الخارجية الصينية تردُّ بالأرقام على اتهامات «إبادة الإيغور» وتصف بومبيو بـ«الكاذب» و«المُهَرِّج»

الخارجية الصينية تردُّ بالأرقام على اتهامات «إبادة الإيغور» وتصف بومبيو بـ«الكاذب» و«المُهَرِّج»

عقدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون-ينغ مؤتمراً صحفياً دورياً اليوم الأربعاء، أجابت فيه عن أسئلة الصحافة الصينية والعالَمية حول عدد من المواضيع المتنوعة. وكان من بين ما طُرِح عليها، السؤال التالي من شبكة CNN الأمريكية: «أصدر بومبيو للتو بياناً أعلن فيه نيابةً عن وزارة الخارجية أنَّ الصين ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية ضد مسلمي الأويغور وغيرهم من الأقليات العرقية في شينجيانغ. ما تعليقكِ على هذا؟ يقول البعض إن هذا قد يثير ردود فعل دولية. على سبيل المثال، قد تقاطع بعض الدول دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين لعام 2022». وفيما يلي أهم ما ورد في إجابة المتحدثة الصينية حول هذا الموضوع، طبقاً لنصّ المؤتمر الصحفي المنشور بالإنكليزية على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الصينية.

ترجمة واعداد: قاسيون

«أكاذيب بومبيو السامة في السنوات العديدة الماضية كثيرة جداً ولا يمكن حصرها، والمسألة التي ذكرتها ليست سوى واحدة من تلك الافتراءات السخيفة. بالنسبة لنا، فإن ما يسمى بـ«تصميم» بومبيو ليس أكثر من قطعةٍ من ورق النفايات. هذا الكذاب والغشاش سيئ السمعة يجعل من نفسه مهرجاً محكوماً بالفشل ومزحة القرن مع عرضه للأكاذيب والجنون قبل سقوط الستارة. إنّ الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية محددة بوضوح في القانون الدولي. والقول بأنّ «الصين ترتكب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في شينجيانغ» إنما هو ادعاء كاذب تماماً ومهزلة خبيثة ملفقة تدفع بها بعضُ القوى المعادية للصين والمعادية للشيوعية، وعلى رأسهم بومبيو كأحد روّادها المتعصّبين. مثل هذا الشيء موجود فقط في المؤامرات السياسية القبيحة لبومبيو وأمثاله. هذا الأمر [إبادة الإيغور] لم يحدث أبداً، ولن يحدث أبداً في الصين!».

وأوضحت المتحدثة بأنّ الصين «قامت مراراً وتكراراً، وبصبر كبير، بإيراد تفاصيل الوقائع والحقائق المتعلقة بمنطقة شينجيانغ الصينية. نشرت الصين ثمانية أوراق بيضاء وعقدت منطقة شينجيانغ أويغور ذاتية الحكم 23 إحاطة صحفية قدّمت فيها أرقاماً وحقائق قوية عن حياة من الاستقرار والتضامن والوئام تتمتع بها جميع المجموعات العرقية في شينجيانغ. في عام 2019 قام المسافرون المحليون والأجانب بأكثر من 200 مليون رحلة إلى شينجيانغ. استقبلت المنطقة أكثر من 1200 من الدبلوماسيين والصحفيين وممثلي الجماعات الدينية من أكثر من 100 دولة، ممن شاهدوا الوحدة والصداقة والسعادة بين مختلف الجماعات العرقية، فضلاً عن المناظر الخلابة لشينجيانغ».

وأضافت «نما متوسط العمر المتوقع لسكان شينجيانغ من 30 إلى 72 عاماً على مدى العقود الستة الماضية أو نحوها. زاد عدد الأويغور بنسبة 25.04% منذ عام 2010 إلى عام 2018، وهو أعلى من الزيادة في إجمالي سكان شينجيانغ، الذي بلغ 13.99%، وأعلى بكثير من معدل نمو سكان إثنية الهان [وهو العِرق الأساسي الأكبر في الصين]، الذي كان 2%. تمت حماية اللغات والثقافات والعادات التقليدية لجميع الأقليات العرقية في شينجيانغ بشكل جيد وتوارثها. يتمتع جميع السكان بحقوقهم كاملة، بما في ذلك الحق في العيش والتنمية».

وتابعت «تنفذ شينجيانغ الصينية بأمانة خطة العمل لمنع التطرف العنيف وتتخذ بشكل قانوني تدابير وقائية لمكافحة الإرهاب والتطرف، والتي تحمي بشكل فعال أمن واستقرار شينجيانغ وسلامة السكان. لم تكن هناك أي حالة عنف أو إرهاب على مدى السنوات الأربع الماضية أو نحو ذلك. تحمي الصين حقوق العمال وقد بذلت الكثير من الجهود لتوفير فرص التدريب والوظائف للأشخاص من جميع المجموعات العرقية في شينجيانغ، وذلك لتشجيعهم ومساعدتهم ودعمهم في التخلص من الفقر والعيش حياة أفضل من خلال الاجتهاد والعمل الجاد. أثناء مكافحة جائحة كوفيد-19 تضع الحكومة الصينية أيضاً الناس والحياة في الصدارة وتتخذ تدابير حازمة وعلمية وحاسمة لحماية سلامة وصحة جميع الناس بما في ذلك الأويغور إلى أقصى حد ممكن».

