صدور كتاب ماركس «مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي» عن دار الطليعة الجديدة

وهي جهودٌ تشهد عليها أيضاً مخطوطته الضخمة «الغروندريسة» (1857–1858) التي كتبها كمسودّة تحضيرية لكلٍّ من «المساهمة» ومجلدات «رأس المال». اعتبر ماركس المجلد الأول من رأس المال» الذي نُشِرَ عام 1867 متابعةً لكتابه هذا (المساهمة)، وتلخيصاً للمحتوى الأساسي والضروري فيه، مع استكمال وتطوير بعض مسائل نظرياته في البضاعة والقيمة والنقد (مثل جوهر القيمة وأشكالها، وموضوعة الصنمية البضاعية، وغيرها)، والتي ارتسمت ملامحها الأولى في هذه «المساهمة».

ومع ذلك فثمّة موضوعات مهمّة عُولجت بالتفصيل في «المساهمة» ولم تَرِد الإشارة إليها في «رأس المال» إلا بشكلٍ مختصر، كما أُغفِلَت في «رأس المال» مواضيعُ كان ماركس قد خاض بتفاصيلِها في «المساهمة» تتعلّقُ بالتطور التاريخي لنظريَّتَي القيمة والنقد.

وكما أشار ماركس في مقدمة المجلد الأول من «رأس المال»: فإن كتاب «مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي»، لم يتقادَم بظهور «رأس المال»، ولم يفقدْ قيمتَه العلمية الخاصة به.

أضافت الطليعة الجديدة أيضاً، بين دفَّتَي هذه الطبعة، ملحَقَين يُترجَمان إلى العربية لأول مرة: الأول - تتمّة من مسودّة المساهمة المعروفة باسم «النص الأصلي» (أو بالألمانية Urtext)، وذلك لأهميتها الخاصة حول موضوع الانتقال من النقد إلى رأس المال. والثاني - مراجعةَ إنجلس المهمّة لكتاب ماركس هذا في صحيفة «الشعب» الألمانية، بُعَيدَ صدوره.

ويقع الكتاب في 352 صفحة من القطع المتوسط، بترجمة الأستاذ مروان صقَّال (النص الأساسي) والدكتور أسامة دليقان (الملحقات)، اعتماداً على الطبعات الروسية والإنكليزية والألمانية لهذا العمل.

وسبق أن صَدَرَ عن دار الطليعة الجديدة من مؤلَّفات ماركس: «أصل رأس المال»، «الثامن عشر من بروميير»، «مدخل إلى نقد الاقتصاد السياسي». ولماركس وإنجلس: «البيان الشيوعي وملحقاته». وللينين: «مصادر الماركسية الثلاثة وأقسامها المكونة الثلاثة».