نيويورك لا تجد مكاناً لدفن موتاها

نيويورك لا تجد مكاناً لدفن موتاها

كشَفَ مارك ليفين، رئيس اللجنة الصحية لمجلس مدينة نيويورك، الوضعَ الكارثي لإمكانيات التعامل مع ضحايا وباء كورونا، في سلسلة من التغريدات أطلقها أمس الإثنين 6 نيسان 2020:

«يتعرض نظام الرعاية الصحية في مدينة نيويورك إلى ضغوط وصلت الحد الأقصى. وللأسف أصبح الآن نظاماً لإدارة الموتى في المدينة... ولهذا آثار كبيرة على العائلات المفجوعة وعلينا جميعاً».

وناشد ليفين مزيداً من الدعم والموارد لمَشارح الجثث والمستشفيات ودور الجنازات والمقابر في المدينة.

وذكر بأنّ ذوي الضحايا «حاولوا الاتصال بحوالي ستة دور جنائزية ولم يعثروا لهم على أية إمكانية للتعامل مع أحبائهم المتوفين. المقابر عاجزة عن استيعاب عدد طلبات الدفن، ووضعها يتدهور أكثر»، وأضاف: «ليس وفيات المستشفيات هي فقط التي ترتفع؛ قبل هذه الأزمة كانت تحدث 20 – 25 حالة وفاة منزلية يومياً في مدينة نيويورك، أما في ظل الوباء الآن فإنّ الرقم هو 200 – 215 يومياً».

«في وقت مبكر من هذه الأزمة كنا نستطيع أخذ مسحات للاختبار من الأشخاص الذين يلقون حتفهم في المنزل، وبالتالي حصلنا على نتائجهم بما يخص فيروس كورونا. ولكن تلك الأيام ولّت. نحن الآن ببساطة ليس لدينا القدرة على اختبار الأعداد الكبيرة التي تموت في المنزل».

«فقط هؤلاء القلائل الذين يحصلون على اختبار مؤكّد قبل موتهم، يتم احتسابهم الآن كضحايا لفيروس كورونا على شهادة الوفاة. وهذا يعني أنه من شبه المؤكد أننا نحسب عدداً أقلّ من إجمالي ضحايا هذا الوباء».

«لا يزال عدد الجثث في ازدياد. عمّا قريب ستصبح برّادات الطب الشرعي في مانهاتن وبروكلين ممتلئة تماماً. ثم ماذا بعد؟».

«قريبا سنبدأ إجراءاتٍ (للدفن المؤقَّت). من المحتمل أن يتم ذلك باستخدام حديقة مدينة نيويورك من أجل الدفن (نعم أنتم تقرؤون هذا بشكل صحيح). سيتم حفر خنادق تتسع لعشرة توابيت في كل خط... سيكون من الصعب على سكان نيويورك تحمّل ذلك».

«الهدف هو تجنب مشاهد مثل تلك التي حصلت في إيطاليا، حيث أُجبر الجيش على جمع الجثث من الكنائس وحتى من الشوارع... سنحتاج المزيد من المساعدة إذا أردنا تجنب الكارثة».

«بينما تواصل مدينة نيويورك مناشدة الأمة للحصول على المساعدة، نحتاج أن نطلب ليس فقط الأطباء والممرضات والمعالجين التنفسيين، بل وكذلك موظفي شؤون الجثث. يصعب الحديث عن هذا الأمر وربما يصعب طلبه. ولكن ليس باليد حيلة».

هذا ويجدر بالذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب أعلن في وقت لاحق من يوم أمس، في الإيجاز الصحفي مع فريقه الوبائي، بأنّ بلاده أجرت أكثر من مليون وسبعمئة وتسعين ألف اختبار للفيروس خلال الشهر الممتد من 5 آذار حتى 5 نيسان، مكرّراً بأنّهم «يقومون بالاختبار أكثر من أي بلد آخر في العالَم»! دون أن يأتي على ذكر أي معلومات عن عدد الاختبارات التي قاموا بها خلال الـ 42 يوماً التي كان يتفشّى فيها الوباء بتسارع في الولايات المتحدة قبل ذلك، أي اعتباراً من تسجيلها أول إصابة على أراضيها في 20 كانون الثاني 2020.

مصدر التغريدات