المستقبل ملكنا نحن المنهوبين، وفرح الناهبين قصير الأمد
في 2019 أنفقت دول العالم قرابة 2 ترليون دولار على الأسلحة، بينما أخفى الأشخاص الأكثر ثراء 36 ترليون دولار في الجنان الضريبية غير الشرعية. لن يتطلب الأمر سوى جزء بسيط من هذه الأموال للقضاء على الجوع، مع تقدير الحاجة لما بين 7 إلى 265 مليار دولار سنوياً. هناك حاجة لمبالغ مالية مماثلة لتمويل التعليم العام الشامل والرعاية الصحية الأولية الشاملة. استولى الأثرياء الجدد على الموارد الإنتاجية، ثم استخدموا قوتهم المالية للتأكد من أنّ البنوك المركزية تبقي التضخم منخفضاً بدلاً من اتباع سياسات نحو التوظيف الكامل. إنّهم عصابة مافيا إن نظرت عن قرب للأمر.
عن نشرة مؤسسة تريكوننتنال
ترجمة قاسيون
أظهرت دراستان لصالح البنك الدولي بأنّه بسبب نقص الموارد والمخيلة أثناء الوباء، سينزلق 72 مليون طفل إضافي بعمر المدرسة في «فقر التعلّم»، وهو المصطلح الذي يشير إلى عدم القدرة على القراءة وفهم نصوص بسيطة بسنّ العاشرة. أظهرت دراسة أجرتها يونيسيف بأنّ 50 مليون إنسان إضافي في إفريقيا جنوب الصحراء سينتقلون إلى الفقر الشديد خلال الوباء، وأغلبهم من الأطفال. هناك 280 مليون طفل من أصل 550 مليون موجودون في إفريقيا جنوب الصحراء يكافحون مع انعدام الأمن الغذائي، بينما توقف التعليم بشكل كلي بالنسبة لملايين الأطفال الذين «لا ترجح عودتهم إلى صفوف المدرسة».
تزداد الفجوة بين محنة مليارات البشر الذين يكافحون من أجل البقاء، وإسراف قلة قليلة بشكل صارخ. حمل تقرير شركة UBS المالية عنواناً غريباً: «قيادة العاصفة. اضطرابات السوق تؤدي إلى تسريع تفاوت الثروة». يبدو أنّ المليارديرية البالغ عددهم 2189 ملياردير في العالم قد أتت عاصفة الوباء لمصلحتهم بشكل كبير، حيث سجلت ثروتهم رقماً قياسياً بلغ 10.2 ترليون دولار اعتباراً من تموز 2020 «كانت 8 ترليون في نيسان». الرقم الأكثر وحشية هو أنّ ثروتهم زادت بمقدار الربع «27.5%» ما بين نيسان وتموز خلال الحظر. حدث ذلك عندما كان مليارات البشر في العالم الرأسمالي عاطلين حديثاً عن العمل، ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة بالاعتماد على معونة متواضعة جداً من حكوماتهم، وانقلبت حياتهم رأساً على عقب.
إنّ مؤسسة تريكونتنتال تدعم تنظّم الأغلبية لبناء مستقبل أفضل ولرفع قدرتنا على مواجهة الاستخدام الانتهازي والمثير للسخرية للأزمة من قبل الحكومات الرأسمالية. يمكننا النظر بأمل للمستقبل عند رؤية رفاقنا في الحزب الشيوعي الهندي في كيرالا الذي يعمل لبناء مجتمع إنساني عادل. يمكن رؤية نفس النوع من العمل بين أعضاء «حركة العمّال المعدمين» في البرازيل، ومجموعة «حزام النحاس» في زامبيا من أعضاء الحزب الاشتراكي. والاتحاد الوطني لعمّال التعدين في جنوب إفريقيا الذين يكافحون ضدّ إجراءات الانكماش ويبنون الثقة بين «ساكني الأكواخ». لا يقتصر الأمر على هؤلاء، فنحن نعتمد على جميع القوى التي تتحرّك لتنظيم المقموعين.
بتصرّف عن:
The Future Will Only Contain What We Put into It Now