لقاء مع أحمد معاذ الخطيب

لقاء مع أحمد معاذ الخطيب

أجرت صحيفة العربي اليوم الصادرة في الدوحة مقابلة مع الرئيس السابق لما يسمى بالائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب في أعقاب زيارته إلى موسكو مؤخراً والتي قالت الصحيفة إنها تثير الكثير من الجدل والنقاش بين السوريين على اختلاف آرائهم وأهوائهم السياسية.

وقالت الصحيفة في مقدمة اللقاء إنه بعد الجدل حول الزيارة والشائعات التي طالتها بدءا من وجود وفد للنظام، وانتهاء بقبول حكومة انتقالية يدخل الخطيب فيها إلى جانب قدري جميل مع أركان من النظام، كتب الشيخ معاذ مقالا بعنوان هل ستشرق الشمس من موسكو؟ وكانت هذه المقابلة التي ننشرها فيما يلي ضمن المصطلحات والمفردات التي يعتمدها الخطيب، والتي تُظهر في كل الأحوال التحولات الجارية في المواقف والاصطفافات مع نقد ذاتي واضح حول بعض التصورات التي كانت قائمة:

* انطلاقاً من زيارتكم الأخيرة إلى روسيا في الخامس من الشهر الجاري، هل ترون أن الشمس ستشرق من موسكو؟

- هذا عنوان للمقال ليس إلا، والخلاصة أنّ الشعب هو الذي يصنع شمس حريّته ومستقبله، لكن هذا الباب لا بدّ من طرقه. أخطأنا في المعارضة، عندما قفزنا فوق قوى دوليّة، وتأثرنا بمقولة إنّ هذه الدولة تحلّ المشكلة وهذه لا. لا أحد يحلّ المشكلة سوى الناس أنفسهم، ولكن عليهم أن يحاولوا فتح كلّ النوافذ.

منذ سنة ونصف، تلقيت دعوة لزيارة موسكو، غير الدعوات الرسميّة خلال رئاستي للائتلاف. ومنذ خمسة أشهر، تكررت الدعوة وبعدها جاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى هنا (الدوحة) والتقينا وجدّد الدعوة.

يتوقّع شعبنا، الذي يعاني، نتائج سريعة من خلال هذه الزيارة، والحقيقة أنّ الزيارة كانت لمدّ جسر والتعرف على ما يريده الروس. نريد أيضاً أن نحشّد كلّ القوى، لحلّ المشكلة في سورية. هذه المشكلة باتت أكبر من النظام ومن الثورة، وحتى من الدول الإقليميّة. تتجه المنطقة إلى ثقب أسود، إلى طاحونة مرعبة. وواجبنا أن نجد منفذاً لإنقاذ سورية.

قلنا للروس إنّه لدينا ثوابت لا يمكن التخلي عنها، منها استقلال القرار السياسي، ووحدة سورية، أرضاً وشعباً وترابط النسيج السوري، والبحث عن حلّ تفاوضي. وبشكل عام، هناك تقاطعات كبيرة وهناك اختلاف، وهذا أمر طبيعي، وواجبنا محاولة الخروج بصيغة. تسألني ما هي الصيغة التي خرجت؟ لم تخرج صيغة حتى الآن، هذه بداية.

من التقاطعات التي وجدناها مع الروس، حرصهم على عدم تقسيم سورية وضرورة التمييز، كما قلنا لهم، بين النظام الذي أساء للشعب السوري، وبين الدولة كمؤسّسة، وهي ملك للشعب السوري. والروس قلقون جداً من انهيار الدولة.

حتى بشأن بشار الأسد، وجدنا أنّ رحيله ليس مشكلة بالنسبة إليهم. هناك تفاصيل كثيرة، لم يجرِ الخوض عميقاً فيها، وهذا الأمر يحتاج إلى جهة وطنية واسعة للتحاور حوله: كيفيّة إعادة ترتيب الجيش السوري، وكيفيّة ترتيب الأجهزة الأمنيّة. نحن لا ننطلق من رؤية طائفيّة ولا من رؤية متعصّبة، لكننا نرى أنّ الوطن بخطر، ولا بدّ من المحافظة عليه. هناك من ارتكبوا جرائم وأساؤوا إلى شعبنا، فليكن هناك عدالة انتقاليّة، وليحاكموا، لكنّ هذه أمور لاحقة، والأمر الأساسي هو الرغبة في البحث عن حلّ.

 

* هل عرض الروس عليكم حكومة انتقاليّة؟

- لم يجرِ التباحث بهذه النقطة أبداً. كان الروس وما زالوا يتحدّثون عن حكومة انتقاليّة، هذه كلمة واسعة، وفيها تفاصيل.

