لا للتحالف العسكري الاسلامى بقيادة السعودية ـ ملاحظات أولية :
هو مشروع امريكى بالأساس فلقد أكد أوباما والإدارة الامريكية مؤخرا على ضرورة تكوين قوات برية عربية واسلامية لمقاتلة داعش، للتحايل على ضغوط الجمهوريين لإرسال قوات برية أمريكية الى العراق وسوريا
وهى خطوة ستؤدى الى تحويل الجيوش العربية والإسلامية الى القيام بدور العساكر فى مباراة شطرنج تحتل فيه امريكا والدول الغربية دور الملك
وهو تأكيد لاستلاب السعودية لدور ومكانة مصر التاريخية والاستراتيجية، فلها القيادة اما مصر فمجرد عضو فيها، وهو ما يحدث للمرة الثانية بعد انخراطها فى التحالف السعودي فى الحرب على اليمن.
وهى تعكس مفارقة مهينة بين اجهاض السعودية للمبادرة المصرية السابقة لتشكيل قوة عربية مشتركة تتبع الجامعة العربية، وبين الاستدعاء السعودى لمصر ولغيرها للانخراط الفورى فى تحالف تحت قيادتها.
وَمِمَّا يزيد من مهانة المشاركة المصرية، هى انه تقوم به بدور تابع التابع، وكأنها عامل تراحيل لدى السعودية بصفتها مقاول الباطن الاقليمى الحالى لدى المقاول العمومى الامريكى فى المنطقة.
كما ان النظام المصرى الذى صدع رؤوسنا منذ عقود بان حرب أكتوبر هى آخر الحروب، وتصالح مع العدو الصهيونى وباع له فلسطين باعترافه بشرعية اسرائيل، وانسحب من الصراع فى ضربة قاسمة لاهم مقومات القوة العربية، يأتي اليوم وينخرط للمرة الخامسة فى تحالف عسكري يخدم على مصالح الإمبريالية الامريكية، الاولى كانت عام ١٩٩١ فى تحرير الكويت، والثانية فى التسهيلات العسكرية لغزو أفغانستان والعراق، والثالثة كانت فى التحالف الدولى الأمريكى فى العراق ٢٠١٤، والرابعة فى الحرب السعودية بالوكالة عن امريكا فى اليمن، واليوم هى المرة الخامسة.
وما سيضمنه ذلك من مخاطر تهدد الجنود المصريين فى حروب بالوكالة لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
ومن معالم النفاق والتبعية، ان تقبل مصر وتركيا الانخراط فى تحالف واحد، رغم كل ما بينهما من عداء، ولكن من يستطيع ان يقول لا للامريكان ولآل سعود!
كما انه من الواضح انه تحالف اسلامى طائفى يقتصر على الدول السنية، وهو بذلك تكريس للمشروع الغربى الهادف الى استبدال الصراع العربى الصهيونى بصراع سنى شيعى، تمهيدا للتقسيم وإعادة رسم الخرائط
ومما يثير السخرية ايضا، مشاركة السلطة الفلسطينية فى تحالف عسكري وهى المحظور عليها بأمر أوسلو واسرائيل ومجتمعها الدولى حمل السلاح او المقاومة او حتى المشاركة فى الانتفاضة
ناهيك ان غالبية الدول المشاركة هى دول تابعة اما الى الأمريكان او الى الفرنسيين، وكاننا بصدد تحالف من المماليك.
وأخيرا، نؤكد للمرة الألف انه لا شرعية لاى نظام او حرب او قوة عسكرية عربية لا ترفع السلاح فى مواجهة العدو الصهيونى، وضد كل أشكال وألوان الغزو الأجنبى للاراضى العربية.