رحيل الشاعر السوداني محجوب شريف
توفي الشاعر السوداني محجوب شريف يوم الأربعاء 2/4/2014 عن 66 عاماً، الذي كتب قصيدة "الشعب حبيبي وشرياني.. أداني بطاقة شخصية"، التي احتلّت مكانة رفيعة المستوى في وجدان السودانيين والعرب معاً فترة طويلة.
توفي الشاعر السوداني محجوب شريف يوم الأربعاء 2/4/2014 عن 66 عاماً، الذي كتب قصيدة "الشعب حبيبي وشرياني.. أداني بطاقة شخصية"، التي احتلّت مكانة رفيعة المستوى في وجدان السودانيين والعرب معاً فترة طويلة.
لأن عدّاد الموتى الجدد لا يتوقّف عن الدوران، لم يلتفت أحد إلى الذكرى الثامنة لرحيل أيقونتين سوريتين، هما محمد الماغوط (1934ــ 2006)، وعبد السلام العجيلي (1918ــ 2006). رحل الأول في 3 نيسان (أبريل)، والثاني في الخامس منه، كما عبرت تسعينية حنا مينه بصمت.
ظل موقفه من السلطة مثار لغط كبير بين منتقديه. إلا أنّ علاقته بالجماهير بقيت ثابتة بفضل استخدامه الذكي للهجة الصعيدية المطعّمة بنفس سردي ساخر. منذ أوائل الستينيات، انحاز شاعر العامية المصري إلى صوت البسطاء والمهمّشين والفقراء.
هكذا مرَّ أسبوعان كاملان ، على مقامي بشارع الملِكة ، في هذه الحاضرة الكنديّة ، تورنتو . مرَّ أسبوعان كاملان ، لكن انطباعي الأوّلَ لا يزالُ أوّل :تورنتو ضيعةٌ شاسعة ، ضيعةٌ ضائعةٌ ، حَمادةٌ بيضاءُ بثلوجها وشجرها الأسود وطيورها السود ، ليس من مَعالمَ أو شواخص ، سوى تلك العمائر التي تكاد تلمسُ السماءَ طولاً. لكن تورنتو حاضرةٌ ، حاضرةٌ كبرى في شِبه القارة الكندية ، و كما ألِفْتُ عليّ أن أتقرّاها بادئاً ، شأن الكسالى ، بأقرب موضع :
هذه "الفاصلة" هي الأخيرة، لكن الحدث الذي نحن بصدده لن يكون الأخير. ثمة باستمرار كتب ممنوعة، لدى كل معرض يخطر لأحدهم أن يمنع كتاباً، ولغاية لا يفصح عنها، فمن يطالبه بتفسير ومن له عليه حق التوضيح والتبرير. كل ما في الأمر أن كتاباً لا يدخل إلى المعرض. يمكننا هنا أن نتكلم عن رفض عشوائي، لكن الرفض ليس دائماً عشوائياً والكتب لا تمنع للاسبب، حتى لو بقي السبب في سر صاحبه، حتى لو لم يدرك هو السبب. فات وقت السؤال لماذا هذه المعارض، لقد غدت تقليداً وتقليداً مكلفاً في أحيان. ما هو النظام الذي يشغله همّ تثقيف الشعب، المعارض والمهرجانات هي جزء من عظمة السلطان، إنها قبل كل شيء نوع من التتويج والاعتراف، نوع من شرعية مُضافة للحاكم.
مرّت عقودٌ من ضخِّ أفكار تافهة عن ضرورة إبعاد الشعر عن السياسة ، فالشعر ينبغي أن لا يكون معنيّاً بالشأن العام أو القهر السائد المتسيِّد . هذه المسألة أخذت وقتا طويلاً جداً في المنطقة العربية وقد نجحت في إبعاد الشعر عن الحياة ، وفي إقامة قطيعة شبه تامة بين النص الشعري وبين الحياة.