بين هراء بومبيو حول الصين، جملة واحدة مفيدة: «نريد استعادة ما هو حق لنا»!
عماد طحان عماد طحان

بين هراء بومبيو حول الصين، جملة واحدة مفيدة: «نريد استعادة ما هو حق لنا»!

أطلق وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الإثنين، سلسلة من التصريحات الهستيرية الجديدة ضد الصين عبر حسابه على تويتر.

وجاء في تغريدة بومبيو: "حرب الحزب الشيوعي الصيني على الأديان تستهدف المسيحيين والمسلمين والبوذيين وأنصار الفالون غونغ على حد سواء. الحزب الشيوعي الصيني لم يستثن أحداً".

وكان بومبيو قد علق سابقاً على بناء شبكة الجيل الخامس من قبل شركة "هواوي" الصينية: "نحن نخطط لحماية الأمن القومي الأمريكي، لا نريد أن ينتهي الأمر بالبيانات الخاصة بالأمريكيين في أيدي الطرف الصيني الشيوعي"، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.

وفي حينه أضاف بومبيو: "نريد أن نرى جميع الدول تتفهم الحرية والديمقراطية وتقدرها، وأن تعلم أنه من المهم لشعبها وقيادتها فهم هذا التهديد الذي يشكله الحزب الشيوعي الصيني، يجب العمل على حد سواء وبشكل جماعي لاستعادة ما هو حق لنا".

قبل كل شيء لا بد من التذكير بأنّ إحدى تفاصيل «الحرب» التي يزعم بومبيو أنّ الصين تشنها على شعبها بمختلف أديانه، أنها خلال 25 عاماً استطاعت رفع 900 مليون صيني من تحت خط الفقر، أي ثلاثة أضعاف عدد مواطني دولة بومبيو... هي «حرب شعواء» بحق!

«استعادة ما هو حق لنا»

يمكننا قراءة عبارة بومبيو هذه بطريقة أخرى: «خسرنا الكثير لمصلحة الصين، ونريد استعادة ما خسرناه»... فما الذي خسرته الولايات المتحدة على يد الصين؟ القائمة طويلة جداً، ولكن على رأسها بالتأكيد الخسائر التالية:

  1. خسارة النهب الهائل الذي كانت تتعرض له الصين على يد الغرب عموماً وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة خصوصاً، ابتداءً من حروب الأفيون القذرة منتصف القرن التاسع عشر.
  2. الخسارة التدريجية والمتسارعة للدور العالمي للدولار كعملة نهب عالمية لمصلحة نظام مالي جديد تبنيه الصين بالاشتراك مع دول عديدة على رأسها شركاؤها في بريكس.
  3. الخسارة الوشيكة للدور الأمريكي في مجمل «العالم القديم» آي آسيا وإفريقيا وأوروبا، والذي تدفع الصين نحو ربطه برياً بشكل حثيث، عبر مشروعها الهائل الضخامة «الحزام والطريق»، والذي من شأنه أن ينهي أهم أسس استعباد أوروبا الغربية لبقية أوروبا ومعها آسيا وإفريقيا؛ إذ اعتمدت دول الاستعمار الأوروبي تاريخياً على تقطيع العلاقات البرية البينية في هذه القارات، وحصرها بالمجال البحري حيث كانت تسيطر أساطيلها.
  4. بين الخسارات المهمة أيضاً، أنّ عودة الصين «الشيوعية» لاحتلال موقع متقدم على المستوى العالمي، هي بداية ولادة جديدة لـ«الشيوعية» التي ظنّ الأمريكيون أنهم ارتاحوا منها إلى الأبد عام 1991، حيث بدأوا بالتنظير لـ«نهاية التاريخ» تحت أقدامهم...

 

إذاً، فالخسارة التي يريد بومبيو استعادتها، هي خسارة هيمنة غربية امتدت لما يقرب من خمسة قرون، هيمنة تتبخر خلال هذه العقود القليلة وستختفي ضمن عقود قليلة قادمة كما تعترف مراكز الأبحاث الغربية نفسها... هي خسارة عظيمة ولا شك، ولذا فليس من العدل أن نمنع الموجوع من الصراخ عالياً، حتى ولو تخللت صرخاته شتائم نابية وأفكار سخيفة...