عمّال نيويورك يتجهزون للرد على القمع
دانييل دي فريس دانييل دي فريس

عمّال نيويورك يتجهزون للرد على القمع

يوم الأحد 17/1 بدأ أكثر من 1400 سائق شاحنة وعامل مخزن من عمّال «هونت بوينت» بالإضراب للمطالبة بزيادة دولار لكل ساعة عمل، وتظاهرهم كان بمثابة قصم الظهر لأكبر سوق غذائيات في المدينة، فهم مسؤولون عن تولي وتوزيع أكثر من 200 مليون رطل من الغذائيات على محلات البقالة والمطاعم، العمل الذي يدرّ على أرباب العمل 2.3 مليار دولار كعائدات كلّ عام، ما يقدّر بقرابة 60% من المبيعات في مدينة نيويورك.

بقلم: دانييل دي فريس
ترجمة: قاسيون

لكن مشغلي سوق الغذائيات، وأغلبهم ممّن تلقى أموال حزم الإنقاذ الحكومية، رفضوا مطالب العمّال. قاموا عوضاً عن ذلك بتوظيف شركات أمنية خاصة والاستعانة بقسم شرطة نيويورك الذين بدأوا يوم الثلاثاء 19/1 بمهاجمة العمّال المضربين بعنف، فاعتقلوا عدداً منهم وفرقوا خطوط الإضراب، وذلك كلّه بأمر من عمدة المدينة الديمقراطي «التقدمي» بيل دي بلاسيو.

شكّل الأمر نقطة تحوّل حاسمة، فنقابات المدينة مثل تيمسترز واتحاد المعلمين واتحاد عمال النقل، ورغم إعلانهم تعاطفهم مع المتظاهرين، قاموا بعزلهم عبر معارضتهم حشد تظاهرات أوسع تضم جميع أطياف الطبقة العاملة في المدينة. السبب ببساطة هو الخوف من الدخول في نزاع مباشر مع الديمقراطيين المدعومين من النقابات، ومنهم المليونير المرشح لمنصب العمدة أندرو يانغ، وعضوة الكونغرس ألكساندريا كورتيز التي قامت بإيماءة فارغة بإعلان دعمها للمتظاهرين، وذلك في محاولة للتغطية على أنّ حزبهم هو من أرسل الشرطة لضرب المتظاهرين.

عمّال النقابات التي رفضت دعم المتظاهرين يعانون بدورهم من النوع نفسه من الكوارث، من أجور متدنية إلى ضمان صحي متهالك إلى نقص وسائل الحماية من كوفيد-19. فالديمقراطيون والجمهوريون كلاهما سواء، فيما يتعلق بإنفاق ترليونات الدولارات على وول ستريت بينما يعاني العمال من الوباء والأزمة الاقتصادية. نسبة الفقر في البرونكس – الحي العمالي الأهم – هي عند 40%، وهي التي تحوي على 54% من أطفال المدينة. في ذات الوقت ارتفعت حزم الإنقاذ لأثرياء سوق أسهم نيويورك من 81 مليار دولار إلى 600 مليار دولار.

يدرك العمّال هذا الأمر، وهو ما دفعهم للتنسيق مع العمال المتظاهرين دون الرجوع لنقاباتهم الرسمية. مثال: عمّال الكهرباء الذين اختبروا خيانة نقابتهم لهم من قبل، قاموا في القطاع-3 بتنظيم أنفسهم للانضمام إلى عمّال «هونت بوينت» في الموجة التالية. بعض المنظمات مثل «لجنة الإضراب RFSC» طالبت بحشد عمالي عابر للنقابات لا يطالب فقط بزيادة دولار واحد عن كلّ ساعة، بل بأجور حقيقية تكفي للمعيشة، وبضمان صحي حقيقي، ووسائل حماية للعمّال الرئيسيين.

بدأت بعض المنظمات المحلية تدعو العمّال في المدينة للاحتشاد متخطية النقابات المشلولة، وتنظمهم على أساس ذلك، وهو الأمر الذي قد يؤدي في حال نجحوا في مساعيهم إلى إضراب عام في المدينة. علينا أن نراقب عن قرب وننتظر ما سيحدث في ردّة الفعل العمالية التالية على القمع الذي يتعرضون له.

 

بتصرّف عن: New York City workers demand action to defend Hunts Point strikers