على كل، أريد أن أعلن أنني لن أشارك في أي أمر، يساعد النظام على إعادة إنتاج نفسه. النظام كلمة واسعة جداً، ولا أتّفق مع بعض التيّارات المعارضة الغوغائيّة التي تنادي بإزالة كلّ ما يتعلّق بالنظام. هل نريد تقويض وزارة الصحة لأنّها جزء من النظام؟ حتى داخل الجيش والأمن يجب أن توضع معايير للمحاسبة.

 

* من تمثلون حتى تفاوضوا باسم الشعب السوري؟

- لا يستطيع أحد القيام بهذه التسوية إلا مؤتمر وطني جامع. نحن نذهب لفتح الطريق أمام من وراءنا. لنفترض أنّنا اتفقنا مع الروس أو مع الإيرانيين أو مع النظام نفسه، على مواضيع معيّنة، لكنّه لا يستطيع وفد، مهما كانت كفاءته، فعل ذلك.

 

* لماذا لم تنسقوا مع الائتلاف؟

- لأنّنا نعرف عقليّة الائتلاف، ولأنّنا مجموعة وليس للائتلاف وصاية علينا.

 

* ولكن هذا يقسم المعارضة؟

- المعارضة منذ سنوات لا تقوم بشيء. كلّما قام أحدٌ بخطوة تجاه الحل، يقولون لقد عطلتم جهودنا وشققتم الصف. البلد هي التي شُقّت وليست المعارضة. هل يجب أن نوقف حياة 23 مليون إنسان، كي يستيقظ حضراتهم ويحكوا رؤوسهم في الصباح، بحثاً عن نتيجة؟

شخصياً، منذ سنة وأربعة أشهر، لم أتحرّك ولم أقم بأي خطوة. إذا أراد الائتلاف محاسبة من ذهب فليحاسب الجميع، لأن هناك أطرافاً داخل الائتلاف، اجتمعت مع أحزاب عسكريّة موالية للنظام ولم يحاسبها أحد. وهناك مجموعات داخل الائتلاف ذهبت وحاورت مقرّبين من النظام في أوسلو والنمسا وغيرها.

وقال لي أحد القادة إنّ هؤلاء كتل سياسية لا نستطيع الضغط عليهم، فقلت له يمكن أن تسمي الذين ذهبوا كتلة سياسيّة، وسنجد لها اسما بأقرب وقت.

عندما قصف النظام الغوطة بالكيماوي، لم يعقد الائتلاف جلسة، لكنّه عقد جلستين في يوم واحد، لمحاسبة وفدنا.

 

* هل قابلت نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل؟

- نعم قابلته في اجتماع منفصل. وكي لا يصطاد أحد في الماء العكر، فالدكتور قدري جهة معارضة، ونحن لا نعارض اللقاء مع أي جهة تهتمّ بمصلحة البلد. لم يجرِ اتفاق محدد معه وكان الحديث عاماً عن همّ البلد.

 

* هل جرى تحديد موعد لمؤتمر المعارضة؟ وهل ستشاركون فيه؟

- لم يُحدد، ربّما خلال شهر.

 

* هل عرضوا عليكم الحوار مع النظام؟

- الروس يفكرون في مؤتمر يجمع بين أطراف معارضة، ونحن سألناهم عن "جنيف 3"، فقالوا إنّ هذا الأمر يحتاج إلى حديث مع الجانب الأميركي. وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف سيلتقي في اليوم التالي خلال قمة الصين بالوزير (الخارجية الأميركيّة جون) كيري، ووعد الوزير لافروف بذلك وحتى الآن ننتظر الجواب.

أهلكت الصراعات الإقليميّة والدوليّة الثورة السوريّة. وصل الثوار في أماكن كثيرة إلى نقاط استراتيجية، أتتهم اتصالات من دول إقليمية وأعادتهم. الثوار ونتيجة صراعات إقليميّة، حُرموا من الإمداد ومن التمويل.

طلبنا من الروس أن يتفاهموا مع الأميركيين، وقلت للافروف إنّ كل الدول ستكون في مأزق إن لم تساعدوا الشعب السوري.

 

* هل هناك من تنسيق روسي ــ مصري جديد للتعامل مع المسألة السوريّة؟

- ليس لدي اطلاع.

 

* هل قامت قطر بدور ما بتيسير الزيارة؟

- كلا.

 

* هل تخططون لزيارة إيران؟

- كلا، عُرض الأمر علينا أكثر من مرّة، ولكن بطريقة غير مناسبة. لا مانع شرعي ولا سياسي من ذلك. يحتاج الأمر إلى ترتيب وتشاور، إن كان هناك جدول أعمال ورؤية واضحة من هدف الزيارة.

 

المصدر: (العربي الجديد)

آخر تعديل على الخميس, 13 تشرين2/نوفمبر 2014 18:34