مسيرات حاشدة في موسكو احتفاء بعيد العمال
شهد وسط العاصمة الروسية ظهيرة الجمعة 1 أيار مسيرات حاشدة نظمتها الأحزاب والنقابات المهنية احتفالا بعيد العمال الذي يعرف هنا بعيد «الربيع والعمل».
وبحسب معلومات شرطة موسكو، شارك في هذا الفعاليات التي رفعت شعار «السلام، العمل، أيار» نحو 140 ألف شخص اكتظت بهم الشوارع والساحات المحيطة بالساحة الحمراء، وحمل المشاركون العلم الوطني وعلم مدينة موسكو ورايات النقابات المهنية المختلفة.
هذا، وتشهد مدينة موسكو لوحدها بهذه المناسبة نحو 300 نشاط.
يشار إلى أن روسيا تحتفل بعيد العمال رسميا بعد ثورة أكتوبرعام 1917، وكان يسمى هذا العيد في الحقبة السوفيتية بيوم التضامن العمالي العالمي كباقي دول العالم، لكن تم تغيير اسمه في روسيا عام 1997 إلى عيد الربيع والعمل.
عيد العمال.. فرصة لتحركات تتخطى الحدث
يشهد العديد من عواصم العالم في الأول من مايو/آيار مسيرات ووقفات واعتصامات احتفاء بعيد العمال، ذكرى الدفاع عن حق العامل في عالم متشنج متقلب تزداد الصراعات فيه أكثر من مواطن الشغل.
هذا اليوم الذي أصبح رمزا للكفاح والصمود من أجل لقمة العيش والحفاظ على كرامة العاملين والتذكير بحقوق وواجبات الطبقة الكادحة التي تسعى جاهدة وراء رزقها، في زمن كثرت فيه الحروب والصراعات.
وتاريخيا، بدأت فكرة "عيد العمال" في الـ 21 من أبريل/ نيسان عام بأستراليا، إضافة إلى اختياره كيوم للاحتفال في الذكرى الثانية لقضية هايماركت 1886، ليصبح الأول من مايو/آيار إشارة إلى العديد من الاحتفالات العمالية المختلفة لإحياء النضال من أجل ثماني ساعات عمل في اليوم.
يذكر أنه عام 1869 شكل عمال صناعة الملابس بـ"فيلادلفيا" وبعض عمال صناعة الأحذية والأثاث وعمال المناجم، في أمريكا، منظمة "فرسان العمل" كتنظيم نقابي يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل اتخذ من 1 مايو/أيار يوما لتجديد المطالبة بحقوق العمال.
وفي عام 1889، أَعلن مؤتمر الأحزاب الاشتراكية العالمية الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس تأييده لمطالب حركة العمال في الولايات المتحدة الأمريكية التي نادت بتحديد وقت العمل بثماني ساعات فقط، حيث اختار المؤتمر أول مايو/آيار 1890 لتنظيم مظاهرات تأييداً لهذا القرار.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح أول يوم من مايو/آيار إجازة باسم عيد العمال في كثير من دول العالم، تقوم الحكومات ومنظمات العمل بتنظيم استعراضات وإلقاء خطب وأنماط احتفالية أخرى فيه تكريما للفئات العاملة.
ورغم الصبغة الرسمية لهذا العيد "المقدس"، إلا أن العديد من البلدان تجابهه بالحظر والمنع بالقمع، إذ قررت السلطات التركية منع النقابات العمالية من الاحتفال بعيد العمال في ميدان تقسيم الشهير وسط اسطنبول تحسبا من تحول الاحتفالات إلى مظاهرات ووقفات احتجاجية.
وذكرت محافظة اسطنبول في بيان، أنه "من غير المناسب إقامة احتفالات في ميدان تقسيم والمناطق المحيطة به في ذكرى عيد العمال الذي يصادف الأول من مايو/آيار من كل عام"، مضيفا أنه استنادا إلى القانون التركي رقم 2911 الذي يوضح شروط وإجراءات تلك القيود، فقد حددت ثمانية أماكن في اسطنبول لممارسة حق التجمع والتظاهر.
