حول العالم... في ساعة فقط!
ستيفن تشين ستيفن تشين

حول العالم... في ساعة فقط!

تقوم الصين بتطوير طائرةٍ فرط صوتية أكبر من بوينغ 737، ذات أجنحة شبيهة بالكونكورد، وذلك وفقاً لدراسة أعدّها فريق العلماء ذاته الذي اشترك في مهمّتي الوصول إلى القمر والمريخ. بطول 45 متراً، ستكون الطائرة الصينية أطول بحوالي الثُلث من بوينغ 737، مع محركين نفّاثين أنبوبيَّين موضوعَين أعلى جسم الطائرة. كما يحوي التصميم على جناحي «دلتا» مشابهين للموجودين في طائرة الكونكورد، مع فارق إشارتهما للأعلى. يمكن لهذا التصميم المعقَّد أن يواجه عدداً من التحديات الأيروديناميكية عندما تصبح الطائرة بسرعة فرط صوتية – أي أسرع بخمس مرات من سرعة الصوت.

ترجمة : قاسيون

استخدم الباحثون نموذجاً أيروديناميكيّاً جديداً أثبت فاعليته في مهام الفضاء الأخيرة لتقييم أداء الطائرة على ارتفاعات عالية [الأيروديناميك: علم «الحرائك الهوائية» – من علوم الطيران]

in1

وجد الباحثون مناطق على الطائرة تحتاج لحماية أو تعزيز إضافيين، حيث إنّ هذه النقاط قد تعاني من ارتفاعات مفاجئة في الحرارة أو الضغط عندما تصل الطائرة إلى سرعة 6 ماخ (ستة أضعاف سرعة الصوت – 7.344 كم/ساعة).

قال ليو روي، من معهد بكين للتكنولوجيا والمشارك في معهد هندسة أنظمة المركبات الفضائية في ورقة بحثية نشرت في «مجلّة فيزياء الغازات» الأسبوع الماضي، بأنّ النتائج التي توصلوا إليها «ستسمح بالعثور على تطبيقات في مشاريع هندسية مشابهة».

ليو عالم رئيسي في مهمات الهبوط على المريخ وجلب عينات من الأحجار القمرية. وقد تطلبت كلتا المهمتين مركبات فضائية للسفر في الغلاف الجوي بسرعة فائقة – والتي كانت الصين قبلها تفتقد لبيانات مباشرة حول الكوكب الأحمر لكونها لم تذهب هناك من قبل.

مهمة القمر كانت صعبة بدورها بسبب إعادة العينات بسرعة أكبر من أيّ مركبة فضائية صينية سابقة.

استخدم ليو نماذجه لمساعدة سلطات الفضاء الصينية على تحسين التصميم الديناميكي الهوائي للمركبة الفضائية وتخطيط مسار الرحلة. أظهر نجاح المهمتين الفضائيتين – وهي المرّة الأولى التي يُكمِلُ فيها أيّ بلد المهمَّتَين من المرّة الأولى – بأنّ الطريقة المعتمدة ناجحة.

تحتلّ الطائرات فرط الصوتية مكانة بارزة في خطط الصين ذات التقنية العالية، وهو القطّاع الذي استمرّت بضخّ الأموال والموارد فيه.

in2

تهدف الصين بحلول 2025 لتتمّ تجاربها لمعرفة جميع المكونات الرئيسة في الطيران الفرط صوتي، وذلك يشمل الجيل الجديد من المحركات النفّاثة الأنبوبيّة التي يمكنها دفع الطائرة إلى سرعة الصواريخ.

وبعد عشر سنوات من هذا التاريخ، أي في 2035، تهدف الصين لتشغيل أسطول من الطائرات فرط الصوتية التي يمكنها نقل 10 ركّاب إلى أيّ مكان في الأرض خلال ساعة واحدة. كما هو مخطط أن تقلّ هذه الطائرات بحلول 2045 أكثر من 100 راكب في كلّ رحلة.

يمكن للصين بواسطة الطائرات الفرط صوتية نقل أكثر من 10 آلاف طن من البضائع وأكثر من 10 آلاف إنسان إلى محطات الفضاء القريبة من مدار الأرض، أو إلى سطح القمر.

يستخدم الجيش وحده في الوقت الحالي هذا النوع من الطائرات. وهي لا تترك، بسبب حجم محركها الضخم ومداخل الهواء، مساحة كبيرة للركّاب. وفي عرض «اليوم الوطني»، كشف الجيش عن أسطول من الصواريخ فرط الصوتية الجديدة DF-17 للمرّة الأولى.

ورغم أنّ الدول الغربية هي مَن بدأت بتطوير الأسلحة الفرط صوتية، فقد استلمت الصين وروسيا زمام المبادرة في هذا المجال في الأعوام الأخيرة. تملك الصين أقوى قناة تهوية فرط صوتية في العالم، وتقوم ببناء أخرى أكبر منها بكثير. لا يمكن إيقاف الطائرات أو الصواريخ التي تتنقل بسرعة فرط صوتية باستخدام أيّ نظام دفاع موجود حالياً.

 

المصدر:  China designs hypersonic jet bigger than Boeing 737 with wings like Concorde