لماذا حاول الأمريكيون تجديد حظر السلاح على إيران؟

لماذا حاول الأمريكيون تجديد حظر السلاح على إيران؟

رفض مجلس الأمن الموافقة على المسعى الأمريكي لتمديد فرض حظر السلاح على إيران، وهو الإخفاق الذي كان متوقع الحدوث. فبالإضافة لامتناع الأوربيين عن التصويت وترددهم في السير مع خطّة واشنطن، عارضت روسيا والصين الأمر.

 

إنّ الضغوط التي مارستها واشنطن، بما في ذلك إعادة فرض العقوبات الصارمة، عرّضت الاتفاق النووي الهش بالفعل بين طهران والقوى العالمية لخطر أكبر. لكن ما هو حظر السلاح، ولماذا كانت الولايات المتحدة مصممة على منع انتهاءه في شهر تشرين الأول؟

من البداية

فرض مجلس أمن الأمم المتحدة حظراً على الأسلحة على إيران في 2007، لكن عندما تمّت مناقشة الاتفاق النووي الإيراني متعدد الأطراف في 2015، أعيد التفاوض على خمسة أعوام وتمّ تعيين تشرين الأول 2020 كموعد لانتهاء الحظر.

علّق الاتفاق على مدى امتثال إيران للاتفاق النووي. فإن وجد بأنّ إيران لم تمتثل، فسيكون بإمكان أي عضو موقّع على الاتفاقية أن يطلب عقد وساطة أو إعادة العقوبات، ومنها الحظر على الأسلحة.

كانت واشنطن تخطط، في حال لم يوافق مجلس الأمن على التمديد، على الاستمرار بفرض العقوبات بشكل أحادي. لكن الولايات المتحدة، وهي أحد الموقعين الأصليين على الاتفاق النووي، قد انسحبت منه عام 2018 بعد وصول دونالد ترامب للرئاسة ووصف الاتفاق بأنّه الأسوأ على الإطلاق.

وقد جادلت روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيران، بأنّ الولايات المتحدة حال انسحابها من الاتفاق النووي، فقدت حقها في طلب إعادة فرض العقوبات.

هل ستصبح إيران تاجر أسلحة شرير؟

كانت إدارة ترامب متشددة بشكل كبير تجاه إيران واتهمتها بأنّها دولة ترعى الإرهاب وتتدخل في النزاعات على طول الشرق الأوسط، بما في ذلك في اليمن وسوريا وغيرها.

قال بومبيو في حزيران بأنّه في حال رفع الحظر: «إيران ستكون حرة في أن تصبح تاجر أسلحة شرير، تزود بالسلاح والوقود النزاعات من فنزويلا إلى سوريا إلى أقاصي أفغانستان».

أقرّت أوروبا بأنّ الاتفاق النووي لا يعمل كما كان مخططاً له، وذلك بشكل رئيسي بسبب حملة عقوبات «الضغط الأقصى» الذي تقوم بها واشنطن، لكنّها أبدت اهتماماً بالوساطة أكبر من اهتمامها بإعادة فرض العقوبات الدولية.

في ذات الوقت أشارت الولايات المتحدة إلى الدعم من جيران إيران، حيث قال بومبيو يوم الأربعاء: «انظروا إلى البلدان القريبة منها. انظروا للبلدان العربية، جميعهم يدعمون تمديد حظر السلاح. انظروا إلى إسرائيل، إنّها تدعم التمديد».

بأيّ حال، روسيا والصين العضوين القويين في مجلس الأمن، ليسوا موافقين على التمديد.

 

لماذا عارضت روسيا والصين تمديد حظر الأسلحة؟

جادل حليفا إيران القويين بأنّ واشنطن لا تملك الأساس القانوني لدفع مجلس الأمن لتمديد الحظر. أكدوا على وجوب تنفيذ قرار مجلس الأمن لعام 2015 الذي يكرّس الاتفاق النووي وحظر الأسلحة وانتهاء هذا الحظر.

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أيار: «على الولايات المتحدة أن تدرك عدم وجود أرضيّة قانونية ولا أساسات أخرى لسياستها باستخدام تمثيلها في مجلس الأمن لفرض مصالحها الأنانية».

واشنطن قالت بأنّ روسيا والصين ترغبان ببيع السلاح لإيران عندما ينتهي الحظر، وأنّ انتهاء الحظر سيفتح الباب أمامهما لفعل ذلك.

 

ما الذي يعنيه هذا بالنسبة للاتفاق النووي؟

حذّر الدبلوماسيون واشنطن من أنّ خططها لإعادة العقوبات من خلال مجلس الأمن ستؤدي لفوضى، وتحديداً بسبب معارضة أطراف الاتفاق الآخرين هذه الخطوة. كان الأمر ليقتل الاتفاق النووي تبعاً لفقدان إيران لحافز كبير يدفعها لتحديد أنشطتها النووية.

منذ انسحبت واشنطن من الاتفاق فرضت عقوبات شديدة أحادية الجانب، ورداً على ذلك خرقت إيران جزءاً من الاتفاق النووي، الأمر الذي أثار قلق الموقعين الأوربيين لكن ليس بشكل كافٍ لإعادة فرض العقوبات. بدلاً عن ذلك، تسعى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إلى إجراءات قادرة على إنقاذ الاتفاق.

علّق وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بالقول: «أنا واثق من أنّ أعضاء مجلس الأمن سيدحضون حملة الحصار التي تسعى إليها الإدارة الأمريكية لتحويل ما كان الإنجاز الدبلوماسي الأكبر في القرن 21 إلى عمل عقيم».

آخر تعديل على السبت, 15 آب/أغسطس 2020 12:31