ليس العالم منعزلاً بعضه عن بعض. فالأعاصير والفيضانات والمناخ المتذبذب الذي نشهده اليوم ليس نتاجاً لدورة الحياة الطبيعية العادية، بل هو مرتبط بشكل لا يقبل الانفكاك بذوبان الجليد في القطب الشمالي، وبارتفاع نسب التلوث المميت في المحيطات والبحار المتنوعة، وبتدمير الشعب المرجانية والغابات المطرية، وعلى رأسها الأمازون. ولأنّ الترابط بين هذه الحوادث لا ينبع من هنا وحسب، بل من كون المتسبب بها واحداً: الرأسماليون الذين ينهبون ثروات الكوكب. إنّ الرأسمالية نظام افتراسي لا يعرف كلمة نهاية، ولا يمكنه حتّى لو أراد أن يتوقف عن نهب الطبيعة وتدميرها. وتعرض لكم اليوم قاسيون، ضمن سلسلة شاملة من مقالين: الهجمة الرأسمالية الشرسة على منطقة الأمازون في البرازيل وأمريكا اللاتينية عموماً. إنّ الأمازون شريانٌ حيوي لاستمرار الحياة على الأرض، والنمط الذي تمارسه الرأسمالية بجميع تمظهراتها هناك، هي ذاتها التي تستخدمها في جميع دول الأطراف مع تغيّر التفاصيل، ومن هنا كانت أهمية البحث في هذا السلوك الإمبريالي بشكل مفصل.
بقلم: تريكونتيننتال
تعريب وإعداد: عروة درويش