وانغجا... حين يتنفس الفقراء الأمل
أوديت الحسين أوديت الحسين

وانغجا... حين يتنفس الفقراء الأمل

من السهل أن يضيع المرء في الأرقام والإحصاءات، وأن تصبح البيانات ثقيلة الوقع على طبعنا البشري الحسّاس. لهذا قررنا في قاسيون أن نروي على شكل حكاية، قصّة منطقة صينية هي من بين آلاف المناطق التي أدّى الإنجاز الصيني في التخفيف من الفقر والقضاء على الفقر المدقع، إلى بثّ الحياة في نفوس قاطنيها.

وانغجا الممتدة على 44.2 هكتار، هي أكبر منطقة إعادة توطين ضمن حدود مدينة تونغرين، وهي جزء من برنامج إعادة توطين الصينيين القاطنين في أماكن شديدة النأي، أو في الأماكن المعرضة لكوارث طبيعية متكررة، في مناطق جديدة تضمن قدرتهم على الحصول على متطلبات الحياة الكريمة والعمل.

منذ 2016 تمّت إعادة توطين 4322 أسرة (18379 إنسان) من عدّة قرى نائية في منطقة وانغجا. ينتمي 65% من مجتمع البلدة إلى مجموعات عرقية من غير الهان (الهان هو العرق الذي ينتمي إليه معظم الصينيين). يقوم فريق من 11 شخصاً من كادر الحزب الشيوعي بتولي مسؤولية الحياة والعمل وبناء الحزب، ومعظمهم تمّ انتخابهم من قبل القاطنين في البلدة لمدّة خمسة أعوام.

ماذا عن السكن؟

تلقى كلّ شخص أعيد توطينه مبلغ 1500 يوان كمعونة حياة، و3000 يوان تعويض عن المنازل التي تعرضت لأضرار جسيمة. يدفع كلّ شخص من هذه الأموال ألفي يوان للحصول على شقّة صغيرة (سعر المتر عند البيع التجاري في المدينة هو 4 آلاف يوان، بينما يتم حساب المتر لأعضاء المجتمع المحلي بـ 100 يوان). يتم إعفاء المنزل من رسوم الكهرباء والمياه والغاز لستّة أشهر.

ماذا عن الصحة والتعليم؟

بنت الحكومة في وانغجا ثلاثة روضات أطفال، ومدرسة ابتدائية، ومدرسة متوسطة «ثانوية»، مجهزين بكادر مؤهل مسؤول عن تدريس قرابة 2800 تلميذ. أهل القرى الذين اعتادوا سابقاً قضاء 40 دقيقة في الحافلة، وساعتين على الأقدام للوصول إلى المستشفى أو المدرسة، يمكنهم الآن الوصول إلى المركز الصحي والمدرسة عبر السير لخمسة دقائق.

ماذا عن التأقلم؟

ليس من السهل على الجميع التأقلم مع إعادة التوطين، وخاصة كبار السن الذين قضوا جلّ حياتهم في القرية. لهذا أطلق فرع الحزب في وانغجا مشاريع «الأولويات الستّ» لتسهيل التأقلم مع الحياة الحديثة، ولتعليم القاطنين الجدد مهارات استخدام المسارات والمصاعد والتسوّق في المتجر. تمّ تنظيم التلاميذ المحليين ضمن مجموعات «أحفاد طوعيين» للعناية بكبار السن، والذين يتم تحفيزهم بمنحهم نقاطاً يمكن استبدالها بالأرز والبضائع الشبيهة عند المشاركة بهذه النشاطات. يهدف البرنامج لتعزيز قيم خدمة الناس بين الصغار والكبار على حدّ سواء.

ماذا عن العمل؟

لخلق فرص عمل جديدة، جهّزت الحكومة بناءً من ثلاثة طوابق وسمته «مصنع التخلّص من الفقر الصغير» لتطوير الصناعة. خلق المصنع الصغير 600 عمل في 6 شركات مملوكة للمجتمع المحلّي، هي: ورشة خياطة، ومصنع ألبسة، ومشروع ذكاء صنعي برعاية عملاق التكنولوجيا الصيني الخاص «علي بابا».

يشجّع المجتمع المحلي النساء على إيجاد عمل أو البدء بعملهن الخاص، بحيث يولِّدنَ دخلاً لهنّ ولأسرهنّ، ويحزن على الثقة والشعور بالاستقلال. مثال: ساعد «الاتحاد النسائي» المحلي بتدريب النساء على صناعة وبيع المصنوعات المنزلية.

غونغ شانغكان، وهو شخص ولد وترعرع في قرية قريبة وغادر في 1997 ليعمل في مقاطعات بعيدة، قرر بعد تشجيع المجتمع المحلي له أن يعود ويسكن وانغجا في 2017. في حزيران 2019 استثمر شانغكان البالغ من العمر 43 عاماً 1.8 مليون يوان، وأنشأ مصنعاً للثياب على مساحة 1500 متر مربع. ساهمت الحكومة بدعم المصنع بمبلغ 200 ألف يوان، وبإعفائه من إيجار الأرض لمدّة ثلاثة أعوام. يتقاضى كلّ عامل في المصنع ما بين 2000 إلى 3000 آلاف يوان شهرياً.

بحلول أيّار 2021، كان لدى أكثر من 98% من سكّان وانغجا ممّن هم في سنّ العمل، والبالغ عددهم 7000 شخص، وظيفة. أمّا الـ 2% المتبقين فهم ممّن يعتنون بالأطفال وبذوي الإعاقات.

 

هل عاد أحد إلى القرية؟

إعادة التوطين اختيارية وليست إجبارية، ولهذا يمكن لمن لم يعجبه الوضع أن يترك المجتمع المحلّي ويعود إلى قريته.

من بين جميع أعضاء مجتمع وانغجا، هناك أسرة واحدة فقط، مؤلفة من شخصين لديهما إعاقات، قرّرا ترك المجتمع المحلّي والعودة إلى القرية.