قدّرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» أن الإنتاج العالمي للغذاء، أكثر من كافٍ ليطعم العالم. وكمثال على ذلك، فقد تمّ تقدير كمية الحبوب التي أُنتجت في عام 2016 وحده، بـ2.577 مليون طن، وهي الكمية التي بقي منها 13 مليون طن بعد أن تمّت تلبية الطلبات..!
كما في نهاية كل ربع عام، تنشر قاسيون مؤشرها لقياس تكاليف المعيشة، وفي الوقت الحالي ينتهي الربع الأخير من عام 2016، وينهي معه التقديرات التأشيرية لارتفاع تكاليف المعيشة، ومنها ارتفاع المستوى العام لأسعار سلع الاستهلاك، ومنها التضخم.. فإلى أين وصلت هذه المؤشرات جميعها، في نهاية العام الماضي، وبداية الجديد؟
في أول اجتماع عقدته جمعية حماية المستهلك المصرية، كشف رئيس اللجنة مصطفى طلبة النقاب عن أن 80% من غذاء المصريين ملوث، إذ يتم إنتاجه في مصانع عشوائية غير منظمة، بعيداً عن عين الرقابة الصحية.
كنا نسمع في بلدنا أحياناً كلاماً عفوياً تارة، وترويجياً تارة أخرى مفاده: «السياسة شيء والأكل شيء مختلف تماماً.. الطعام الأمريكي الذي نشاهده في الأفلام وتروج له الإعلانات في المحطات غير المحلية يبدو أنه شهي وطيب..»، وكنا نعد ذلك مجرد كلام، فبالكاد كان المتكلم قادراً عل تأمين الخبز وبعض الخضار والمؤونة «البلدية» لعياله..
تحولت أسعار الغذاء المرتفعة والاحتكارية، سواء للمنتجات المحلية أو المستوردة إلى واحدة من أكثر الأسعار تقلباً وتغيراً باتجاه الارتفاع بشكل دائم.