الصحة العالمية توصي بعدم استعمال هيدروكسي كلوروكين «للوقاية» من الإصابة بكوفيد

الصحة العالمية توصي بعدم استعمال هيدروكسي كلوروكين «للوقاية» من الإصابة بكوفيد

أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيةً بعدم فائدة دواء هيدروكسي كلوروكين للوقاية من مرض كوفيد19، دون توضيح حول إذا ما كان هذا العقار مفيداً أم لا لحالات معيَّنة من الذين قد أصيبوا بالفعل. وجاءت التوصية الجديدة ضمن «الدليل الإرشادي الحي لمنظمة الصحة العالمية بشأن أدوية الوقاية من كوفيد-19» الذي نشرته أمس الثلاثاء، 2 آذار 2021 المجلة الطبية البريطانية BMJ.

ومن المعروف أن هيدروكسي كلوروكين هو من الأدوية المضادة لطفيلي الملاريا. وهو من العلاجات التجريبية التي تم استخدامها ضد الجائحة من جانب عدد من الأطباء بأكثر من مكان في العالَم، ضمن رحلة استكشاف مشروعة بحثاً عن أيّ خيط نجاة من المرض الجديد الذي ما زال العالَم يعاني منه حتى اليوم.

وقدمت «لجنة تطوير المبادئ التوجيهية» في منظمة الصحة العالمية «توصية قوية ضد استخدام هيدروكسي كلوروكين للأفراد الذين ليس لديهم كوفيد19 (بيقين عالٍ)». وقالت بأنه وبناءً على 6 تجارب سريرية شارك فيها 6059 شخصاً، فإنّ «هيدروكسي كلوروكين كان له تأثير ضئيل أو معدوم على الوفيات والقبول في المستشفى (أدلة يقين عالية). وكان هناك تأثير ضئيل أو معدوم على عدوى SARS-CoV-2 المؤكدة مختبريًا (دليل يقين معتدل) ولكن من المحتمل زيادة الأحداث الضارة التي تؤدي إلى إيقاف إعطاء الدواء (دليل يقين معتدل). وحكمت اللجنة أن جميع الناس تقريبًا لا يعتبرون هذا الدواء مفيدًا».

بالإضافة إلى ذلك «ترى اللجنة الدولية أن هذا الدواء لم يعد أولوية بحثية وأنه ينبغي بدلاً من ذلك توجيه الموارد لتقييم الأدوية الأخرى الواعدة للوقاية من كوفيد19».

ويجدر بالذكر بأنّ تجارب سريرية سابقة كان قد أجراها باحثون صينيون، ونشرت نتائجها على الموقع الرسمي للجنة الصحة الوطنية في الصين بتاريخ 19 أيار 2020، كانت قد حاولت الإجابة على سؤال فعالية هذا العقار كعلاج وليس كوقاية. حيث كشفت النتائج آنذاك أن «هيدروكسي كلوروكين (HCQ) غير فعال في علاج المرضى المصابين بأمراض خفيفة ومتوسطة بفيروس COVID-19» مؤكدةً أن ذلك قد تم إعلانه من الخبراء الصينيين في إفادة صحفية يومئذٍ.

وذكر موقع اللجنة الصينية آنذاك أنّ الورقة العلمية المتعلقة بذلك «قد نُشرت على موقع المجلة الطبية البريطانية BMJ في 15 أيار 2020. وهي أول دراسة متعددة المراكز في العالم من نوعها تُنشر في مجلة طبية... وأجريت التجربة السريرية العشوائية في 16 مستشفى صينيًا تم تحديدها كمراكز علاج لكوفيد19». وأجري البحث بإشراف كلية الطب بجامعة جياو تونغ.

كما نقلت اللجنة الصينية يومها عن الدكتور شيه تشينغ، مدير قسم الأمراض المعدية في مستشفى رويجين في شنغهاي: «مقارنة بالعلاجات القياسية، فإن استخدام هيدروكسي كلوروكين لمرضى كوفيد 19 لم يقدم فوائد إضافية، وهناك معدل أعلى لحدوث ردود الفعل السلبية للأدوية».

وقالت «إن نتيجة التجربة لم تدعم استخدام الدواء الذي ثبت في السابق فعاليته في تثبيط فيروس كورونا الجديد من خلال الاختبارات المعملية (غير السريرية). تمت الموافقة لاحقًا على استخدامه مع المرضى المصابين بأمراض خفيفة ومتوسطة من قبل العديد من البلدان، بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة».

وأشار الباحثون الصينيون يومها أيضًا إلى أن «معدل التفاعلات الدوائية الضارة بين المجموعة التي أعطيت هيدروكسي كلوروكين كان 30%، وهو أعلى من المجموعة الأخرى التي كان لديها 9%. وكانت ردود الفعل السلبية هي الإسهال والقيء بشكل رئيس».

وآنذاك قال تشو جي مينج، سكرتير الحزب الشيوعي الصيني في مستشفى رويجين «إن المشاركين تم تضمينهم في الدراسة بعد ظهور الأعراض عليهم لمدة 16.6 يومًا في المتوسط. وأضاف أن نتائج البحث قدمت نظرة ثاقبة لإجراء الدراسات المحتملة في المستقبل لتحديد ما إذا كان الدواء سيكون فعالًا إذا تم استخدامه في وقت سابق على المرضى».

وبما أن الدراسة الصينية كانت على 150 مريضاً، لم تكن النتائج قوية بشكل كافٍ آنذاك للتأكد، مقارنة مع النتائج الجديدة التي أعلنتها الصحة العالمية وشملت أكثر من 6000 شخص.

ويجدر بالذكر بأنّ هيدروكسي كلوروكين مادة دوائية رخيصة الثمن وواسعة الانتشار في العالم، بما في ذلك في الدول الفقيرة، الأمر الذي جعل كثيرين يتساءلون هل ضعف تمويل الأبحاث والتجارب حوله يتعلّق بتفضيل الشركات الدوائية الكبرى أبحاثاً على أدوية أغلى ثمناً وأكثر احتكاراً مثل «ريمديسيفير» الذي أثبتت بشكل متأخر ضعف فعاليته ضد كوفيد أيضاً، ولكن بعد أن باعت شركة «جلعاد» منه كميات كبيرة وحققت أرباحاً؟

 

 

المصادر: المجلة الطبية البريطانية + اللجنة الوطنية للصحة في الصين

 

آخر تعديل على الأربعاء, 03 آذار/مارس 2021 15:31