التطبيع الإماراتي ليس ضمن «صفقة القرن»، بل بحثاً عن مكافئ لها
عماد طحان عماد طحان

التطبيع الإماراتي ليس ضمن «صفقة القرن»، بل بحثاً عن مكافئ لها

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس 13/8/2020، عن التوصل إلى ما أسماه «اتفاقاً تاريخياً» لتطبيع شامل للعلاقات بين دولة الإمارات وبين الكيان الصهيوني.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيدة حنان عشراوي علقت على الإعلان بالقول: «تلقت إسرائيل جائزة من الإمارات عبر تطبيع العلاقات معها من خلال مفاوضات سرية».

ووجود مفاوضات سرية وشبه علنية حتى وخطوات تطبيعية عديدة بين الإمارات ودولة الكيان، هي أمور لا تكاد تخفى على أحد، ولكن توقيت نقلها إلى العلن هو ما يتطلب وقوفاً عنده.

فقد نعى مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون «صفقة القرن» منذ أيام خلال لقاءٍ أجرته معه صحيفة «ماكور ريشون»، بقوله إنّ صفقة القرن «لن تؤدي إلى شيء» و«لا أحد سيأخذها على محمل الجد».

أهم مما قاله بولتون، هو واقع انعدام فرص تطبيق هذه الصفقة، ليس بسبب الصعوبات التي تواجهها بعض الحكومات العربية في الانبطاح الكامل أمام الصفقة - (وهي صعوبات ليست بالهينة بغض النظر عن رغبة الانبطاح، فتطبيع الحكومات شيء وخيارات الشعوب شيء آخر)- بل بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني التي أشعل الإعلان عن الصفقة جذوة جديدة فيها ودفع نحو إعادة هيكلة البنية السياسية لحركة التحرر الوطني الفلسطيني، وهي العملية التي سنرى مفاعليها في آجال غير بعيدة.

بالتوازي، فإنّ تحركات محمومة من الجانب الأمريكي والصهيوني، تصب كلّها هذه الأيام في محاولة تكريس مكافئ إقليمي لطروحات صفقة القرن؛ فإذا كان تطبيق الصفقة مستحيلاً، فإنّ خلق الأجواء النهائية المطلوبة منها، أي تأمين الوجود الصهيوني في المنطقة عبر جملة صفقات إقليمية، لا يزال هدفاً أساسياً للسياسة الأمريكية في المنطقة.

ويكتسب هذا التوجه هذه الأيام ضرورة وجودية، بحكم التوازن الدولي الجديد المضاد لمصلحة كل من واشنطن والكيان، ولأنّ الانسحاب القريب للأمريكي من المنطقة، سيجعل دولة الكيان في قمة ضعفٍ تاريخيٍ غير مسبوق، وهذا خطر مركب على الكيان نفسه، وعلى الولايات المتحدة التي تطمح إلى ترك البلطجي الصهيوني وراءها بعد الانسحاب، كي يبقى نفوذها قائماً في الشرق الأوسط...

في هذا السياق، فإنّ الخطوة الإماراتية يمكنها أن تندرج ضمن أطر البحث عن مكافئ لصفقة القرن المنهارة... ولكنّ سرعة الانتقال الأمريكي من الخطة أ إلى ب ومن ثم إلى ج، تسمح لنا بالتنبؤ بأنّ «المكافئ» المفترض سينهار بأسرع مما انهارت صفقة القرن، وأبجدية الخطط البديلة ستنتهي بأقرب مما يتوقع الكثيرون...

آخر تعديل على الخميس, 13 آب/أغسطس 2020 20:14