة. وكلّ ذلك باسم القوّة والربح وتدمير كلّ من يعصي أصحاب السطوة.

يجب على كلّ إنسان يهتمّ بالإنسانية، أن يضع تدمير هذا الوحش المرعب كأولى أولوياته وقيمه.

 

عن: Afghanistan Proves The US Military Needs Its Budget Slashed To Ribbons

آخر تعديل على الجمعة, 13 آب/أغسطس 2021 16:21