هل علينا الانتظار حتى 2028 حتى تصبح واشنطن في المرتبة الثانية اقتصادياً؟

وقبل سنة فقط، كانت توقعات المركز نفسه هي أنّ تفوق الاقتصاد الصيني على الأمريكي لن يتم حتى عام 2033، بفارق خمس سنوات عن توقعاته الجديدة.

ضمن الحسابات الاقتصادية، فقد بنى المركز نتائجه على توقعات معدلات نمو اقتصادات البلدان المختلفة خلال السنوات القادمة.

حيث تتوقع الصين نمواً اقتصادياً متوسطه 5.7% سنوياً بين 2021 و2025 قبل أن يتباطأ إلى 4.5% سنوياً من 2026 إلى 2030.

في حين أن من المتوقع أن تسجل الولايات المتحدة نمواً قوياً في أعقاب الجائحة عام 2021، ولكنه سيتباطأ إلى 1.9% سنوياً بين 2022 و2024 ، ثم إلى 1.6% بعد ذلك.

وفي توقعاته أيضاً أن اليابان ستبقى ثالث أكبر اقتصاد في العالم حتى 2030 حيث ستتخطاها الهند، الأمر الذي سيهوي بألمانيا من المركز الرابع إلى الخامس. في حين أنّ بريطانيا ستهبط إلى المركز السادس اعتباراً من عام 2024.

كيف تمت الحسابات؟

الحسابات والتوقعات السابقة كلّها مبنية على مؤشر واحد هو مؤشر الإنتاج المحلي الإجمالي GDP، وهو مؤشر تكتنفه مشكلات عديدة، أهمها هو أنه يتضمن حساباً مكرراً حيث يحسب «إنتاج» القطاعات الخدمية وخاصة المالية بوصفه إضافة إلى الناتج، في حين أنّ القسم الأكبر منها هو في الحقيقة إعادة توزيع للإنتاج الحقيقي الذي يتم في قطاعات الصناعة والزراعة والنقل والبناء والتجارة الداخلية...

ولكن بكل الأحوال، من الصعب أن ننتظر من دول العالم أن تعتمد الطريقة الماركسية في حساب ناتجها المحلي الإجمالي، الذي ستختلف وفقه مجمل التصنيفات التي نراها اليوم... ولكن مع ذلك يمكننا أن نستخدم رقماً آخر تعترف به هذه الدول نفسها، وهو مؤشر الناتج المحلي الإجمالي بمعادل القيمة الشرائية GDP PPP؛ أي بما يمكن لهذا الناتج أن يشتريه فعلاً من بضائع وخدمات في السوق المحلية المعنية.

ضمن هذا المقياس لن نحتاج الانتظار حتى 2028 حتى تجتاز الصين الولايات المتحدة، لأنّ المهمة قد أنجزت فعلاً!

عام  2019، ووفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي:

الصين: 27.308 ترليون دولار

الولايات المتحدة: 21.439 ترليون دولار

التقرير الجديد بهذا المعنى، ليس مصاغاً ليقول إنّ الصين ستتجاوز الولايات المتحدة عام 2028، بل ما يهم الذين صاغوه هو بالضبط أن يقولوا «الولايات المتحدة ستستمر في احتلال المركز الأول اقتصادياً حتى عام 2028»... وهذا ما ينطبق عليه المثل الشعبي عندنا: «يرش على الموت سكر»...