ما هو موقع «الملف السوري» في قمة بوتين-بايدن؟
عماد طحان عماد طحان

ما هو موقع «الملف السوري» في قمة بوتين-بايدن؟

ابتداء من اليوم الأول الذي استلمت فيه إدارة بايدن البيت الأبيض، والحديث المتعلق بالسياسية الأمريكية في سورية يدور حول مقولة واحدة: الأمريكان لا يملكون سياسة محددة في سورية وغير مستعجلين على امتلاك سياسة محددة في سورية...

وهو الأمر الذي حاول كثيرون تفسيره، ومراكز الأبحاث الأمريكية بالدرجة الأولى، على أنه «قلة اهتمام» أمريكي بسورية لحساب ملفات أخرى «أكثر أهمية». وحقيقة الأمر أنّ هذا الادعاء الكاذب حول «عدم الاهتمام» سمح للولايات المتحدة بتحقيق أمرين خلال الأشهر الماضية:

 أولاً: متابعة سياسة ترامب نفسها في العمل على تعميق «المستنقع»، تكريس تقسيم الأمر الواقع، العمل لتبييض النصرة، متابعة العمل على ضرب الجميع بالجميع داخل سورية وحولها... ولكن كل ذلك دون أن تتحمل إدارة بايدن مسؤولية مباشرة؛ لأنها «لم تضع بعد سياستها الخاصة بسورية فهي ستتابع تطبيق سياسة ترامب»...

 ثانياً: (وهو الأهم)، أنّ عدم الإعلان عن سياسة محددة اتجاه سورية كان مرتبطاً بالوصول إلى قمة اليوم بين بوتين وبايدن. أي أنّ الأمريكان تركوا المسألة مفتوحة بكل الاتجاهات، باتجاه الاستمرار بالسياسات التخريبية في حال عدم الاتفاق مع روسيا أو باتجاه تعديل تلك السياسات بما يسمح بالوصول إلى تفاهمات وإلى دفع للعملية السياسية...

 موقع سورية ضمن القمة؟

حاول البعض سحب الحديث عن «قلة الأهمية» على الأجندة المتوقعة للقمة الروسية الأمريكية، وضمناً فقد قيل كلام كثير حول أنّ سورية ربما لا تكون على جدول الأعمال أساساً... وهذا كلام مضحك بحق بالنسبة لأي عاقل يفهم الحدود الدنيا من أبجديات السياسة الدولية، ويفهم تالياً أهمية سورية ضمن الصراعات الجارية...

 بكل الأحوال فإنّ التسريبات الإعلامية التي تتداولها جهات عديدة أمس واليوم، إضافة إلى معلومات مؤكدة، تقول إنّه الاجتماع سيكون على مرحلتين: الأولى اجتماع بين بوتين وبايدن ومعهما وزيرا الخارجية، والثانية ينضم فيها عدد قليل إضافي بينهم على الجانب الروسي مبعوثا الملفين الأوكراني والسوري... وهذا أمر له دلالاته الواضحة؛ مسألة حضور الملف السوري على الطاولة مسألة محسومة، وليس ذلك فقط، بل هو من الملفات الأساسية عليها...

(النسخة الانكليزية)

آخر تعديل على الأربعاء, 16 حزيران/يونيو 2021 13:09