لافروف يضع «الصفقة» فوق الطاولة!
دأب خصوم الحل السياسي على الحديث عن صفقة روسية- أمريكية حول سورية تحت الطاولة، وذلك في إطار عملية التشكيك المستمرة بإمكانية الوصول الى هذا الحل.
شمل طيف المشككين أصحاب «النخوة الوطنية الطارئة» المحسوبين على الموالاة في الإعلام العربي والرسمي، وشبه الرسمي السوري، و «ثوريي» أنقرة والرياض، الذين وجدوا في الحديث عن الصفقة فرصتهم لوضع إشارة مساواة بين الدور الأمريكي المفضوح، وبين الدور الروسي، وتبرير تبعيتهم العمياء للمشروع الأمريكي، وتوسع الطيف أحياناً ليشمل بعض السّذج من المعارضة الوطنية ممن يحددون مواقفهم حسب آخر نشرة أخبار استمعوا إليها.
حسم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمر الصفقة المزعومة، التي طالما كان الحديث عنها أداة تضليل للتشويش على الدور الروسي، وتقدم العملية السياسية، وطالب بوضعها فوق الطاولة، حيث قال أثناء لقاءه وزير خارجية لوكسمبورغ اليوم الثلاثاء «إن الجانب الروسي اقترح على واشنطن نشر الحزمة المتكونة من 5 وثائق، والتي توصلت إليها موسكو وواشنطن يوم 9 سبتمبر/أيلول إثر المحادثات بجنيف، بالكامل، وتبنيها كقرار لمجلس الأمن الدولي دون إجراء أية تعديلات على الوثائق، وذلك على الرغم من سعي الأمريكيين للحفاظ على الوثائق المذكورة سرية».
واستطرد قائلاً: «ليس لدينا ما نخفيه، كل ما تنص عليه تلك الاتفاقات جاء بتوافق بين الطرفين، نحن أخذنا على عاتقنا الالتزام بتنفيذ الاتفاق بالكامل بنزاهة، والعمل على تشجيع أولئك الذين يتعلق بهم تنفيذ بنود مختلفة من الاتفاق، على التعامل معه بالقدر نفسه من النزاهة».
-إن الاقتراح الروسي، دليل آخر على نزاهة الدور الروسي، وتأكيد جديد على جدية روسيا الاتحادية في دفع العملية السياسية الى الأمام.
-إنه هجوم دبلوماسي روسي يتكامل مع دورها العسكري في سورية، الذي جاء لخدمة الحل السياسي، أي أنه جزء من مشروع متكامل، هدفه إنقاذ سورية من الإرهاب، وفتح المجال أمام السوريين ليقرروا مصيرهم بأنفسهم.
-إنه دليل آخر على احترام سيادة الدولة السورية، والشعب السوري، بالدعوة إلى الكشف عن اتفاق دولي يتعلق بهم، حيث فرضت مماطلة الجانب الأمريكي، وتهربه من توقيع الاتفاق واشتراطه عدم الإعلان عن تفاصيله، مما أدى إلى عدم عرض بنوده على الرأي العام.