خبراء: بوتين قادر على توجيه ضربة اقتصادية قاسية لأوروبا
يناقش قادة الاتحاد الأوروبي، تطورات الأزمة الأوكرانية، وكيفية فرض عقوبات على روسيا، المورد الرئيسي للغاز الى أوروبا، بحيث لا تنعكس مردوداتها على دولهم.
يطلق زعماء أوروبا تصريحات قوية وحازمة ضد روسيا، لكنهم لا يتخذون أية خطوات لتنفيذها، لعلمهم أنها ستسبب أزمة اقتصادية جديدة في بلدانهم. أي ليس بينهم من يبدأ الحرب الاقتصادية في أوروبا، ليسعد الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول محلل صحيفة Le Point الفرنسية، جان غينيل، حول صفقة حاملات المروحيات الموقعة مع روسيا: "إن إلغاء صفقة حاملة المروحيات، سيؤدي إلى خسائر مادية ومعنوية فادحة. فإلغاء الصفقة مع دولة قادرة على تسديد قيمتها، وترغب في الحصول على سفن جديدة من نفس الطراز وغيرها، ستكون له نتائج سلبية تنعكس على زبائن آخرين. المنافسات في أسواق السلاح مستمرة، وفرنسا لا تملك تكنولوجيا، لا تملكها دول أخرى، خاصة وأن هذه الصفقة وقّعت بعد منافسات شديدة مع هولندا وكوريا الجنوبية وإسبانيا، التي عرضت نماذج ممتازة أيضا".
أما محلل موقع realpolitik.tv، كزافيه مورو فيثق، بأن رد روسيا على العقوبات لن يتأخر كثيرا. ويقول: "يحظى بوتين بدعم جماهيري واسع، بعكس حكومات أوروبا الغربية التي لا تحظى به، لذلك يمكنه توجيه ضربة اقتصادية قاسية الى أوروبا، ومن ثم التوجه نحو آسيا في مجال التجارة. الدول الأوروبية التي ستتضرر أكثر من غيرها هي فرنسا والمانيا وبولندا. وطبعا في البداية سيواجه الاقتصاد الروسي بعض الصعوبات. لكن قرار انضمام القرم نهائي ولا عودة عنه، والأغلبية المطلقة تؤيده. لقد أخطأت الولايات المتحدة في تقييمها عزيمة روسيا وأهدافها، وهي تحاول إجبار الأوروبيين دفع ثمن إخفاق استراتيجيتها. لكن كافة الدلائل تشير الى أن أوروبا لن تدعم الحرب، لأن اقتصاد أغلب بلدانها لا يسمح بذلك".
من جانبه يقول مدير معهد العلاقات الدولية والأمن، باسكال بونيفاس: "إن أنصار مفهوم التدخل الإنساني وغيره، يدينون روسيا. وحسب مفهومهم، إن التدخل في شؤون الغير، أمر ايجابي وشرعي، إذا قام به الغرب. وهو مرفوض بصورة مطلقة إذا قام به آخرون. إن كل من وافق على غزو العراق، لا يملك أي حق في إعطاء دروس في الأخلاق لروسيا في مسألة انضمام القرم. إن الرجوع الى بنود القانون الدولي ومراعاتها، يجب أن يتم دائما، لا عندما يكون هذا من مصلحة جهة ما فقط. وعلى الأوروبيين في هذه الظروف التعاون مع الأمريكيين، لكن هذا لا يعني السير خلفهم بصورة عمياء، خاصة وأن شبح الحرب الباردة لم يترك البيت الأبيض أبدا".
يقول المؤرخ والناشط الديني، جبرائل مازنيف، إن الدول الغربية صفّقت عندما تمكنت الإمبراطورة يكاتيرينا الثانية من تحرير القرم من السيطرة التركية عام 1783، فما الذي حصل اليوم؟ لماذا هذه الهستيريا، هل نسي قادة أوروبا التاريخ، ويتّبعون بصورة عمياء السياسة الخارجية الأمريكية؟ لقد كان في نية كلينتون أن يطلب من تركيا قصف بلغراد، لكن ميتران أقنعه بالتخلي عن هذه الفكرة، لذلك لا يستبعد ان تطلب واشنطن من تركيا احتلال القرم.
تصنّف الولايات المتحدة الدول الأوروبية على صنفين، دول جيدة في الناتو، وسيئة خارجه. وبولندا وأوكرانيا من الدول الجيدة، بنظر واشنطن، تطلبان من الناتو حمايتهما من روسيا.