صُنْع الصاروخ بسهولة صُنْع خفَّاقة بَيض
«أعلن البنتاغون الأسبوع الماضي أوّل صفقة سلاح كبيرة منذ استلام بايدن منصبه، فقد وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على مبيع منظومات مدفعية هاوتزر Mio9A6 ذاتية الإطلاق من عيار 40-155م.م لجزيرة تايوان مقابل 750 مليون دولار. ويقول التايوانيين بأنّهم يأملون في أنّها ستزيد من قدراتهم العسكرية لردع الجيش الصيني. كما أعلنت وزارة الدفاع اليابانية عن نيّتها نشر صواريخ مضادة للسفن والطائرات في إيشيغاكي، التي تبعد 185 ميل عن اليابان، وذلك بهدف الدفاع عن تايوان. نودّ أن نقول بأنّ الصفقة التايوانية ساذجة، وبأنّ سلطات تايوان اشتركت في صفقة ضيّقة الأفق. إذا اندلعت حرب شاملة عبر مضيق تايوان، فالجيش الصيني سيشنّ بالتأكيد هجوماً مكثفاً على الأهداف العسكرية في تايوان».
ترجمة قاسيون
في تصريح للزعيم الإقليمي السابق لتايوان: تشين شوي-بيان في 2007، فإن لدى الجيش الصيني أكثر من ألف صاروخ باليستي موجّه ناحية الجزيرة. لا بدّ وأنّ الجيش الصيني قد قام منذ ذلك الحين باستخدام قوات وعتاد أقوى من أجل الضربة الأولى. عند نشوب الحرب لن يكون أيّ هدف في تايوان، بدءاً بالمطارات مروراً بمواقع الصواريخ والمدفعية، وصولاً لقيادات الجيش، قادراً على النجاة. وستتوقف الاتصالات في تايوان على الفور.
في حال اندلاع الحرب، هل سيكون لدى الجزيرة أيّ فرصة لاستغلال قدرات مدافعها الهاوتزر ذاتية الإطلاق؟ ليس هناك سوى مساحة محدودة من الأرض على البر الرئيسي الصيني الذي يمكن لمدافع هاوتزر الوصول إليها. يحسب الجيش الصيني دون أدنى شك حساباً لكلّ منزل وشجرة ضمن هذه الأرض. ضمن هذه المعطيات، هل يمكن المناورة بمدافع هاوتزر ذاتية الإطلاق بالخفية عن الجيش الصيني؟ حتّى بافتراض نجاة بعض مدافع هاوتزر هذه، هل سيتمكن الجنود المذعورون في تايوان من التصويب والحركة؟
يجب أنْ يكون واضحاً لدى القوات المسلحة في تايوان بأنّ الطريقة الوحيدة للنجاة في حال اندلاع الحرب هي الاستسلام، وأنّ كلّ مقاومة ستكون بلا طائل. من المعروف بأنّ الغالبية من الجنود في تايوان ينضمّون إلى الجيش كمهنةٍ يكسبون من ورائها لقمة عيشهم، مراهنين على أنّهم لن يواجهوا أيّ حرب.
بمجرّد اندلاع حرب شاملة، فالهجوم الساحق من البرّ الرئيسي الصيني سيدمّر على الفور الروح المعنوية للقوات المسلّحة التايوانية بأكملها، وستصبح جميع المعدات والأسلحة التي تبيعها الولايات المتحدة إلى تايوان إمّا غنائم للجيش الصيني، أو مدمَّرة على الفور.
لا يمكن لتايوان ضمان أمنها إلّا عبر الوسائل السياسية. أي قبول مبدأ الصين الواحدة، والانفصال بشكل واضح عن الاستراتيجية الأمريكية لاحتواء البر الرئيسي الصيني، والدخول في مفاوضات سلمية على إعادة التوحّد مع البر الرئيسي الصيني ضمن صيغة «بلد واحدة بنظامين».
استخدام القوة لمقاومة التوحيد أو السعي للانفصال هو طريق مسدود أمام سلطات تايوان. لن يكون الإنفاق العسكري التايوان كافياً لأكثر من بضع أعمال تثير الغبار أمام الجيش الصيني، وكي تكون قادرة على التعامل مع الجيش الصيني سيتعين على تايوان استخدام كامل ناتجها المحلي الإجمالي في شراء الأسلحة.
أمّا الحديث عن إنشاء اليابان لمنشآت عسكرية لها في الجزر القريبة من تايوان، فهو يعادل وضع الوقود لمدافع الولايات المتحدة لاحتواء صعود الصين. بمجرّد اندلاع حرب في مضيق تايوان وإطلاق صاروخ واحد تجاه الجيش الصيني من الجزر اليابانية، ستعاني كامل الجزر اليابانية على الفور من هجمات شاملة. سيكون صاروخ DF-17 فرط الصوتي مناسباً للقيام بالمهمة.
وإذا تجرّأت القوات اليابانية على التمادي أكثر، سيَمحِيها الجيش الصيني من الوجود. سيهاجم الجيش القواعد اليابانية والمنشآت العسكرية، وسينفّس غضب الشعب الصيني المحتقن منذ الحرب الصينية-اليابانية الأولى في 1894–1895. سترسل صواريخ DF-21D وDF-26 الباليستية رسائل واضحة للسياسيين اليمينيين اليابانيين.
الشعب الصيني يحبّ السلام. الصين هي اليوم البلد التجاري الأكبر في العالم، والقدرة الإنتاجية الصناعية الخارقة الصينية تفيد اليوم كامل البشرية. مثال: اعتمد الكفاح العالمي ضدّ وباء كوفيد-19 على القدرات الصناعية الصينية لتوجيه الإنتاج ناحية المواد الأساسية. لا ينبغي على الولايات المتحدة ومن يسير خلفها إجبار الصين على استخدام هذه القدرات لإنتاج صواريخ دونغفينغ الباليستية، والتي بإمكانها تدمير الأسطول الأمريكي وقواعدهم في آسيا-الهادئ.
بالنسبة للصين، إنتاج هذه الصواريخ الباليستية هو بسهولة إنتاج مَنافِس الهواء.
ولهذا على الولايات المتحدة واليابان ومن معهم كبح غطرستهم الاستراتيجية تجاه الصين، والامتناع عن القيام بإيماءات استفزازية من أجل تجنّب سوء التقدير القاتل.
الصين هي الشريك التجاري الأكبر لليابان. هناك الكثير من السيارات يابانية الصنع في الشوارع الصينية، والكثير من المنتجات اليابانية المرحَّب بها في السوق الصينية. على اليابان أنْ تركّز على القيام بالأعمال مع الصين، وإسقاط أوهام مواجهة 1.4 مليار إنسان صيني.