أمريكا تعاقب وروسنيفت تخاف والكرملين ينقذ الموقف
نشرت صحيفة «Indian Punchline» وموقع «Oriental Review» مقالاً عن التحركات الروسيّة الأخيرة المتعلقة بقرار شركة النفط الروسية روسنيفت «PJSC Rosneft: شركة مدمجة روسية أبرز مالكي أسهمها: الحكومة الروسية 50% وبريتش بتروليوم 19.75% وشركة الصين للطاقة 14.16% وسوق أسهم موسكو 10.38% وشركة غلينكور البريطانية 5.34% وصندوق الثروة السيادية القطري» ببيع فرعها الفنزويلي مع كامل أصوله بعد قيام وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات عليه كجزء من سعيها لتغيير النظام في فنزويلا.
بقلم: م.ك. بادركومار
تعريب وإعداد: عروة درويش
يقول الكاتب بأنّ الأمر قد يبدو وكأنّ روسيا تهجر حليفها مادورو وتخضع مستسلمة للعقوبات الأمريكية، أو على الأقل هذه هي الطريقة التي تناول بها الإعلام الغربي السائد المسألة وخاصة شبكة بي.بي.سي. لكنّ هذا الأمر قد يمرّ على غير المطلع وكأنّه حقيقة، لكنّه ليس أكثر من مجرّد خيال. فكما يشرح الكاتب، ورغم الاختلاف الجوهري في الهدف الذي تريد تحقيقه، فروسيا بخطوتها هذه تقلد سلوكاً مستمراً للولايات المتحدة، يتمثل في تغيير اسم المجموعات الإرهابية التي تدعمها كلّما انكشفت أمام العالم.
فكما يشرح المقال، فإنّ شركة روسنيفت يجب أن تحافظ على عملياتها العالمية بمنأى عن العقوبات الأمريكية، وهي التي تسهم بأكثر من 6% من إنتاج النفط العالمي وهو ما يجعل إعلان المتحدث باسم الشركة منطقياً عندما نوّه إلى أنّهم اتخذوا القرار لحماية مصالح حاملي أسهمهم وبأنّهم ينتظرون الآن من المشرعين الأمريكيين العودة عن العقوبات وتنفيذ وعودهم.
ويستمر المقال بإيضاح الأمر بذكره بأنّ الشركة التي ستشتري فرع وأصول شركة روسنيفت في فنزويلا هي شركة مملوكة بشكل كلي للكرملين. فالاتفاق الموقع بين ممثل روسنيفت إيغور سيتشين وممثل الكرملين فلاديمير بوتين يوضح بأنّ الكرملين سيستولي على أصول الشركة في فنزويلا التي تقدر بأكثر من 80 مليون طن من احتياطي النفط وإنتاج يومي بأكثر من 66.500 برميل بالشراكة مع شركة النفط الفنزويلية العامة.
يجعل هذا الحكومة الأمريكية أمام خيار فرض عقوبات على الكرملين نفسه في حال أرادت عقاب حكومة مادورو. لقد اتبعت موسكو هذه التقنية للالتفاف على العقوبات الأمريكية منذ فترة عندما نقلت أصول البنك المشترك الروسي/الفنزويلي «في.تي.بي وغارزبروم.بانك» إلى الحكومة الروسية. تؤكد هذه الخطوات بأنّ الحضور الروسي في فنزويلا سيستمر لوقت طويل بغض النظر عمّا يتطلبه الأمر.
إنّ التداعيات الجيو استراتيجية لمثل هذه التحركات واضحة، فهي بالإضافة لتعزيزها لحكومة مادورو في مواجهة محاولات تغيير النظام التي تقودها الولايات المتحدة، تظهر الحدود التي يمكن للهيمنة الأمريكية أن تصلها من خلال العقوبات، سواء حول العالم «التبدلات في المواقف الأوكرانية تقف شاهداً» أو فيما تسميه «فنائها الخلفي» في بلدان أمريكا اللاتينية.
ويذكر الكاتب بعض المعلومات المفيدة في سياقها عن شركة روسنيفت، فرئيسها إيغور سيتشين هو نفسه ضابط سابق في الاستخبارات السوفييتية «KGB»، وقد كان مسؤولاً عن تعزيز وهندسة العلاقات الحميمة بين موسكو وكاراكاس. كما أنّ روسنيفت قد منحت بين عامي 2014 و2018 قروضاً بقيمة 6.5 مليار دولار للحكومة الفنزويلية لمساعدتها على تخطي العقبات الاقتصادية التي فرضتها سياسة الولايات المتحدة العدائية، وفنزويلا تدفع بالمقابل قيمة القرض عن طريق شحنات نفط.
لقد كانت شركة روسنيفت مسؤولة عن تسويق ما بين نصف إلى ثلثي إنتاج فنزويلا من النفط عبر فرعها الذي تمّ بيعه للكرملين، علماً أن احتياطيات النفط الفنزويلي المؤكدة هي الأولى في العالم بنسبة 18% من الاحتياطيات العالمية. من شأن هذه الخطوة الاستراتيجية أن تضمن استمرار احتلال روسيا لمكانة اللاعب الرئيسي المقرر في سوق النفط العالمية، الأمر الذي له في ظلّ الاضطرابات الحالية في سوق النفط آثار كارثية على الولايات المتحدة التي لن تنجو صناعة النفط لديها في حال بيع برميل النفط بأقل من 45-50 دولار.