مازن بلال: ما طرحه بوتين خلال لقائه المعلم ليس معجزة ولا وهم
اعتبر المحلل السياسي مازن بلال أن ما طرحه الرئيس الروسي فلاديمير ليس حقيقة بمعجزة ولا وهم هو محاولة لبناء مشروع للأمن الاقليمي لا يقوم على التحالفات التقليدية. لكن شرطه الأساسي أن يتزامن مع حل سياسي سواء في سورية أو في العراق.
وقال بلال في اتصال مع "بلدنا": "لاحظنا أن التصريحات الروسية خلال زيارة وزير الخارجية وليد المعلم إلى موسكو تناولت أيضاً تطبيق قرارات جنيف واحد، على ما يبدو أن موسكو تفسر البند الأول من اتفاقية جنيف بمحاربة الإرهاب بهذه الطريقة عبر صياغة مشروع لمحاربة داعش بالدرجة الأولى وإبعاد التنظيمات الإرهابية عن المنطقة".
والسؤال هل يمكن أن ينجح مثل هذا المشروع؟
يقول بلال: "في هذه اللحظات المؤشرات الإقليمية على الأقل تقول إن التوازن ما بين القوى يجب أن يتم اختراقه بطريقة ما. فبالمعنى الجيواستراتيجي أو في العلوم السياسة حتى لا يمكن أن يستقيم مثل هذا التوازن بين الدولة السورية والمجموعات الارهابية وأن يستمر الأمر على كر وفر لذلك يبدو أن مسألة إيجاد تحالف هو أمر منطقي وهو يتزامن مع حدثين: الأول ظهور تطورات كردية في الشمال السوري وهو ما سيدفع الأتراك للتعامل مع هذا الموضوع فأسلم طريق للتعامل هو بناء مشروع مع الحكومة السورية.
أيضاً، والثاني في الجنوب هناك مأزق سياسي حقيقي للسعودية والأردن في مسألة اقتحام درعا بالدرجة الأولى وعلى المستوى الأعمق في قدرة السعودية على التحرك وهي تحارب في اليمن دون غايات سياسية".
ويتابع بلال "باعتقادي أن اللحظة حاسمة جداً فيما لو أرادت الدول الكبرى إقامة توازن إقليمي ومنظمة أمن اقليمي جديد".
ويؤكد " ما تم طرحه في موسكو تم التحضير له مسبقاً، والفشل الذي منيت به المجموعات المسلحة في إنشاء نموذج في التجمع لها في الجنوب يؤكد أن التوازن ما بين المجموعات المسلحة والدولة السورية يجب أن ينتهي بشكل أو بآخر وهذا ربما ساعد موسكو على طرح الأمر بهذا التوقيت".
ويرى المحلل السياسي في هذا السياق أن "الاجتماعات التي كانت تعقد على المستوى التقني ما بين موسكو وواشنطن خلال الفترة الماضية والتي تم التصريح عنها لأكثر من مرة تحاول أن تجد حلولاً تجمع بين مصالح الطرفين بالدرجة الأولى وتهيء لشكل للشرق الأوسط مختلف عن السابق".
ويقول "نحن أمام نقطتين: الأولى المعارك ربما سرعت بطرح هذا الموضوع، والثانية أن موسكو وواشنطن لا يريدان أي انهيار للدولة السورية ولا حتى لنظامها السياسي".
ويختم بلال بالتأكيد على فكرة أن "الهجوم في ادلب نجح لأن الدول الإقليمية كانت على خط واحد أما في درعا فيبدو أن التوازنات بدت مختلة نوعاً ما وهو أمر طبيعي لأن ما جرى في الجنوب لا يعني تركيا التي باتت مشغولة بالتطورات الكردية الذي بدأ يظهر".
بتصرف من موقع بلدنا بتاريخ 30/6/2015