يذكر أن حكومة إردوغان منعت النقابات من الاحتفال في الساحة الشهيرة ميدان تقسيم العام الماضي بحجة القيام بأعمال ترميم في الميدان، وبعد إصرار الناشطين على الدخول إلى الساحة استخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريقهم ما أسفر عن وقوع صدامات عنيفة.
وكانت تركيا عادت رسميا بعد 30 سنة من الحظر، للاحتفال بعيد العمال إثر الأحداث المأساوية التي شهدتها عام 1977 عندما احتشد قرابة 500,000 عامل تركي في ساحة تقسيم بمدينة اسطنبول وتم إطلاق النار عليهم من مبنيين يقعان بمحاذاة الساحة، مما أسفر عن مقتل 36 شخصا.
وفي البحرين أعلن الاتحاد العام لنقابات العمال في المنامة، أن السلطات البحرينية أقدمت على منع إقامة مسيرة عيد العمال المقررة الجمعة، ووصفها النقابيون بأنها خطوة غير مبررة ومفاجئة.
وتقوم البحرين بالتضييق على ممارسة حق التظاهر وحق التعبير منذ انطلاق تظاهرات تطالب بالحقوق المدنية والسياسية من قبل الشارع البحريني في العام 2011.
أما في مصر، فقد استغل تحالف "دعم الشرعية" الذي تتزعمه "جماعة الإخوان" المحظورة، مناسبة الاحتفالية بعيد العمال، داعيا ومحرضا أنصاره على التظاهر لمدة أسبوع تبدأ في 1مايو/آيار، خاصة وأنها تتزامن مع يوم الجمعة التي اعتاد" الإخوان" على استغلاله للتعبير عن "معارضتهم" للسلطة الحاكمة في مصر اليوم.
الديمقراطي برني ساندرز يستغل المناسبة للإعلان عن ترشحه لسباق الرئاسة
في الولايات المتحدة الأمريكية ووفقا لتقاليدها، فإنها تحتفل بعيد عمالها في أول يوم اثنين في شهر سبتمبر/ أيلول من كل سنة،إلا أن السناتور الأمريكي برني ساندرز استغل هذا اليوم ليعلن انطلاق حملة انتخابية يسارية داخل الحزب الديمقراطي في السباق إلى البيت الأبيض عام 2016 منددا بنظام اقتصادي "غير أخلاقي" يعمل لصالح الأثرياء
ووصف برني ساندرز (73 عاما) نفسه بأنه اشتراكي وهو أول مرشح يتحدى رسميا هيلاري كلينتون داخل الحزب الديموقراطي.
وقال خلال مؤتمر صحافي مقتضب داخل الكابيتول في واشنطن إن "99% من العائدات في هذا البلد تذهب الى 1% وهم الأكثر ثراء" في البلد.
ماهي قضية هايماركت؟
قضية هايماركت وقعت نتيجة للاضراب العام في "شيكاغو" عاصمة ولاية "إلينوى" الأمريكية، والتي شارك فيها عموم العمال والحرفيين والتجار والمهاجرين، ففي أعقاب الحادث الذي فتحت فيه الشرطة النار على أربعة من المضربين وقتلهم في شركة "ماكورميك" للحصاد الزراعي، تجمع حشد كبير من الناس في اليوم التالي في ساحة "هايماركت".
وظل الحدث سلميا إلى أن تدخلت الشرطة لفض الاحتشاد، فألقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطة، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن اثني عشر شخصا بينهم سبعة من رجال الشرطة، وقد تلى تلك الواقعة محاكمة مثيرة للجدل، لثمانية من المدعى عليهم بسبب معتقداتهم السياسية، وليس لتورطهم في التفجير، وأفضت في المحصلة إلى إعدام عدد منهم.