واستأنفت المتحدثة القول «إنّ أكاذيب بومبيو بشأن شينجيانغ ومسائل أخرى ليست فقط إهانات كبيرة لـ 1.4 مليار صيني من بينهم 25 مليوناً من سكان شينجيانغ، ولكنها أيضاً إهانة كبيرة لحكم الشعب الأمريكي والمجتمع الدولي. ما هو أسوأ من ذلك، أنه خان وتحدى أخلاق البشرية وضميرها. إن إهمال بومبيو للحقيقة والسعي وراء الأكاذيب لا يعكس شخصيته الحقيرة فحسب، بل يعكس أيضاً نية بعض القوات الأمريكية السيئة للتدخل في الشؤون الداخلية للصين، وتقويض استقرار الصين وأمنها، واحتواء تنمية الصين بذريعة حقوق الإنسان في شينجيانغ. وهي قضية ملفقة بالكامل تعمل على تشويه سمعة الصين والحزب الشيوعي الصيني. لكن يجب أن يعرف بومبيو وأمثاله أن شينجيانغ المسالمة والمزدهرة لن تُجَرَّ إلى الوحل بسبب التشهير والافتراء. 1.4 مليار صيني من 56 مجموعة عرقية، متحدون كبذور رمان، لن يتباطَؤوا لثانية واحدة بسبب انحرافاتهم البسيطة في رحلتنا نحو التجديد الوطني العظيم. قد تكون العدالة متأخرة، لكنها ستلحق بالركب دائماً. لا يوجد مكان أفضل من مزبلة التاريخ لبومبيو وكل أكاذيبه الشريرة وتأثيراته. سيصدر التاريخ حكماً عادلاً عليهم وسيأتي يوم الحساب».

هذا وكشفت المتحدثة باسم الخارجية الصينية في إجابتها الطويلة هذه، عن بعض المنشورات التي تعتقد أنها خدمت كمصدر لتلك الروايات التي وصفتها بـ«أكاذيب وشائعات بومبيو» قائلةً إنها «تستند إلى تلفيقات قام بها الباحث المناهض للصين أدريان زينز والمعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية. أعتقد أن وسائل الإعلام الأمريكية لديها فهم واضح لما فعلوه. على سبيل المثال، كما كشف موقع أمريكي، فإن الشائعات حول شينجيانغ هي جزء من حملة دعائية ضد الصين، بما في ذلك نشر الشائعات لتشويه سمعة الصين وحتى شيطنتها. على وجه الخصوص، قاموا بتضخيم المغالطات المنحازة والتي لا أساس لها للتنسيق مع القوات المناهضة للصين في الولايات المتحدة لتشويه جهود مكافحة الإرهاب والتطرف في شينجيانغ، مما يدل على حقيقة أنه ليس لديهم مصداقية على الإطلاق. أشار مواطنوهم في الولايات المتحدة وأستراليا إلى افتقارهم إلى النزاهة، الأمر الذي يجلب العار إلى وطنه».

ووجّت دعوةً إلى «المهتمِّين بمعرفة حقيقة ما يحدث في شينجيانغ»، قائلةً «نحن بالتأكيد نرحب بزيارتكم إلى الصين لرؤية شينجيانغ بأم العين، والاستماع إلى أصوات أكثر من 25 مليون من سكان شينجيانغ من مجموعات عرقية مختلفة، والتعرف على عقل 1.4 مليار صيني. نود أن تكون هناك تبادلات وحوار معهم على أساس المساواة والاحترام المتبادل، حتى يتمكنوا من فهم الحقيقة. أعتقد أن معظم الناس في المجتمع الدولي يمكنهم إصدار حكم مستقل على هذا بناءً على الحقائق. أما فيما يتعلق بدورة الألعاب الأولمبية الشتوية، فتجري الاستعدادات بسلاسة. لدينا ثقة في أنه سيكون تجمعاً غير عادي».

وختمت المتحدثة باسم الخارجية الصينية إجاباتها حول هذا الموضوع بالقول «إن الضرر الشديد الذي لحق بالعلاقات الصينية الأمريكية على مدى السنوات الأربع الماضية سببه على وجه التحديد لأن هذه الإدارة ارتكبت أخطاء جوهرية في تصورها الاستراتيجي للصين واعتبرت الصين أكبر منافس استراتيجي لها، مما أدى إلى وسائل مختلفة للتدخل في الشؤون الداخلية للصين وكل جهد لقمع الصين وتشهيرها وتشويهها. لا أعتقد أن هذا يخدم مصالح الناس في الصين أو الولايات المتحدة. إنها ليست رغبة أولئك الموجودين في الولايات المتحدة الذين يريدون رؤية تنمية صحية ومستقرة للصين والولايات المتحدة. علاقات. أعتقد أن الإدارة الجديدة يجب أن تخدم رغبات الشعب، وأن تنظر إلى الصين من منظور منطقي وموضوعي، وأن تعمل مع الصين على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة لإعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسار العلاقات الصحية والصحية. تنمية مستقرة في أسرع وقت ممكن».

المصدر: وزارة الخارجية الصينية

 

آخر تعديل على الأربعاء, 20 كانون2/يناير 2021 21:34